هيئة علماء المسلمين في العراق: الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، إن حصل فإنه لن يتعدى أن يكون لحفظ ماء الوجه
الأصل من وجهة نظر القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق أن من يدعي قيادة "محور المقاومة" ألا يتعاطى مع الأحداث بناءًا على رد مخصوص على عملية معيّنة؛ لأن المعركة مفتوحة منذ السابع من تشرين الأول 2023، ولما مضى ما يقرب من أحد عشر شهرًا ولا يتحرك هذا المحور؛ فإن التوعد بالرد أو القيام به ليست لهما قيمة.
عمان- الرافدين
قال القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق، إن الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، إن حصل فإنه لن يتعدى أن يكون لحفظ ماء الوجه فقط دون تأثير على الساحة السياسية في المنطقة أو الميدانية في فلسطين، مثلما حصل من رد فعل مثَّل فضيحة حقيقية لـ “محور المقاومة” بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في نيسان الماضي.
وأضافت الهيئة في محور خصصته لإيران ضمن التقرير السياسي الدوري الرابع عشر الذي صدر في الرابع والعشرين من آب الحالي عن الحالة السياسية في العراق ومتعلقاتها، إن الأصل -من وجهة نظرنا في تقييم المشهد- أن من يدعي قيادة “محور المقاومة” والانخراط في “وحدة الساحات” ألا يتعاطى مع الأحداث بناءًا على رد مخصوص على عملية معيّنة؛ لأن المعركة مفتوحة منذ السابع من تشرين الأول 2023، ولما مضى ما يقرب من أحد عشر شهرًا ولا يتحرك هذا المحور على نحو عملي ومعتبر خارج عن دائرة التصريحات ولهجاتها المنمقة، والتصعيدات الإعلامية، والمشاغبات في سياق قواعد الاشتباك؛ فإن التوعد بالرد أو القيام به ليست لهما قيمة، فهما إما أن يكونا في سياق الاستهلاك الرخيص الذي لا يؤثر إلا في ذوي العواطف الساذجة أو في أصحاب المكاسب السياسية ذات المصالح الخاصة، أو أنه مجرد إلهاء للرأي العام تقتضيه المرحلة بأن يؤدي هذا المحور دورًا في المشهد لا يستطع تجاوزه بحكم تخادمه أو تبعيته.
وأوضح تقرير هيئة علماء المسلمين في العراق “قد فتح ملف اغتيال القائد إسماعيل هنية الحديث مجددًا عن إيران ومحورها وأثرهما في قضايا الأمة، وعلى وجه الدقة في الحديث عما يتعلق بالرد الإيراني على جريمة اغتيال هنية ولا سيّما وأن الحادثة وقعت على أراضيها، ودخلت طهران في دوائر الاتهام إما من ناحية التقصير في حماية ضيفها أو من ناحية التواطؤ في اغتياله بغية الحصول على مكاسب سياسية لا يدرك الكثير ممن ينخدع بمواقف طهران المعلنة حقائقها”.
وأضاف “اختلفت الآراء بشأن إيران وسياساتها في المنطقة، لكننا نقول كما بيّنا سابقًا أن إيران دولة لديها مصالح داخلية وخارجية وهي تسعى لجلب المصالح ودفع الضرر عنها كدولة؛ فهي لاعب سياسي له أذرع في عدة دول في منطقتنا تتخذها أوراقًا للضغط على طاولة التفاهم مع أمريكا أو الكيان الصهيوني لدفع الخطر عنها، وتغطي ذلك كله بعباءة التدين والطائفية.”
وتناول التقرير السياسي الدوري الرابع عشر لهيئة علماء المسلمين في العراق الصمت الحكومي المقصود عن فتح مكاتب ومقرات لجماعة الحوثي في العراق، أطلقت عليها تسمية “ممثليات”.
وذكر التقرير “منحت الحكومة لتلك الممثليات أماكن في منطقة (الجادرية) ببغداد، التي تخضع لسيطرة أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي التابع لإيران، وفي هذا الشأن انتشرت في عدد من شوارع بغداد وغيرها من مدن البلد ملصقات ومنشورات تحمل شعارات الحوثيين وضعت على الجدران وتم تداول صورها في الأوساط الصحفية”.
وأضاف “حيث لم تدلِ السلطات الحكومية في بغداد بتصريح ذي صلة بهذا الموضوع؛ فإنه يأتي متناسقًا مع فضيحة اختفاء خمسين ألف شخص باكستاني دخلوا العراق تحت ذرائع طائفية، زعمت تقارير صحفية وسياسية أن قسمًا كبيرًا منهم التحق بميليشيات في كل من العراق، وسوريا، واليمن؛ الأمر الذي يشير إلى أن المحور الإيراني يعمل على تعزيز قواعده في العراق للإيغال في نفوذه واحتلاله، ومن ثم الانتقال من مرحلة تهديد دول الجوار والمنطقة إلى مرحلة الاعتداء المباشر عليها، ولعل في التصريحات ذات الطابع التهديدي التي أدلى بها عدد من قادة الميليشيات والناطقين الإعلاميين باسم بعض الأحزاب تجاه دول عربية ما يؤكد ذلك.