أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

مهندسة فلسطينية تبتكر نظاما لتحلية ماء البحر لتخفيف أعباء النازحين في غزة

المهندسة الفلسطينية النازحة إيناس الغول: المقطر الشمسي هو جهاز يستخدم الطاقة الشمسية لتقطير المياه، لإنتاج ماء نقي من مياه ملوثة أو مالحة من خلال تسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تبخر المياه ثم تكثف البخار ليعود إلى الحالة السائلة في شكل ماء نقي.

غزة- تمكنت المهندسة الفلسطينية النازحة إيناس الغول من صناعة نظام تحلية يحوّل مياه البحر المالحة إلى مياه صالحة للشرب في ظل ندرتها بسبب الحرب “الإسرائيلية” المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وفي ظل أزمة المياه التي يعاني منها أهالي قطاع غزة جراء استهداف إقوات الاحتلال آبار المياه، لم تقف الغول، المهندسة الزراعية النازحة لمدينة خان يونس، مكتوفة اليدين، بل بادرت بابتكار هذا الحل العملي لمواجهة هذه الأزمة التي تعصف بالمواطنين.
وتستخدم النازحة صندوقا خشبيا مغلقا بالزجاج والجلد، يُعرف باسم “مقطر شمسي”، يحتوي الصندوق على فتحات لدخول المياه وخروجها، حيث تمر المياه قبل خروجها عبر طبقة من الفحم النشط لتنقيتها.
والمقطر الشمسي هو جهاز يستخدم الطاقة الشمسية لتقطير المياه، لإنتاج ماء نقي من مياه ملوثة أو مالحة من خلال تسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تبخر المياه ثم تكثف البخار ليعود إلى الحالة السائلة في شكل ماء نقي.
ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في مياه الشرب، مع استمرار الحرب الوحشية المدمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وتعمد إسرائيل قطع إمدادات المياه من الأراضي المحتلة وتدمير الآبار والخزانات ومحطات التحلية المختلفة.
وقالت الغول لمراسل الأناضول “تمكنت من صناعة هذا الجهاز باستخدام أدوات بسيطة مثل الخشب والزجاج والجلد، ونجحت في تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه صالحة للشرب”.
وأضافت “يعاني المواطنون في قطاع غزة من شح في المياه، ونحن على مقربة من شاطئ البحر، لذا نعتمد عليها ونعمل على تنقيتها من الشوائب والملوحة عبر نظام التقطير”.
وتابعت “لا توجد وسائل أخرى يمكن الاعتماد عليها، ونظام التقطير قد يفي بالغرض في ظل أزمة المياه التي يعاني منها السكان”.
ولفتت إلى أن “الاحتلال قصف محطات تحلية المياه خلال الحرب، لذا توجهت لصناعة جهاز سهل الاستخدام وخفيف يمكن نقله إلى أي مكان”.
وأوضحت أن “المياه العذبة المتوفرة في قطاع غزة مرتفعة الثمن مقارنةً بما كانت عليه سابقا، (يصل سعر الـ16 لتر إلى دولار أمريكي) وهو ما يجعل الكثيرين غير قادرين على شرائها”.
ويعاني المواطنون في قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضع لترات منها.
ويقوم النازحون في مناطق مختلفة في القطاع بتقنين استخدامهم لمياه الشرب خشية انقطاعها وعدم القدرة على الحصول على كميات جديدة.

رحلة شاقة من أجل قطرة ماء
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع بسبب الحرب الحالية نحو مليوني شخص من إجمالي 2.3 مليون نسمة.
ويوضح مسؤول الإعلام في بلدية خان يونس صائب لقَّان، حجم الأضرار والدمار الذي لحق بالبنية التحتية وشبكات وخطوط المياه الناقلة، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتعمد.
ويقول لقان “الاحتلال أقدم على تدمير محطة التحلية وتدمير 26 بئرًا للمياه من أصل 37 بئرًا في مدينة خان يونس بنسبة تزيد عن 70 بالمائة، إضافة إلى 220 كيلو متر طولي من الشبكات الناقلة”.
ويبين أن هذا الدمار أثر بشكل كبير على الخدمات المقدمة للفلسطينيين في مدينة خان يونس.
ويشير إلى معاناة مليون و200 ألف مواطن ونازح في خان يونس، ولا سيما في المناطق الغربية وخاصة منطقة المواصي، من نقص المياه الصالحة للاستخدام المنزلي.
ويضيف “قمنا في بلدية خان يونس بتشغيل محطة تحلية مياه البحر بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومصلحة مياه بلديات الساحل، لكننا نواجه صعوبات كبيرة بسبب الحاجة الكبيرة”.
ويحذر من تزايد انتشار الأمراض المعدية في صفوف النازحين والسكان في ظل النقص الشديد في كميات المياه وخاصة اللازمة للنظافة الشخصية.
وبدعم أمريكي تشن قوات الاحتلال منذ السابع من تشرين الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل قوات الاحتلال الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى