سفير العروض السياحية والأطعمة يعترف: سطوة الميليشيات لا تجعل العراق آمنا لزيارته
السفير البريطاني ستيفن تشارلز هيتشن يفند كل عروضه الدعائية السابقة بالقول طالما هناك انعدام للأمن وتواجد للجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، لن يتوفر الاستثمار ولا فرص العمل والنمو الاقتصادي المستدام الذي يستحقه العراقيون.
بغداد- الرافدين
اعترف السفير البريطاني في العراق ستيفن تشارلز هيتشن، بأنه يصعب عليه أن يشجع أقاربه على زيارة العراق في ظل التهديدات والانفلات الأمني وعدم السيطرة على الأسلحة المنفلتة.
وقال هيتشن في رد على أسئلة الحضور في برنامج “بيستون توك” من شبكة “رووداو” في اعتراف ينسف عروض دعائية سابقة مارسها في مقاطع مصورة، إنه يتعرض لتهديدات، من بعض الميليشيات.
ولفت السفير البريطاني الى أن “السياحة تعتمد بأمان البلد، والوضع الأمني في العراق أفضل، لكن هناك تهديدات على البريطانيين لذلك لا أشجعهم لزيارة العراق، وأنا شخصيا أتعرض لتهديدات من بعض الميليشيات”.
وأضاف أنه “طالما هناك انعدام للأمن وتواجد للجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، لن يتوفر الاستثمار ولا فرص العمل والنمو الاقتصادي المستدام الذي يستحقه العراقيون”.
ويأتي اعتراف السفير البريطاني بهشاشة الوضع الأمني في العراق وسيطرة الميليشيات لينسف كل الدعاية المجانية التي قدمها خلال الأشهر الماضية للعملية السياسية التي ينخرها الفساد والفشل.
وسبق أن برأ السفير البريطاني مرجعية النجف مما حصل للعراق من فشل وفساد سياسي ونهب لثرواته منذ احتلاله عام 2003 من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقدم هيتشن الذي يصفه العراقيون بـ”المرشد السياسي للأطعمة والمقاهي”، شكره لزعيم المرجعية علي السيستاني، في أول زيارة له لمدينة النجف بعد أن تجول في عدة مدن عراقية.
وفي الوقت الذي حذر فيه السفير من أن العراق مقبل على معضلة اقتصادية مع توقع انخفاض أسعار النفط اعترف بارتكاب بلاده مع الولايات المتحدة أخطاءً فادحة في احتلال العراق، قائلا “لا نريد أن نكرر التجربة العسكرية والأمريكان يشاطروننا الرأي في هذا الصدد”.
ويتساءل معلقون عراقيون عن السبب الذي يدفع السفير البريطاني إلى شكر السيستاني، في محاولة لتبرأة مرجعية النجف مما حصل للعراق منذ احتلاله عام 2003.
وكانت مرجعية النجف مسؤولة عن تثبيت أسس النظام الطائفي الذي كان واجهة للفساد الذي شهده العراق في سنوات ما بعد الاحتلال. ولم تعلن انحيازها للشعب الذي يرفض ذلك النظام.
وفي مقابل تزكية المرجعية للسياسيين الفاسدين في مناصبهم، فإن المرجعية كانت تنال حصتها من ثروات العراق المنهوبة، من غير أن تتعرض لأي نوع من المساءلة.
فالسيستاني إن لم يكن فاسدا ويعيش حياة متقشفة ومعزولة فإنه واجهة لمؤسسة فساد يديرها ابنه محمد رضا وممثلو المرجعية الذين يصفون بأكبر رجال الاعمال في العراق ويديرون دولة موازية داخل الدولة. وهو ما صار العراقيون على اطلاع عليه.
ولم يرسل السفير هيتشن أي رسالة أمل للعراقيين الذي يعانون من وطأة ظروف حياتية واقتصادية تفتقر للكرامة الإنسانية، بينما كانت بريطانيا مع الولايات المتحدة السبب الرئيسي فيها عند احتلال العراق منذ عام 2003 والدفع بحكومات فاشلة وتسهيل استحواذ ميليشيات ولائية على السلطة في البلاد.

اعتراف يفند دعاية سياحية مزيفة
جدير بالذكر أن السفير البريطاني ستيفن تشارلز هيتشن الذي صار موضع تهكم شعبي بما يقوم به من أدوار تفتقر إلى الشروط الدبلوماسية، فضلا عن كونها لا تقدم خدمة للعراقيين ولا تساعدهم في حياتهم التي تزداد صعوبة، كان يشغل منصب مدير إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، ومسؤولا على ملف الإرهاب في العراق وإيران والكويت في وزارة الخارجية البريطانية.
وطالما أثار السفير البريطاني، استهجان العراقيين عندما قدم نفسه أكثر من مرة أشبه بمراسل سياحي للأماكن والأطعمة العراقية. وقدم نفسه كممثل كوميدي في برنامج تلفزيوني ساخر!
وركز السفير على عرض احتفاله المبالغ فيه بالأطعمة العراقية وكتابة تعليقات باللهجة العراقية الدارجة والتحدث فيها في خطاب شعبوي يفتقد للرصانة والمعايير الدبلوماسية.
وظهر في فيديو مع كادر السفارة وهم يتناولون إفطارا عراقيا، في احتفال مبالغ فيه وكأن هذه الأطعمة لا توجد في الأسواق البريطانية.
وكان ذلك العرض الأبله لكادر السفارة البريطانية يوحي وكأن العراق تحول إلى “مطعم دبلوماسي” بينما ما يزال مئات الآلاف من العراقيين المهجرين يعيشون في مخيمات تفتقر الى الطعام والكرامة الإنسانية.
وشغل هيتشن منصب مدير الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في وزارة الخارجية، ثم عمل كمستشار للشؤون الإقليمية في العاصمة الأردنية عمان.
ودخل دورة في وزارة الدفاع البريطانية لمدة عامين في تعلم اللغة العربية وصار يتقنها بالحديث بطريقة جيدة.



