الدكتور مثنى الضاري: من يحمل اسم المقاومة الإسلامية اليوم سبق أن قاتل مع الاحتلال ضد فصائل المقاومة العراقية
الدكتور مثنى حارث الضاري: الأمّة الإسلامية مستهدفة في جميع ساحاتها وعلى كافة أراضيها في آن واحد والعدو يسعى إلى إجهاض القوى الفاعلة التي تواجهه وتعمد إلى الصراع الحقيقي معه.
عمان – الرافدين
أكد مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين الدكتور مثنى حارث الضاري أن الشواهد التأريخية الدالة على تناقضات المحور الإيراني بشأن المقاومة؛ كثيرة، والسواد الأعظم من الأمّة بات يعي حقيقة اللعبة التي تُمارسها الميليشيات تحت مظلة الاحتلال في العراق عقب انتحالها توصيف المقاومة الإسلامية، من خلال استغلال الحالة الفلسطينية وأحداث طوفان الأقصى لتحقيق مصالح ومكاسب وأهداف خاصة.
وبين الضاري في لقاء متلفز أن “هذا الاسم اسم وهمي ومطاط وواسع وكبير جدًا، وأن هذه الميليشيات التي تحمل هذا العنوان اليوم سبق وأن اندمجت فيما كان يسمى الحرس الوطني، ثم الجيش، بعد الاحتلال وقاتلت مع الأمريكان ضد المقاومة العراقية والوقائع الدالة على ذلك معروفة ومشهورة بحيث لا تحتاج إلى سرد أو تذكير أو تنبيه”.
وأضاف أن “هذه الفصائل التي تسمي نفسها المقاومة تعلن بين مدة وأخرى عن القيام بعمليات داخل العراق وخارج العراق ولا سيما في فلسطين المحتلة، ودائما هذه الإعلانات غير مدللة وغير موثقة وغير مفصلة”.
وتابع “هذه الميليشيات تنتمي إلى الحشد الشعبي أو هي قريبة من الحشد الشعبي وتنعم بحماية عراقية بين قوسين وحماية أمريكية، ما دامت نشاطاتها في حدود الأدب، أو ما دامت في حدود قواعد الاشتباك -هذا المصطلح المطبق في جنوب لبنان أيضًا- وعندما يحصل نوع ما من الخلاف على المصالح بين الجانب الأمريكي والإيراني، حين ذاك يسمح لهذه الأطراف بإطلاق بعض الأشياء هنا وهناك للدلالة على أنها تقاوم الأمريكي”.
وتساءل الدكتور الضاري “أين كانت ما تسمى المقاومة الإسلامية في العراق عندما احتل الأمريكي العراق، وعندما قامت بوجهه فصائل المقاومة العراقية؟”.
وتابع “كيف تقبل هذه المقاومة بنظام سياسي بناه المحتل الأمريكي وكيف تقبل أن تكون نتاجًا لأحزاب دعت إلى الاحتلال وتماهت مع الاحتلال ورسخت وجوده؟”.
وأوضح “كيف يمكن الجمع كما يقال بتفاحتين في يد واحدة، أكون مرة مع النظام السياسي الذي بني في ظل الاحتلال، ومرة أخرى أكون ضد هذا الاحتلال، هذا لا يمكن أن يفهم، خاصة إذا ما استرجعنا التاريخ وتذكرنا عشرات بل مئات الشواهد الدالة على شكر القائمين بالحكم في العراق لقوات الاحتلال وأمريكا على احتلالها العراق”.
وحول الدور المتصاعد لميليشيا الحوثي في العراق علق الضاري بالقول إن “كل الأذرع بل الأذناب الإيرانية العاملة في المنطقة، تجد في العراق ساحة و حديقة خلفية، تأمن فيها العقاب تحت حماية ما يسمى بالتحالف الدولي للإرهاب، فتقوم بإعداد نفسها والتدريب والتخطيط والتصنيع وما إلى ذلك، من أجل الانطلاق إلى ساحات أخرى للأسف في سوريا وفي اليمن وفي لبنان وفي بلاد عربية أخرى”.
ولفت مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين إلى أن “الأمّة الإسلامية لا بُدَّ أن تعي وتتنبّه بأنها مستهدفة في جميع ساحاتها في آن واحد، سواء في (فلسطين، أو العراق، أو سوريا، أو السودان، أو اليمن، أو في غيرها)، وعلى كافة أراضيها، وأن العدو يسعى إلى إجهاض القوى الفاعلة التي تواجهه وتعمد إلى الصراع الحقيقي معه، بخلاف موقفه المتماهي مع الجبهات التي تدّعي “المقاومة” تحت غطائه وفي ظل مشاريعه السياسية”.
ونبه الدكتور الضاري على أن “المخرج للأمة الإسلامية في جميع ساحاتها يكمن في المقاومة بمفهومها العام، كما فعلت المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، في وقت لايراد فيه للعراقيين ولا السوريين ولا اليمنيين أن يفعلوا ذلك لأن هذه الحقبة التي نمر بها لايراد للسنة –على الرغم من أننا كنا وما زلنا نرفع راية وطنية ونتحدث باسم الوطن لكن مع ذلك، الحقائق ينبغي أن تكون واضحة وصريحة- أن تكون لهم مقاومة في هذه المرحلة لأن المقاومة السنية تنبع من ثقافة المجتمع السني والمجتمع السني، وهو السواد الأعظم للأمة، لديه موقف من الاحتلال وموقف من الولايات المتحدة الأمريكية وموقف حتى من روسيا وموقف من كل من يعتدي عليه، فهو يدافع عن نفسه، وهي مواقف بأبعاد عقدية واجتماعية و ثقافية”.
وخلص بالقول إنه “ما دامت هناك أصوات واعية، وما دام السواد الأعظم من الأمة يستمع للصادقين، ويميز بينهم وبين غير الصادقين، حين ذاك باب الأمل كبير جدا، ودائما نقول الأمل بالله أولا، والأمل بشعوبنا، ثانيا إذا ما أتيحت لها الفرصة، والأمل، ثالثا بقادة الأمة الجدد من الشباب ليأخذوا بقيادة هذه الأمة لتحقيق الأهداف التي تريدها”.