قرعة الحج في العراق تجارة مربحة للساسة في العراق
عراقيون من كبار السن يشكون الإجحاف الذي مورس بحقهم جراء رفض طلباتهم وعدم ظهور أسمائهم في قرعة الحج على الرغم من تقديمهم لأكثر من ستة سنوات.
بغداد – الرافدين
أثارت القرعة التي أجرتها هيئة الحج والعمرة في العراق للأعوام 2025 و2026 و2027 شكوك الشارع العراقي في مصداقية النتائج المعلنة، بعد ظهور مخالفات بعكس ما ادعته الهيئة من تخصيص نسب معينة تستوعب الحجاج العراقيين.
وكانت نتائج القرعة التي أجريت في الخامس، والسابع من أيلول الجاري قد أظهرت تفاوتًا في أعمار المتقدمين تخالف النسب التي حددتها هيئة الحج والعمرة في العراق، الأمر الذي أحدث ضجة في أوساط الشارع العراقي.
وتحولت قرعة الحج التي تقيمها هيئة الحج والعمرة في العراق إلى تجارة للطبقة السياسية والبرلمانيين وأسرهم، متجاوزين على القيمة الدينية والروحية لفريضة الحج المقدسة.
وشكى عراقيون من كبار السن الإجحاف الذي مورس بحقهم جراء رفض طلباتهم وعدم ظهور أسمائهم في القرعة على الرغم من تقديمهم لأكثر من ستة سنوات، الأمر الذي عده برلمانيون طعنًا في نزاهة القرعة والقائمين عليها يستوجب استدعاء رئيس الهيئة سامي المسعودي لاستجوابه بالبرلمان في العراق.
وقدمت عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية النائبة نيسان الزاير، طلبًا إلى رئاسة مجلس النواب العراقي باستضافة رئيس هيئة الحج والعمرة سامي المسعودي، على خلفية نتائج قرعة الحج التي أثارت العديد من التساؤلات والشكوك حول نزاهتها، وفقًا للإشكالات العديدة التي طرأت على العملية.
وطالبت النائب ابتسام الهلالي بمراجعة النتائج، وقالت إن هناك ملاحظات وشكوكًا حول العملية، مشيرة إلى وجود أسماء غير متوافقة مع التوقعات.
وأضافت أنها ستطلب من رئيس مجلس النواب تشكيل لجنة خاصة لإعادة إجراء القرعة تحت إشرافها.
من جانبها كشفت لجنة الاوقاف النيابية، حقيقة إعادة قرعة الحج مرة أخرى بعد شكاوى وردت من أغلب المحافظات.
وقال عضو اللجنة النائب ياسر هاشم لوسائل إعلام محلية، إن “قرعة الحج التي جرت قبل يومين ولجميع المحافظات ومنها بغداد، كانت للأعوام الثلاثة القادمة”، لافتًا إلى أن “لجنته وردت إليها شكاوى كثيرة من أغلب المحافظات حيال ما تضمنته من نتائج وأسئلة تستدعي إجابات مقنعة”.
وأضاف أن “لجنته ستتعامل بشفافية عالية مع شكاوى المواطنين وستعمل على استضافة اللجنة المسؤولة عن القرعة بالإضافة إلى هيئة الحج والعمرة من أجل الحصول على إجابات مقنعة”.
وأشار إلى أنه في حال ثبت أي تلاعب وبالأدلة، سيتم تقديم طلب رسمي لإعادة القرعة وبخلافه ذلك لا يمكن المضي بهذا الأمر.
وأوضح هاشم أن اللجنة “رصدت أسماء ومواليد بعضها لم يولد من خلال القوائم، وهذا جاء وفق تقديرنا لعدم وجود آليات لتدقيق الأسماء والمعلومات، ما سمح لجميع المشتركين بدخول القرعة”، لافتًا إلى أن “الاستضافة ستكون مهمة وستضمن الحصول على كافة المعلومات التي من خلالها يمكن الإجابة عن استفسارات وعلامات الاستفهام التي أوردتها رسائل المواطنين من المحافظات العراقية”.
واتسعت دائرة الجدل والمطالبات الشعبية بضرورة إعادة القرعة وإنصاف المستحقين الحقيقيين، وعدم إفساح المجال للسياسيين وأحزابهم وعائلاتهم التجارة بحصص العراقيين في موسم الحج وحرمان نسبة كبيرة منهم من أداء الفريضة المقدسة.
وطالب مواطنون بإجراء قرعة عادلة تنصف كبار السن ممن لم يؤدوا فريضة الحج ولم تقبل طلباتهم منذ أعوام، متهمين هيئة الحج والعمرة بتعمد رفض أسمائهم، وقبول الأعمار الصغيرة والتي لا تتوافق مع النسب التي حددتها مسبقًا.
وكان النائب في البرلمان الحالي هادي السلامي، قد تقدم الأحد بطلب إلى رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لإنهاء تكليف رئيس هيئة الحج والعمرة سامي المسعودي ومحافظ البنك المركزي علي العلاق.
وجاء في نص الطلب الذي اطلعت عليه “قناة الرافدين”، أنه “استنادًا إلى البرنامج الحكومي الخاص بإنهاء حالة الوكالة بعد ستة أشهر من تاريخ التصويت على الحكومة، نطالب بإنهاء تكليف محافظ البنك المركزي ورئيس هيئة الحج والعمرة”، داعيًا إلى “إعادة قرعة الحج”.