أخبار الرافدين
طلعت رميح

هل أحرج بيان المقاومة الفلسطينية نصر الله؟!

تتعدد زوايا النظر فيما ما ورد في بيان المقاومة الفلسطينية –حماس والجهاد– الموجه إلى حسن نصر الله، زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني. في البيان تأكيد على استمرار المقاومة في فلسطين وتشديد على أن العدو الصهيوني أخطأ التقديرات حين دخل في هذه المواجهة في غزة، وأن الجيش الصهيوني بات يستجدي قيادته للهروب والنجاة من الضربات والكمائن التي تواجهه بلا انقطاع على أيدي المقاومين الفلسطينيين.وبشأن توقيت صدور البيان، فقد بدى أنه استهدف الرد على الموقفين الأمريكي والصهيوني المعرقلين لإبرام صفقة وقف إطلاق النار ووقف ارتكاب المذابح وإطلاق سراح الأسرى. وهناك من تحدث عن البيان باعتباره نقطة تحول بشأن موقف المقاومة الفلسطينية من عملية التفاوض.
وفى جوهر ما احتواه البيان –الرسالة– فهو، إذ احتوى تشديدًا في الإشادة على دور الآخرين -من إيران إلى اليمن ..الخ- إلا أن صلب وجوهر البيان كان عبارة عن رسالة موجهة إلى نصر الله بالاسم، للتشديد والتذكير بنصوص كلماته أو مقولاته، وبشكل خاص مقولات أن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وأن العدو يقف على أطراف أصابعه انتظارًا للرد.. وعلى تهديده لإسرائيل بالقول :بيننا الأيام والليالي والميدان.
وفى ذلك وبعيدًا عن عبارات الإشادة، فقد بدى البيان تذكيرًا بالوعود التي طالما أطلقها نصر الله، بما يعكس تململًا من كثرة الوعود وشدة الكلمات مع الاكتفاء بأعمال مناوشة لا تغير من وقائع الميدان ولا تخفف من تركيز الجيش الصهيوني على غزه.
لقد أثار ما ورد في البيان التساؤلات حول موقف المقاومة الفلسطينية من عدم دخول ميليشيا نصر الله المواجهة بشكل حقيقي، واقتصار نشاطها على الاستفادة من الدور الفلسطيني المقاوم لحصد نتائج تتعلق بمعادلة الردع. كما أثار تساؤلات حول رؤية المقاومة الفلسطينية للموقف الإيراني بعد بروز تحولات تشير إلى التراجع في الموقف بشأن الرد الإيراني على اغتيال القائد الفلسطيني إسماعيل هنية. بل أثار البيان تساؤلات حول شعار وحدة الساحات الذى تحدث عنه نصر الله مرارًا وتكرارًا. وهو المعنى الذي أدركه عبد الملك الحوثي، ورد عليه، إذ قال في توقيت لاحق لصدور البيان الفلسطيني، أن الرد آت وأن دراسة الرد هو ما أخر إطلاقه.
لقد شمل البيان إشارة إلى خذلان القريب والبعيد للمقاومة الفلسطينية، وفى ذلك يمكن القول بأن سياق البيان يثير تساؤلًا فلسطينيًا حول ما إذا كان الأمر سينطبق أيضًا على الوعود المتكررة من المدعين بتشكيل هذا المحور، حتى وإن جرى التغطية على هذا المعنى بكثير من العبارات والجمل الواردة في البيان، من نوعية “نحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بجدارة”.
ويمكن النظر للبيان باعتباره ردًا على الموقف الإيراني الذي بدى في موضع المتهرب عن الحديث عن الرد، في الآونة الأخيرة. فالمتابع للمؤتمرات الصحفية الأخيرة لوزارة الخارجية الإيرانية، لاشك لاحظ العودة إلى ترديد المقولات الشهيرة سيئة الصيت، وأبرزها مقولة أن الرد سيأتي في الوقت المناسب. كما لاحظ تكرارًا وتشديدًا على أن إيران تتفاوض مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا.
ويلاحظ أن البيان جاء عقب تراجع عمليات المقاومة الفلسطينية المنطلقة من لبنان في الآونة الأخيرة، فإذ كان أهم تغيير حدث في أوضاع المقاومة الفلسطينية في لبنان منذ سيطرة ميليشيا نصر الله على الجنوب اللبناني، أن عادت العمليات الفلسطينية من الجنوب بعد طوفان الأقصى، فقد بدى أن ثمة تغييرًا في الفترة الأخيرة ،إذ لم تصدر أية إعلانات عن ضربات لحماس والجهاد انطلاقًا من لبنان.
والأمر كذلك فيما يتعلق بعمليات الميليشيات الإيرانية في العراق، التي لم تعد تطلق حتى مجرد تصريحات!
فهل مثل البيان صيحة استنكار في صورة إشادة؟
وهل يمكن النظر للبيان باعتباره إعلانًا بأن المقاومة الفلسطينية، قد نفد صبرها من موقف إيران ومن مواقف الميليشيات التابعة لها؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى