أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

هيئة علماء المسلمين في العراق: انتظار متغيرات دولية لإنقاذ مسلمي الروهينغيا ضرب من العبث الذي لا يُقطف معه ثمر

القوّات والميليشيات البوذية المرتبطة بقوّات المجلس العسكري الحاكم بميانمار فتكت على مدى الأسابيع الماضية بالكثير من المسلمين بدوافع دينية وعرقية ولا سيّما في البلدات والقرى المتاخمة للحدود مع بنغلاديش.

عمان- الرافدين
أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن المسلمين “الروهينغيا” في ولاية أراكان بميانمار؛ يواجهون أبشع صور وأشكال المذابح وجرائم الإبادة الجماعية، التي ترتكبها بحقهم قوّات المجلس العسكري الحاكم.
وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته الأحد الحادي عشر من آب، أن هذه القوّات والميليشيات البوذية المرتبطة بها فتكت على مدى الأسابيع الماضية بالكثير من المسلمين بدوافع دينية وعرقية ولا سيّما في البلدات والقرى المتاخمة للحدود مع بنغلاديش، مضيفة أن المقاطع المصوّرة التي توثق هذه المذابح؛ أظهرت مشاهد مفزعة لجثث المئات من الضحايا -بينهم عائلات مع أطفالها- قتلوا جميعًا أثناء محاولاتهم الفرار هربًا من الانتهاكات التي تمارسها قوات المجلس العسكري والميليشيات التي استخدمت طائرات مسيّرة وأسلحة ثقيلة في الهجوم عليهم؛ مما خلّف أعدادًا كبيرة من القتلى زاد عددهم في بعض المناطق عن (200) ضحية.
وذكرت الهيئة في بيانها أن التطورات الأخيرة جاءت مطلع الشهر الجاري حينما تعرّضت قرى الروهينغيا في مدينة مونغدو لهجمات ممنهجة، مما اضطر آلاف المدنيين ممن تبقوا داخل (أراكان) للهرب ناحية نهر (ناف) استعدادًا للفرار إلى بنغلاديش؛ لكن تقارير صحفية تحدثت عن أن عددًا كبيرًا ممن نجا من الموت جرّاء القصف وعمليات القتل الممنهجة؛ قضى غرقًا في البحر أثناء محاولات العبور؛ الأمر الذي اضطر مسؤولين في الأمم المتحدة من قبيل المستشارة المعنية بمنع الإبادة الجماعية (أليس ويريمو نديريتو)، والمستشارة الأممية الخاصة المعنية بالمسؤولية عن الحماية مو بليكر إلى التصريح بأن “سكّان (أراكان) في ميانمار تتواصل معاناتهم بسبب القتل المتعمد والعنف، بالرغم من التدابير الاحتياطية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية في كانون الثاني 2020؛ حيث يتورط جيش ميانمار بارتكاب جرائم تنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية”.
وشددت هيئة علماء المسلمين على أن الأزمة الإنسانية التي تجتاح المسلمين في ميانمار دخلت مرحلة ومستويات خطيرة للغاية، ولا سيّما مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين ومائتي ألف إنسان في حالة نزوح مستمر في البلاد، نتيجة سنوات مضنية من الانتهاكات، وقد أمست قضية المسلمين الروهينغيا بعيدة كل البعد عن الاهتمام والمتابعة، وهو مما جعل طغاة النظام في ميانمار يستغلون واقع الحال هذا لممارسة التنكيل على نحو متصاعد، ويسعون على عجالة لتحقيق بغيتهم في الإجهاز على الوجود الإسلامي في تلك البلاد.

الجريمة مستمرة بحق مسلمي الروهينغيا
وذكرت الهيئة في هذا السياق أن الأمة في عالمنا الإسلامي اليوم تواجه مصاعب شتى؛ نتيجة تَكَدُّس مسؤوليات جمّة على عاتقها، وتراكم واجبات تفرضها قضايا وأزمات أبنائها المبثوثة في أنحاء الأرض، وسط تفاقم مطرد للمعاناة التي لا تعرف إلى الاستقرار سبيلًا أو وسيلة في المنظور القريب، لكنها في الوقت ذاته في أمسّ الحاجة إلى إعادة ترتيب أوضاعها، والعمل على اصطفاف أولوياتها وفق مشروع جمعي ذي هوية واحدة، ومسار موحد، ونمط متكامل يجمع الرؤية والنظر بالتطبيق والعمل، ليأخذ على عاتقه التصدي للهجمات الممنهجة التي يسلطها العدو على مختلف الجبهات عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وغير ذلك.
ودعت هيئة علماء المسلمين في العراق النخب من علماء ودعاة ومفكرين، ومؤسسات وتنظيمات، ومجتمعات وشعوب، على اختلاف توجهاتها وتنوع مشاربها؛ إلى المبادرة الفورية في تبني هذا العمل الذي لا ينبغي أن يكون فيه سكون، وإلى بذل الجهد الذي لا راحة معه؛ محذرة من أن لأن انتظار متغيرات خارجية يفرضها واقع الحال تتماشى مع مزاج المجتمع الدولي والأنظمة المحلية التابعة له؛ ضرب من العبث الذي لا يُؤتى منه أُكل ولا يُقطف معه ثمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى