رئيس الأركان الأمريكي الجنرال براون: الميليشيات الولائية في العراق تتصرف بالوكالة عن إيران
بلينكن للسوداني: عندما يفلت الوضع في العراق، فهو أكثر ما يهدد وضع حكومتك وأن إيران لا يمكن أن تريد خيرا للعراق عندما تحرك أذرعها من الميليشيات في المنطقة.
بغداد- الرافدين
حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال سي.كيو. براون الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي في العراق من مهاجمة قوات بلاده في العراق وسوريا والأردن.
وقال براون “هناك أيضا خطرا يشكله حلفاء إيران المسلحون كالحوثيين في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر”.
وتساءل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية “هل يتصرف هؤلاء الآخرون بالفعل بشكل فردي لأنهم غير راضين..” في إشارة إلى الميليشيات المرتبطة بالحرس الإيراني وتعلن ولائها إلى المرشد علي خامنئي، مع أن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني يقول إنها خاضعة لسلطته.
وأكد الجنرال براون على أن الحوثيين والميليشيات الولائية في العراق وسوريا على وجه الخصوص، يتصرفون بالوكالة عن غيرهم.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق بعد مقتل عناصر من الميليشيات الولائية في ضربات للقوات الأمريكية على بغداد، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
وتحدث براون لوكالة “رويترز” بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل “إسرائيل” وحزب الله في لبنان إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطرا بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل.
غير أن توقعات المراقبين للشأن الإيراني تجمع على أن الرد الإيراني سيكون كسابقه من أجل حفظ ماء الوجه بعد الإهانة الأمنية التي تلقتها باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة طهران.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول من الشرق الأوسط قوله “من المرجح أن ترد إيران بطريقة أو بأخرى، إلى أي مدى ومتى يكون الرد فهذا غير واضح.. ولكن من الواضح أن الأمل هو أن يؤدي التقدم في محادثات غزة، إلى خفض التصعيد”.
وقال هاريسون مان، المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية “إذا كان هذا هو رد حزب الله بالكامل، فهو أحدث دليل على أن الجماعة اللبنانية ستسعى إلى تجنب التصعيد مع إسرائيل بأي ثمن”.
ومن جانبه، قال مسؤول إسرائيلي “إن هذا أمر مشترك بين حزب الله وإسرائيل.. إنهما سعيدان. فهما يستطيعان أن يقولا إنهما هاجما ويزعمان أنهما ضربا مواقع عسكرية رئيسية، ويمكن لإسرائيل أن تقول إنها منعت هجوما أكبر وحمت المدنيين”.
ويرى المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ردودجر شاناهان، أن الأمر الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى حزب الله. ستمارس إيران ضغوطا قوية على إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، لكنها لن تخاطر بأي تهديد وجودي”.
وقال براون إن الجيش الأمريكي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن قواته في الشرق الأوسط مما كان عليه الأمر في الثالث عشر من نيسان الماضي.
وأضاف “نحن في وضع أفضل”. وأشار إلى قرار يوم الأحد الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلا عن إرسال سرب إضافي من الطائرات إف-22 المقاتلة.
وقال “نحاول التحسين عما فعلناه في نيسان. إنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار”.
وأوضح “يريدون أن يفعلوا شيئا يرسل رسالة، لكنهم أيضا، كما أعتقد… لا يريدون أن يفعلوا شيئا من شأنه توسيع رقعة الصراع”.
وسبق أن شدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال ثاني اتصال هاتفي في أسبوع واحد على رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، بأن مسؤوليته السيطرة على الميليشيات الولائية المرتبطة بإيران.
وقال بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تصرف يهدد مصالح بلاده في العراق والمنطقة من قبل أذرع إيران، في ظل التوترات المتفاقمة بالمنطقة.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أهمية تحمل العراق مسؤولية حماية المستشارين العسكريين التابعين للتحالف من هجمات الميليشيات الموالية لإيران.
وأعاد بلينكن جملة للرئيس الأمريكي جو بايدن سبق وأن قالها للسوداني بأن إدارته “تدعم حكومته بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانيًا ولا مفتوحًا”.
وقبل ذلك أسمَعَ بلينكن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني تنبيها واضحا يطالبه بالسيطرة على الميليشيات الولائية المارقة وفق السلطات الحكومية التي تخوله بذلك.
وقال بلينكن للسوداني في اتصال هاتفي “عندما يفلت الوضع في العراق، فهو أكثر ما يهدد وضع حكومتك وأن إيران لا يمكن أن تريد خيرا للعراق عندما تحرك أذرعها من الميليشيات في المنطقة”.
ويكشف تنبيه وزير الخارجية الأمريكي للسوداني إدراك واشنطن أن الهدوء السياسي في العراق خادع ومرشح أن ينفجر في أي لحظة لتصفية حسابات بين المتصارعين على السلطة.
ويسعى السوداني إلى “تهدئة الوضع” وتقديم ضمانات للأمريكيين بما يتعلق بميليشيات الحشد خوفًا من خروج الأمور عن السيطرة.
ولا يتوقع أن يكون بمقدور السوداني السيطرة على الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.
ولا تخفي هذه المليشيات ولائها إلى إيران وتعلن جهارا أنها تنسق قراراتها مع الحرس الثوري الإيراني.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.