وكالة “رويترز” تؤكد تقرير قناة “الرافدين”: قاآني لقادة الميليشيات كفوا عن زعزعة حكومة السوداني
قاآني طلب من قادة وزعماء الميليشيات الولائية المنضوية في الإطار التنسيقي، ألا يقوضوا منصب رئيس الوزراء وسط اتهامات بتجسس مكتبه على مسؤولين وسياسيين عراقيين كبار.
أكدت وكالة “رويترز” للانباء تأكيد تقرير قناة “الرافدين” المنشور يوم الجمعة 20 أيلول الحالي بشأن تشديد قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني على زعماء الأحزاب والميليشيات الولائية بعدم زعزعة حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وكان تقرير “الرافدين” قد أكد على أن قاآني نقل للأطراف السياسية والمسلحة، خلال اجتماعاته في بغداد، موقف طهران في ضرورة احتواء الأزمة بشأن خلية التنصت الموجودة في مكتب رئيس الوزراء ووقف التصعيد ضد السوداني وحكومته.
فيما ذكر تقرير لاحق لقناة “الرافدين” نشر الاثنين الثالث والعشرين من أيلول، أن قاآني توصل إلى تهدئة نسبية بعدما نقل رسالة من خامنئي للاطار التنسيقي للمحافظة على حكومة السوداني وعدم التفريط بها لمصلحة وحدة الطائفة ومصلحة إيران.
ونقلت وكالة “رويترز” في تقرير نشر الثلاثاء الرابع والعشرين من أيلول عن مصادر قولها إن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني طلب من قادة سياسيين عراقيين الأسبوع الماضي تخفيف حدة الانتقادات لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يواجه مكتبه اتهامات بالتجسس، وذلك في مسعى لتعزيز الاستقرار في العراق مع احتدام الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت سبعة مصادر عراقية لوكالة “رويترز”، منهم أعضاء في أحزاب سياسية التقى قادتها مع قاآني، إن قائد فيلق القدس طلب من القادة السياسيين ذلك خلال زيارة إلى بغداد.
وأكد دبلوماسي في المنطقة هذه الرواية. وطلبت جميع المصادر عدم ذكر أسمائها لأن الاجتماعات كانت شخصية.
وتعكس هذه الخطوة، التي تهدف إلى عدم إضعاف السوداني، مخاوف إيران إزاء عدم الاستقرار في العراق، حيث تمارس طهران منذ فترة طويلة نفوذا عبر مجموعة من الفصائل المسلحة والأحزاب الولائية.
وتحرص طهران على تجنب تعريض حليفتها في المنطقة لمزيد من الضغوط بعد حرب غزة المستمرة منذ قرابة عام وفي ظل تصاعد الصراع في لبنان الذي وضع ضغوطا هائلة على جماعة حزب الله اللبنانية، حليفة طهران الرئيسية.
وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. ولم يرد الحرس الثوري الإيراني ولا وزارة الخارجية الإيرانية على طلبات وكالة “رويترز” للتعليق.
وطلب قاآني من القادة السياسيين في الإطار التنسيقي، وهو تجمع لأحزاب وميليشيات ولائية اختار السوداني لتولي هذا المنصب، ألا يقوضوا منصب رئيس الوزراء وسط اتهامات بتجسس مكتبه على مسؤولين وسياسيين عراقيين كبار.
وقال قاآني إن الاستقرار في العراق أمر حيوي وسط حالة العنف التي تشهدها المنطقة.
وكشف مشرعون ومؤسسات إعلامية كبرى النقاب عن اتهامات التجسس هذه الشهر الماضي وهو ما أثار ضجة في العراق.
ونفى مستشارون للسوداني صحة هذه الاتهامات التي لم يتم تقديم أي دليل علني عليها.
يقول موالون ومراقبون مستقلون إن المعارضين السياسيين لرئيس الوزراء السوداني أثاروا هذه الاتهامات في محاولة لإضعاف شعبيته قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل. وتقول الأحزاب التي تعارضه إن الاتهامات خطيرة.
وفتحت السلطة القضائية في العراق تحقيقا في هذا الأمر تحت إشراف فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى فيما قال بعض المسؤولين العراقيين إن نتائج التحقيق قد توثر بشكل كبير على مستقبل رئيس الوزراء.

ريناد منصور: آخر ما تريده إيران في الوقت الراهن هو فوضى سياسية في العراق
ويواجه السوداني تحديات كبيرة في فترة حساسة تسبق الانتخابات إذ يسعى إلى إعادة بناء الاقتصاد المتضرر من الصراعات التي شهدها العراق على مدى عقود. وفي الوقت ذاته، عليه أن يوازن بين تأثير الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والتفاوض على خروج القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ومن بينها وحدة عسكرية أمريكية متمركزة هناك منذ سنوات.
وقال ريناد منصور من مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن إن إيران ترغب في تهدئة التوتر في العراق قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2025، وذلك لأن الخلافات الداخلية تتحول في كثير من الأحيان إلى أعمال عنف
وأضاف “إيران تمر بوقت حرج لأنه بينما تحاول الرد على العدوان الإسرائيلي، تتقاتل الفصائل في العراق بطريقة تسبب زعزعة للاستقرار. وآخر ما تريده إيران في الوقت الراهن هو فوضى سياسية في العراق”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها قاآني في العراق في وقت الأزمات.
وفي شباط، طلب قاآني من الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق وقف الهجمات على القوات الأمريكية بعد أن أدت ضربة شنها فصيل على قاعدة أمريكية في الأردن على الحدود الغربية للعراق إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، حسبما ذكرت رويترز آنذاك.
ولم تقع أي هجمات لعدة أشهر بعد ذلك.