أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

بلينكن يُعيد على السوداني: ندعم حكومتك بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانيًا ولا مفتوحًا

يسعى محمد شياع السوداني إلى تهدئة الوضع وتقديم ضمانات للأمريكيين بما يتعلق بالميليشيات خوفًا من خروج الأمور عن السيطرة، من دون أن يكون بمقدوره فرض سلطته على الميليشيات الولائية.

بغداد- الرافدين
شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال ثاني اتصال هاتفي في أسبوع واحد على رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، بأن مسؤوليته السيطرة على الميليشيات الولائية المرتبطة بإيران.
وقال بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تصرف يهدد مصالح بلاده في العراق والمنطقة من قبل أذرع إيران، في ظل التوترات المتفاقمة بالمنطقة.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أهمية تحمل العراق مسؤولية حماية المستشارين العسكريين التابعين للتحالف من هجمات الميليشيات الموالية لإيران.
وأعاد بلينكن جملة للرئيس الأمريكي جو بايدن سبق وأن قالها للسوداني بأن إدارته “تدعم حكومته بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانيًا ولا مفتوحًا”.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتل “تحدث وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الاثنين مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وناقش المتحدثان الجهود الدبلوماسية الجارية لتعزيز الاستقرار في المنطقة وأهمية تجنب التصعيد”، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية عبر موقعها.
وتابع “أعرب المتحدثان عن التزامهما بمواصلة التشاور معا بشأن قضايا المنطقة وتعزيز العلاقات الأمريكية-العراقية”.
ويأتي اتصال وزير الخارجية الأمريكي قبل سفره إلى الشرق الأوسط لزيارة قطر ومصر و”إسرائيل”، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
وقبل أسبوع واحد أسمَعَ بلينكن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني تنبيها واضحا يطالبه بالسيطرة على الميليشيات الولائية المارقة وفق السلطات الحكومية التي تخوله بذلك.
وقال بلينكن للسوداني في اتصال هاتفي “عندما يفلت الوضع في العراق، فهو أكثر ما يهدد وضع حكومتك وأن إيران لا يمكن أن تريد خيرا للعراق عندما تحرك أذرعها من الميليشيات في المنطقة”.
ويكشف تنبيه وزير الخارجية الأمريكي للسوداني إدراك واشنطن أن الهدوء السياسي في العراق خادع ومرشح أن ينفجر في أي لحظة لتصفية حسابات بين المتصارعين على السلطة.
ويسعى السوداني إلى “تهدئة الوضع” وتقديم ضمانات للأمريكيين بما يتعلق بميليشيات الحشد خوفًا من خروج الأمور عن السيطرة.
ولا يتوقع أن يكون بمقدور السوداني السيطرة على الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.
ولا تخفي هذه المليشيات ولائها إلى إيران وتعلن جهارا أنها تنسق قراراتها مع الحرس الثوري الإيراني.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق بعد مقتل عناصر من الميليشيات الولائية في ضربات للقوات الأمريكية على بغداد، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
يأتي ذلك في وقت رفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية للتراجع عن تهديدها بالردّ على “إسرائيل” بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في وقت تسود المخاوف من توسّع الحرب في قطاع غزة الى المنطقة.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك الاثنين إنها حضّت إيران على خفض التصعيد.


اسفنديار باتمانغليدج: السعي المتجدّد لوقف النار يوفّر لإيران مخرجا من هذه الدورة التصعيدية… ما زال المسؤولون الإيرانيون يشعرون بأنهم ملزمون بالردّ على “إسرائيل” لكن عليهم القيام بذلك بطريقة لا تعرقل احتمالات عقد اجتماع لوقف إطلاق النار

وقال قادة هذه الدول “دعونا إيران إلى التراجع عن تهديداتها المتواصلة بشنّ هجوم عسكري على إسرائيل وبحثنا العواقب الخطيرة على الأمن الإقليمي في حال تنفيذ هجوم من هذا النوع”.
وكان البيت الأبيض حذّر من أن إيران قد تشنّ مع وكلائها “هجمات كبرى” على “إسرائيل” هذا الأسبوع، لافتا إلى أن “إسرائيل” لديها تقديرات مماثلة.
غير أن توقعات المراقبين للشأن الإيراني تجمع على أن الرد الإيراني سيكون كسابقه من أجل حفظ ماء الوجه بعد الإهانة الأمنية التي تلقتها باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة طهران.
ويقول المحلل السياسي اسفنديار باتمانغليدج إن إيران تدرس كيف يمكن أن تردّ على “إسرائيل” من دون تقويض محادثات وقف إطلاق النار. وأضاف الرئيس التنفيذي لمؤسسة “بورصة وبازار” البحثية لوكالة الصحافة الفرنسية “السعي المتجدّد لوقف النار يوفّر لإيران مخرجا من هذه الدورة التصعيدية… ما زال المسؤولون الإيرانيون يشعرون بأنهم ملزمون بالردّ على إسرائيل، لكن عليهم القيام بذلك بطريقة لا تعرقل احتمالات عقد اجتماع لوقف إطلاق النار”.
وقال مدير شؤون إيران بمجموعة الأزمات الدولية علي فايز “إن التصور بأن إيران لا تستطيع حماية وطنها ولا حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلاً بالنسبة للنظام، لأنه يشير في الأساس إلى أعدائه بأنه إذا لم يتمكنوا من الإطاحة بالجمهورية الإسلامية، فإنهم يستطيعون قطع رأسها”.
ويرى المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ردودجر شاناهان، أن الأمر الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى حزب الله. ستمارس إيران ضغوطا قوية على إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، لكنها لن تخاطر بأي تهديد وجودي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة إلا أنها تعتقد أن معاقبة “إسرائيل” أمر ضروري لمنع المزيد من عدم الاستقرار، وذلك بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في طهران الأسبوع الماضي.
وأضاف “إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة، لكن هذا لن يتحقق إلا بمعاقبة المعتدي وردع النظام الصهيوني عن القيام بمغامرات”، مضيفا أن تحرك طهران أمر لا مفر منه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى