برنامج الأغذية العالمي: الجوع يهدد حياة 2.2 مليون شخص بغزة
يظهر على الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم في غزة آثار الجوع الذي ينهش أجسادهم. ويتجول هؤلاء يوميا في الشوارع بأجساد نحيلة ووجوه شاحبة وباهتة وعيون بارزة بحثا عن ما يسد رمقهم.
غزة- قال برنامج الأغذية العالمي، الاثنين، إن مليونين و200 ألف شخص في غزة ما يزالون بحاجة ماسّة لمساعدات بعد 11 شهرا من الحرب، مؤكدا أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تعيق جهوده لتقديم المساعدات لأهالي القطاع.
وفي منشور له على منصة إكس، قال البرنامج: “11 شهرًا من الحرب في غزة، ولا يزال 2.2 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والمعيشية”.
وأكد أنه “رغم التزام برنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدات، فإن أوامر الإخلاء تعيق الجهود في وقت تتزايد فيه الاحتياجات”.
وختم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالتشديد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومساء السابع والعشرين من آب الماضي استهدف قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي مركبة تتبع برنامج الأغذية العالمي بإطلاق النار صوبها ما دفع البرنامج في اليوم التالي لتعليق أنشطته في غزة “حتى إشعار آخر”.
وقال منسق شؤون المناصرة والسياسات والتواصل في مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “ساؤول أوجوا” إن الجوع في غزة وصل إلى مستويات كارثية.
وأشار أوجوا إلى أن الوضع الإنساني في غزة رهيب للغاية، وقد وصل إلى نقطة الانهيار بالفعل حيث يفتقر جميع السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، وهم معرضون جدًا لخطر المجاعة الوشيكة.
وقال القيادي في حركة “حماس” عزت الرشق في بيان، إن المجاعة في قطاع غزة قتلت 40 طفلا، فيما يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار الإسرائيلي.
وفي محافظتي غزة والشمال، يظهر على الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم آثار الجوع الذي ينهش أجسادهم.
ويتجول هؤلاء يوميا في الشوارع بـ”أجساد نحيلة ووجوه شاحبة وباهتة وعيون بارزة”، بحثا عن ما يسد رمقهم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وأن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.
وأفادت في تقرير، بأن “الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال”.
كما دعت الحكومات إلى “اتخاذ خطوات ملموسة لمنع نقص الغذاء لدى الأطفال”.
ويعتمد أهالي شمال القطاع ومدينة غزة على الأعشاب البرية لإطعام عائلاتهم، وبعض المعلبات التي ادخروها في وقت سابق والتي نفدت عند الكثير منهم.
وتفتقر غالبية مناطق قطاع غزة، خاصة الشمالية وبشكل كامل لـ”الخضار والفواكه واللحوم”، ما يفاقم مخاطر وتداعيات سوء التغذية.
وسُجلت خلال الأشهر الأخيرة في شمال غزة ومدينة غزة وفيات عديدة بسبب نقص الغذاء بينهم أطفال.
وتوقع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن يواجه نصف سكان قطاع غزة الموت والمجاعة.
وقال غريفيث في بيان، إن “الصراعات في السودان وغزة تخرج عن نطاق السيطرة، وتدفع الحرب ملايين الناس إلى حافة المجاعة”.
ويعاني أكثر من مليون شخص أي نصف مجموع السكان، من انعدام الأمن الغذائي الكارثي ويتعرضون بشكل متزايد لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة بحسب المسؤول الأممي.
وعلى مدار الأشهر الماضية، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء قسرا لمناطق واسعة في غزة؛ بدعوى القيام بعمليات عسكرية فيها ضد فصائل المقاومة هناك.
وعادة ما يلجأ النازحون إلى منازل أقربائهم أو معارفهم، أو يخرجون إلى المجهول؛ وينصبون خيامهم في الشوارع أو مراكز الإيواء المختلفة، رغم الظروف المعيشية الصعبة والقاسية، في ظل عدم توفر بدائل أخرى.
ويعاني النازحون، وفق ما أفاد به شهود عيان، من ندرة المواصلات ووسائل النقل اللازمة لنقل أمتعتهم بسبب شح الوقود؛ ما يضطرهم إلى استخدام العربات اليدوية أو توزيع الأمتعة على أفراد العائلة جميعا.
وسبق أن حذّر متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي يومي، من خطورة أوامر الإخلاء الإسرائيلية على السكان والنازحين بغزة.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، اضطر 9 من كل 10 أشخاص يقيمون في غزة إلى النزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية.
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحشر نحو 1.7 مليون نازح فلسطيني في مساحة ضيقة لا تتجاوز عُشر مساحة قطاع غزة.
وتشن “إسرائيل” بدعم أمريكي منذ السابع من تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل “إسرائيل” الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.