طهران تبلغ واشنطن أن ردها لحفظ ماء الوجه أمام الاتباع ولا تنوي التصعيد
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يؤكد في اتصالات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى أن إيران لا تنوي التصعيد مع "إسرائيل" وأن العملية انتهت.
بغداد- الرافدين
اعترف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تواصلت مع الجانب الأمريكي بعد الهجوم الصاروخي على إسرائيل، وابلاغها أن “العملية انتهت ولا ننوي المواصلة”.
وأكد عراقجي على أن التواصل تم عبر السفارة السويسرية في طهران. وأن النقطة الرئيسية للرسالة التي أوصلناها للأمريكيين كانت بأننا كنا نقوم بتحرّك دفاعي في إطار ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد على أن إيران أبلغت الولايات المتحدة بأن “العملية انتهت ولا ننوي المواصلة”.
وقال إن “التحرّك الإيراني انتهى إلا إذا قرر الكيان الصهيوني استدعاء ردود انتقامية إضافية”.
وقالت إيران إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، في حين توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستوجه في غضون أيام “ردا كبيرا” على الهجوم الصاروخي الإيراني الثلاثاء. وأضافوا أنه قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.
وتحدث عباس عراقجي هاتفيا مع نظرائه الأوروبيين، على الفور بعد الهجوم الصاروخي، الذي شنته بلاده على إسرائيل.
وأكد عراقجي في اتصالات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى أن “إيران قد استفادت فقط من حقها القانوني للدفاع المشروع وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وضربت القواعد العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني فقط.
وأشار إلى “أكثر من شهرين من ضبط النفس من قبل إيران عقب الهجوم الإرهابي للكيان الصهيوني وقتله الشهيد إسماعيل هنية في طهران واستمرار هذا الكيان إثارة الحرب في غزة وتوسيعها إلى لبنان”.
ويجمع مراقبون على أن الرد الإيراني كان بمثابة حفظ ماء الوجه على الأقل أمام حزب الله والفصائل الموالية لها في العراق واليمن، بعد أن طالبتها بالانتقام لاغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وقالوا إن إيران يمكن أن تخسر أغلب “جمهورها” في لبنان والعراق واليمن بعد تخاذلها وبلع إهانة إسرائيل المذلة وعدم الرد والانتقام لاغتيال حسن نصر الله.
وتدرك إيران أن ردها لا يغير قواعد الاشتباك مع إسرائيل، إلا بحدود ضيقة، وأنها لا تريد الدخول في معركة مع إسرائيل نيابة عن حزب الله.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بات رايدر، في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، أن الهجوم “كان أكبر بمرتين على صعيد عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقوها”.
وأكد أنه حسب المعلومات الأولية المتوفرة، فقد “تمكنت إسرائيل من اعتراض غالبية الصواريخ الآتية”، لافتا إلى أن سفنا أمريكية أطلقت نحو 10 صواريخ اعتراضية إسنادا لإسرائيل في تصديها لهذا القصف.
وأضاف أن “الأضرار كانت طفيفة على الأرض”.
وقال رئيس المخابرات البريطانية السابق MI6 جون ساورز، سبق وأن اعترف محمد جواد ظريف أن دعم الفلسطينيين لا يعني خوض الحرب نيابة عنهم.
وكتب في مقال بصحيفة “فايننشيال تايمز” “يبدو أن إيران أصبحت مذعورة، وتفتقر إلى الإرادة والقدرة العسكرية اللازمة للرد، وغير مستعدة للمجازفة بعدم الاستقرار في الداخل بينما تدخل مرحلة انتقالية غير مؤكدة”.
وتوقع ساورز أن ما يحصل اليوم بداية الفصل الأخير لمحور إيران في المنطقة.
وقال مدير ملف سوريا والعراق ولبنان في مجموعة الأزمات الدولية، هيكو ويمين “إذا لم يرد حزب الله بضربة استراتيجية مستخدما ترسانته من الصواريخ البعيدة المدى فيمكن عندها افتراض أنه ببساطة غير قادر على فعل ذلك. إما أن نرى رد فعل غير مسبوق أو ستكون الهزيمة الكاملة”.
ومددت إيران غلق مجالها الجوي، وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (اسنا) نقلا عن متحدث باسم هيئة الطيران أنه تم إلغاء كل الرحلات الجوية حتى الساعة الخامسة صباحا الخميس، للحفاظ على أمن الطيران.
وفي البداية، أغلقت إيران المجال الجوي فوق العاصمة طهران حيث ألغت كل الرحلات الجوية حتى صباح الأربعاء، بعدما أطلقت رشقة من الصواريخ على إسرائيل مساء الثلاثاء.
وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم الذي وقع الثلاثاء.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان إن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت متأخر من الثلاثاء، وقال إن واشنطن “في وضع جيد” للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط.
وقال أوستن في منشور منفصل على إكس “عبرت أنا والوزير عن تقديرنا المتبادل للدفاع المنسق عن إسرائيل في مواجهة نحو 200 صاروخ باليستي أطلقتها إيران والتزمنا بالبقاء على اتصال وثيق”.
وذكر البنتاغون أن سفنا حربية تابعة للبحرية الأمريكية أطلقت نحو 12 صاروخا اعتراضيا على صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل. وقالت بريطانيا إن قواتها لعبت دورا “في محاولات منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط” دون الخوض في تفاصيل.
وقال البنتاغون إن الضربات الجوية التي نفذتها إيران الثلاثاء وصل حجمها إلى نحو مثلي حجم الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في نيسان الماضي.
قال الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقطع مصور على إكس إن إسرائيل فعلت دفاعاتها الجوية في مواجهة القصف الإيراني وإن “إسرائيل وتحالفا دفاعيا بقيادة الولايات المتحدة” اعترضا معظم الصواريخ. وأضاف “هجوم إيران تصعيد شديد وخطير”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط الأربعاء، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.