أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

وحشية العدوان تحول مجمع الشفاء الطبي في غزة الى صرح مدمّر

منظمة الصحة العالمية: انهار النظام الصحي في القطاع الساحلي الفلسطيني بشكل كبير بسبب الحرب، ولم يبق سوى عدد قليل من العيادات العاملة في غزة.

غزة – كان مجمع الشفاء الطبي مصدر فخر لسكان قطاع غزة، لكن أكبر مستشفيات القطاع الفلسطيني المحاصر وأكثرها تطورا، تحوّل الى رمز صارخ للدمار بعد عام من الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
قبل السابع من تشرين الأول كان آلاف المرضى يحصلون على أفضل رعاية طبية يمكن تقديمها في قطاع غزة في مجمّع الشفاء. وقد أوقف كل نشاطاته لأشهر طويلة بعد تعرضه للحصار والقصف والهجوم.
في وقت سابق من هذا العام، أعيد فتح قسم طوارئ فيه وسط الركام.
واعتقلت قوات الاحتلال مدير المجمع الطبي محمد أبو سلمية لأكثر من سبعة أشهر. وأكّد بعد الإفراج عنه أنه تعرّض “للتعذيب”.
وقال أبو سلمية “هناك كوادر طبية استشهدت في السجون الإسرائيلية تحت التعذيب وهناك من الأسرى من لا يستطيع أن يأخذ حبة دواء واحدة”.
واعتبر أن “الاحتلال أثبت مدى إجرامه بالتعامل مع الأسرى والطواقم الطبية الفلسطينية”.
وذكر أن “الاحتلال الإسرائيلي دمر كل شيء وقتل الأطفال والنساء واستهدف كل الفئات في غزة”.
واستدرك بالقول “ولكن نحن سنبني غزة من الصفر، وسنعيد مجمع الشفاء الطبي أفضل مما كان عليه”.
وأبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني من مواليد عام 1973، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال بالمدينة نفسها عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019.
وكان يرأس مؤتمرات طب الأطفال التي تعقد في قطاع غزة، وكان يشارك في مؤتمرات طبية خارج القطاع، آخرها مؤتمر علمي يجمع وزارة الصحة في غزة والضفة الغربية في القاهرة عام 2023، وكان برعاية المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط.
وعمل أبو سلمية على تطوير مستشفى الشفاء من خلال ترميم المباني القديمة وإعادة تأهيلها وجلب أجهزة طبية حديثة إليها بتمويل من مؤسسات دولية ومحلية.
وخلال عمليتين عسكريتين الأولى في تشرين الثاني 2023، والثانية في آذار 2024، دُمّر المجمع الطبي بالكامل.
وفي الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي اقتحم جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة للمرة الأولى بعد حصاره لعدة أيام.
وبعد عدة أيام أجبر الجيش الموجودين في المستشفى من الجرحى والمرضى والكوادر الطبية على إخلائه إلى مناطق جنوب القطاع قبل أن يقوم بعمليات تدمير واسعة في المستشفى.
ويقول مدير التمريض في المستشفى جاد الله الشافعي الذي عايش حصار المجمع الطبي، “عدنا إلى العمل في بداية شهر كانون الأول في خدمة غسيل الكلى استجابة لاستغاثة مرضى الكلى”.
وعندما اقتحمت الدبابات “الإسرائيلية” المجمع في الخامس عشر من تشرين الثاني، كان هناك ما لا يقل عن 2300 شخص في المجمع، وفقا للأمم المتحدة. وبينهم العديد من سكان غزة الذين حاولوا الاحتماء في مكان ظنوا أنه قد يكون أكثر أمنا.
وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية كان بين النازحين في المستشفى، إن إطلاق النار والانفجارات أرعبت المرضى والموظفين.
وفي التاسع عشر من آذار، شنّت قوات الاحتلال عملية عسكرية ثانية ضد المجمع الطبي واستمر الجنود بتمشيط المباني على مدار 11 يوما.
ويقول الدفاع المدني في قطاع غزة إن طواقمه عثرت على ما لا يقل عن 300 جثة في المكان.

قالت المندوبة الدائمة لمالطا لدى الأمم المتحدة، فانيسا فرايزر، إن “إسرائيل” “يجب أن تحترم القانون الدولي” ولا ينبغي أن تستهدف المستشفيات

وقال جيش الاحتلال إنه نفّذ عملياته في مستشفى الشفاء لأن حماس وغيرها من الفلسطينيين يستخدمونه كمركز قيادة.
وعقد مؤتمرات صحافية وبثّ مقاطع فيديو قال إنها تثبت أن قواته عثرت على أنفاق تحت الموقع.
لكن بعض المتخصصين شكّكوا في صحة هذه التقارير. وتنفي حماس استخدام المستشفيات كمراكز قيادة.
تأسّس مستشفى الشفاء في العام 1946 قبل عامين من قيام كيان “إسرائيل.”
تطوّر المستشفى من منشأة صحية في عهد الانتداب البريطاني إلى أكبر مركز للرعاية الصحية في غزة، كما تقول يارا عاصي، وهي أكاديمية فلسطينية أميركية في جامعة سنترال فلوريدا متخصصة في الوصول إلى الرعاية الصحية في مناطق الحرب.
وبحسب عاصي، “لم يكن مجرد مستشفى، بل كان يمثّل سعي الفلسطينيين للحياة وللعيش على الأرض”.
وأصبح مجمع الشفاء لاحقا من أشهر المؤسسات في قطاع غزة، كما يقول غسان أبو ستة، وهو جراح فلسطيني بريطاني قضى أول 43 يوما من الحرب في علاج الجرحى داخل القطاع المحاصر.
ويقول أبو ستة، في إشارة إلى الحروب الأربع السابقة في قطاع (2008-2009 و2012 و2014 و2021)، “مع كل حرب، كان هذا المستشفى يكتسب أهمية أكثر”.
ويضيف “بعد سقوط الشفاء، شعر الناس أنه لم يتبق شيء في الشمال (قطاع غزة) يمكن أن يساعدهم”.
وانهار النظام الصحي في القطاع الساحلي الفلسطيني بشكل كبير بسبب الحرب، ولم يبق سوى عدد قليل من العيادات العاملة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويستقبل الجرحى الذين يصابون بالعشرات يوميا، في المستشفيات الميدانية التي تديرها منظمات الإغاثة الدولية.

وهناك نقص في الأدوية والعلاجات وأدوية التخدير وكل شيء…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى