مؤسسة البصائر تعرض جديدها في التاريخ والدراسات الإسلامية بمعرض إسطنبول للكتاب العربي
من الكتب التوثيقية المعنية بتاريخ العراق بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003 في معرض إسطنبول كتاب "عندما لا ينجح الاحتلال: أوراق وبحوث في تأريخ المقاومة العراقية"، من تأليف الدكتور مثنى حارث الضاري.
إسطنبول- الرافدين
يفتح جناح مؤسسة البصائر للدراسات والنشر، على مكتبة أسرية تثير شغف القراء في الدورة التاسعة للمعرض الدولي للكتاب العربي في إسطنبول.
وتتواجد مؤسسة البصائر في الجناح C49 القاعة 9 بمعرض إسطنبول للكتاب العربي الذي يقام تحت شعار “الكتاب مستقبل”، بمركز المعارض في الفترة من العاشر إلى الثامن عشر من آب الحالي.
وتشارك مؤسسة البصائر للدراسات والنشر في دورة هذا العام بقائمة متجددة من عناوين كتبها المختارة بعناية، وهي تحتفل بصدور مجموعة جديدة من كتب التراث والتاريخ والتحقيقات وشتى ميادين المعرفة والثقافة.
وتكتسب مشاركة مؤسسة البصائر أهميتها من مجموع نتاجها المتميز باختيار عناوين الكتب لكبار العلماء والمؤلفين.
وسيكون كتاب “أحكام الوقف في الشريعة الإسلامية” لفضيلة الدكتور محمد عبيد الكبيسي في رواق مؤسسة البصائر في معرض إسطنبول، وهو كتاب متفرد في موضوعه مطلوب جدا للمهتمين بأحكام الوقف من الدارسين وغيرهم.
ويحتوي الكتاب على جميع أحكام الفقه التي طرحتها المدارس الفقهية المتنوعة المعتمدة والمشهورة. وجمع المؤلف هذه الأحكام بكتاب واحد من جزأين وقامت مؤسسة البصائر للدراسات والنشر على تدقيقه ومقابلته على النسخ المطبوعة وبإشراف المؤلف وكذلك بتخريج الآيات والأحاديث بأسلوب علمي دقيق.
ومن بين الكتب الثقافية النافعة للشباب والمتعلمين التي ستعرض في جناح مؤسسة البصائر، كتاب “لغويات للإعلاميين والإعلاميات” من تأليف الدكتور أحمد كسار والدكتور عبد الله المرزوقي وهو كتاب مهم للمراسلين والعاملين في ميدان الصحافة حيث عرض بأسلوب شيق موضوعات مهمة في اللغة العربية.
ويليه كتاب اخر من تأليف الدكتور عبد الله المرزوقي بعنوان “أدبيات” وهو كتاب ثقافي رائق وسلس يستأنس به كل مقبل على الثقافة والمعرفة.
وسيتاح للقراء في معرض إسطنبول للكتاب العربي الكتاب الثاني من سلسلة ذكريات وتاريخ “اضطرام الوغى” للدكتور محمد بشار الفيضي بعد صدور كتابه الأول في “كبد الزلزال”.
ومن الكتب التوثيقية المعنية بتاريخ العراق بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003 كتاب “عندما لا ينجح الاحتلال: أوراق وبحوث في تأريخ المقاومة العراقية”، من تأليف الدكتور مثنى حارث الضاري.
وضم متن كتاب “عندما لا ينجح الاحتلال” أوراقًا بحثية رصينة، كتبت على مراحل الإخفاق الذي مني به الاحتلال في العراق، جمعت لتكون وحدة واحدة تتحدث عن مرحلة فارقة من التاريخ الحديث في العراق.
ويعد الكتاب وثيقة تأريخية مهمة ويظهر ذلك من الاهتمام النخبوي والأكاديمي والبحثي المشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب.
ويدافع المؤلف عن حقيقة تأريخية يراد تشويهها وتزييفها عما حصل في العراق المحتل، وبإخلاص معرفي وتجربة شخصية وأسرية وطنية، عندما يضع الإجابات على الأسئلة الأكثر طلبًا عن مقاومة العراقيين لاحتلال بلادهم من قبل القوات الأمريكية.
ويتحدث الكتاب عن مرحلة فارقة من التاريخ الحديث، حيث يفصّل المؤلف في نشأة المقاومة العراقية، وتفسيراتها، وقواها، ومستقبلها، وأنماط الصراع مع العدو وفق الأنموذج العراقي، إلى جانب لمحات عن تجربة الإعلام المقاوم في العراق، مع حزمة من الوثائق والملاحق ذات الصلة بهذا الموضوع.

مرحلة فارقة من تأريخ العراق تحت الاحتلال
ويرى الدكتور مثنى الضاري أن دراسات كتاب “عندما لا ينجح الاحتلال” وإن أصبحت تاريخًا؛ ولكنها تبقى توثيقًا لا بد منه للجهد المقاوم، ودينًا في رقبتي لا مفر منه، تأخر سداده لأسباب خارجة عن الوسع والطاقة. وهذا اعتراف لا بد منه بالتقصير. ولعل بعض عزائي وعذري؛ أن هذه الأعمال تنشر الآن ونحن نشهد هجمة موتورة على المقاومة وتأريخها، في سياق محاولات خائبة لسرقة هذا التأريخ المشرّف، ونسبته لمجموعات من الطارئين على البلاد ممن عملوا في خدمة الاحتلال، وقاتلوا أبناء وطنهم قبل الاحتلال وبعده، أو غيرهم ممن لبس لبوس المقاومة مدعيًا، بعد أن هادن الاحتلال وشاركه في مشروعه السياسي.
وأوضح مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق أن رسالة الكتاب تقول: إن الاحتلال – على الرغم من هذا النجاح الظاهري – قد فشل؛ لأن هدف الاحتلال المعلن هو إقامة (نظام ديمقراطي جديد)، يكون أنموذجًا للمنطقة جميعًا، وهذا ما لم يحصل، بل إن الحاصل في العراق الآن؛ هي عملية سياسية تسمى (نظامًا ديمقراطيًا) لكن فيها كل الخراب، وهي فاشلة باعتراف من هم فيها من القوى السياسية، بل وصل الأمر إلى اعتراف أمريكي بطريقة أو أخرى – ولا سيما في مراكز الدراسات – بأن هناك فشلاً كبيرًا وذريعًا جرى في العراق، وأن هناك محاولات لإصلاح ذلك، وإعادة النظر فيما جرى.
وكذلك سيكون كتاب “المقاومة العراقية تاريخ لا يسرق ولا يزور” لمؤلفه الخبير العسكري حاتم الفلاحي، أمام قراء معرض إسطنبول للكتاب العربي.
وأعادت مؤسسة البصائر نشر كتاب “ثورتنا في شمال العراق” للمؤلف عبدالمنعم الغلامي وهو كتاب يتحدث عن ثورة العشرين في العراق وقد صدر بطبعة أنيق
ولمتابعي تاريخ الحركة التشكيلية في العراق سيكون بمقدورهم اقتناء كتاب “أسس الفن التشكيلي العراقي المعاصر” لمؤلفه الدكتور رؤوف العطار.
وستتاح في رواق مؤسسة البصائر للدراسات والنشر إصدارات هيئة علماء المسلمين في العراق، وهي أكثر من 170 عنوانًا في المجالات الشرعية، والثقافية، والتربوية، والفكرية، والسياسية؛ لنخبة من المفكرين والمؤلفين والباحثين.
ويشارك في المعرض أكثر من 300 دار نشر من أكثر من 30 دولة، وينظمه اتحاد الناشرين الأتراك، والجمعية الدولية لناشري الكتب العربية، وجمعية الناشرين الأتراك.
ويؤكد منظمو المعرض أنه “أكبر معرض للكتاب العربي خارج العالم العربي”.
ويستضيف المعرض فعاليات ثقافية متنوعة من محاضرات وندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية ونشاطات فنية متنوعة، وركن اللغة حيث ستقام الأنشطة التي تعزز تعلم اللغة التركية والعربية.
ويهدف المعرض، الذي استضاف ما يقرب من 180 ألف زائر العام الماضي، واعتمده اتحاد الناشرين العرب بالقاهرة، إلى جمع المعلمين والطلاب من الجامعات ودورات اللغة ومدارس الأئمة والخطباء ومعاهد تعليم القرآن الكريم التي تقدم تعليم اللغة العربية في تركيا.
ويجمع المعرض، الذي يعد منصة مهمة لتعلم اللغة العربية ونشرها وتعزيز الروابط الثقافية، الكثير من الأكاديميين والأدباء والكتاب والرسامين ومصممي الجرافيك وممثلي دور الطباعة مع ناشرين في الأسواق المحلية والخارجية، مما يوفر فرصا لعقد اتفاقيات في حقوق النشر ومشروعات جديدة.

 
						


