أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

أبو هليل مسن فلسطيني يتحول إلى رمز تاريخي بعد استشهاده بمنزله

زياد أبو هليل بلباسه التقليدي وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية يخاطب أحد جنود الاحتلال: المتظاهرون يرمون عليّ التفاح والموز، وأنت يرشقون عليك الحجارة والأحذية.

الخليل- بلباسه التقليدي بما فيه الكوفية، وعلى مدار سنوات طويلة، شكَّل الفلسطيني زياد أبو هليل (66 عاما) رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في جنوبها، حيث قاد مسيرات وتصدى لعسكريين إسرائيليين.
لكن مسيرة أبو هليل توجت، كما يقول الفلسطينيون، فجر الاثنين باستشهاده، بعد أن اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية منزله في بلدة دورا جنوبي الخليل (جنوب) واعتدت عليه بضرب مبرح.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان باستشهاد المواطن زياد أبو هليل (66 عاما) بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه أثناء اقتحام منزله في دورا جنوب الخليل”.
وبمقتل أبو هليل يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة يوم السابع من تشرين الأول 2023، إلى 743، بالإضافة إلى حوالي 6 آلاف و200 جريح، ونحو 11 ألفا و100 معتقل، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
فيما أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية، بدعم أمريكي، في غزة عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتناقل فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأبو هليل خلال مواجهته لقوات من الجيش الإسرائيلي في الخليل.
وفي عام 2015 اشتهر أبو هليل بكلمة “بهمش” (لا يهم) التي قالها بشكل عفوي خلال تصديه للجيش الإسرائيلي في الخليل.
وآنذاك قال أبو هليل لجندي “أنا يرشقون عليّ (المتظاهرون) التفاح والموز، وأنت يرشقون عليك الحجارة والأحذية”. ثم قال الجندي: “أنظر حج يرشقون الحجارة”. فأجابه أبو هليل: “بهمش”.
وفي فيديو آخر وقف أبو هليل أمام جنود لمنعهم من إطلاق الرصاص على متظاهرين، وهو يقول للجنود “لن أسمح لكم بقتلهم”.

قاوم أبو هليل الاحتلال في منزله، وكان أعزلا لا يحمل السلاح أمام قوة إسرائيلية مدججة بالسلاح
وعن أبو هليل قال رئيس تجمع شباب ضد الاستيطان والناشط الحقوقي عيسى عمرو لوكالة الأناضول إن “أبو هليل لم يغيب عن أي فعالية منددة بالاستيطان الإسرائيلي والاحتلال، كان قائدا شعبيا بسيطا بلباسه التقليدي”.
وأضاف أنه “في العام 2015 قاد أبو هليل مظاهرة كسرت حاجز إسرائيلي في شارع الشهداء في مدينة الخليل القديمة، كان يواجه الجنود ويمنعهم من اعتقال أي مشارك”.
وتابع “أبو هليل كان شجاعا قلبه لا يعرف الخوف، متحدثا باللغة العبرية بشكل طلق، له بصمة كبيرة في مواجهة الاحتلال”.
واتهم عمرو السلطات الإسرائيلية بتعمد استهداف أبو هليل قائلا “هم اقتحموا منزله ويعلمون مَن هو، وهذا لم يكن إلا بقرار من ضابط المخابرات والجيش”.
وأردف أن “الاحتلال يستغل الانشغال العالمي بالحرب على غزة والحرب على لبنان لتصفية الحساب مع الشخصيات المؤثرة في قطاع غزة، واليوم في الضفة بغض النظر عن الانتماء السياسي”.
وعن استشهاد أبو هليل قال نجله مراد “بحث والدي عن الشهادة بين الأزقة والشوارع، ولكنها نالها في بيته”.
وأوضح أنه “عند الثالثة من فجر اليوم اقتحمت قوة إسرائيلية مدججة بالأسلحة منزل والدي وعاثوا فيه خرابا، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بصورة همجية، بما فيها على صدره، الأمر الذي أدى إلى استشهاده”.
ونفى مراد أن يكون والده مريضا، وقال “كان والدي بصحة جيدة ولم يعاني من أي مرض”.
وشدد على أن والده “قاوم الاحتلال في منزله، ولكنه كان أعزلا لا يحمل السلاح أمام قوة إسرائيلية مدججة بالسلاح قتلته”.
ولفت الابن إلى أن والده تعرض قبل نحو شهر لمحاولة قتل من قبل الجيش الإسرائيلي في بلدته دورا.
وتزامن مقتل أبو هليل مع الذكرى السنوية الأولى لبدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى