هيئة علماء المسلمين في العراق: عجز الاحتلال على حسم المواجهة في غزة يدفعه إلى ارتكاب المجازر في فلسطين ولبنان
هيئة علماء المسلمين في العراق تؤكد على أن بيروت أمست من ضحايا الصراع الدائر بين إرادات وقوى تتخادم تارة وتتقاتل تارة أخرى، في سبيل بلوغ أهدافها الخاصة، وتحقيق مكاسب ومصالح إقليمية لا تجني منها الشعوب العربية عامة والشعبان الفلسطيني واللبناني خاصة؛ غير الأذى والنكبات المستمرة.
عمان- الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن لجوء الاحتلال إلى المجازر الوحشية والعنف المتطرف في الانتقام من المدنيين؛ دليل بيّن على تعثره الميداني، وفداحة خسائره -التي يتعمّد التعمية عليها- وإخفاقه في تفكيك حاضنة المـ.ـقـ.ـاومة أو إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته الجمعة الرابع من تشرين الأول الحالي؛ أن جيش الاحـتلال الصـهيوني ارتكب مجزرة أخرى ضد أهلنا من أبناء الشعب الفلسطيني، راح ضحيتها (18) شخصًا جلهم من الأطفال والنساء، إلى جانب العشرات من الجرحى والمصابين، فضلا على الدمار الكبير الذي لحق بالمباني السكنية وأماكن تجمّعات المدنيّين؛ حينما قصفت طائراته الحربية مساء الخميس الثالث من تشرين الأول حارة (الحمام) في مخيّم (طولكرم) شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وبينت الهيئة أن القصف خلّف جملة من الضحايا من بينهم أطفال ونساء، بلغ عددهم (18) شخصًا في أول حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب العشرات من الجرحى والمصابين، علاوة على الدمار الكبير الذي لحق بالمباني السكنية وأماكن تجمّعات المدنيّين.
ونصّ البيان على أنّ المجزرة التي اعترفت بها وسائل الإعلام العبريّة ووصفتها بأنها المرة الأولى التي تشن فيها طائرة حربية غارة على (طولكرم) منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)؛ جاءت متزامنة مع استمرار جرائم الاحتلال في فلسطين، سواء في حرب الإبادة على قطاع غزة التي باتت على وشك إتمام سنتها الأولى ونجم عنها حتى اليوم قرابة (140) ألف ضحية بين شهيد ومصاب، أو في سائر المدن المحتلة الأخرى؛ حيث اقتحمت قوّات الاحتلال العديد من البلدات والمناطق في: (قلقيلية، ونابلس، ورام الله، والخليل) وغيرها من مدن الضفة تحت تهديد السلاح والقبضة الأمنية، وعاثت فيها دمارًا وتخريبًا وترويعًا، فضلًا عن مواصلتها توفير الحماية والإجراءات المشدّدة المصاحبة للاقتحامات اليومية التي ينفذها المستوطنون والجماعات اليهودية المتطرفة في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
ولفتت هيئة علماء المسلمين في العراق إلى أن التصعيد الصهيوني في أنحاء فلسطين كافة؛ جاء متوازيًا مع عدوانه المستمر على لبنان منذ أكثر من اثنَي عشر يومًا، والذي أسفر عن نحو (2000) ضحية بينهم (127) طفلاً و (261) امرأة وما يزيد عن تسعة آلاف مصاب، ودمار هائل في عدد من أحياء العاصمة بيروت وعدد من المناطق الأخرى، التي أمست من ضحايا الصراع الدائر بين إرادات وقوى تتخادم تارة وتتقاتل تارة أخرى، في سبيل بلوغ أهدافها الخاصة، وتحقيق مكاسب ومصالح إقليمية لا تجني منها الشعوب العربية عامة والشعبان الفلسطيني واللبناني خاصة؛ غير الأذى والنكبات المستمرة.
وأكدت الهيئة في هذا الصدد أن مجزرة (طولكرم) والاعتداءات الممنهجة على مناطق الضفة الغربية -وإن كانت لا تختلف عن نظيراتها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي أدمن الاحتلال ارتكابها في عموم فلسطين- تعكس في نمطها التصعيدي والتوقيت الذي تجري فيه؛ الحالة التي وصل إليها الكيان الصـهيوني وعدم استطاعته حسم المواجهة مع المقاومة الفلسطينية الصامدة في غزة وجنين وغيرهما من مثابات الجـ.ـهـاد والصمود، بعد مضي مدّة سنة كاملة من بدء معركة طوفان الأقصى، على الرغم مما فعله في قطاع غزة من تدمير شامل واجتثاث لمظاهر الحياة ومنابتها.