أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق: شرارة طوفان الأقصى فرضت على معادلة الصراع مسارات لم يكن العدو يتوقعها

هيئة علماء المسلمين في العراق: طوفان الأقصى منطلق الأمة في رسم معالم مستقبلها، وأنه في حال مرت سنة من عمر الطوفان دون أن يكون ثمة تقدم في هذا المسار، فإن في تدارك الأمر اليوم فرصة للكل لم يعد فيها مجال للتأخير أو التفريط.

عمان- الرافدين
سلّطت هيئة علماء المسلمين في العراق الضوء على الذكرى الأولى لانطلاق معركة “طوفان الأقصى”، وأكدت على أن شرارتها الأولى فرضت على معادلة الصراع مسارات لم يكن العدو يتوقعها.
وبيّنت الهيئة في بيان أصدرته بهذا في السابع من تشرين الأول الحالي أنه على مدى سنة كاملة شهدت المقاومة مواقف بطولية وعمليات نوعية أثخنت بالعدو الصهيوني، وأثبتت فيها المقاومة الفلسطينية بحاضنتها الشعبية أنّها رقم صعب، وجدار صُلب أمام مخططات العدو المحتل ورغبات داعميه؛ على الرغم من حرب الإبادة التي ما زال جيش الاحتلال يرتكبها في قطاع غزة.
وأضافت الهيئة أنّ سنة كاملة من عمر المعركة شهدت اتجاهين متضادين: اتجاه العمليات النوعية للمقاومة، بصمودها وعطائها واستمراريتها على الرغم من الحصار والتضييق، وندرة سبل الدعم والإسناد؛ واتجاه جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يسلّطها العدو على أهلنا في قطاع غزة وفي أنحاء فلسطين الأخرى -ولا سيما الضفة الغربية- التي لم تخيب آمال المقاومة حينما فتحت جبهات داخلية أدخلت الاحتلال وداعميه في أزمة أخرى أوقعت مجنّديه ومستوطنيه بين براثن الموت والرعب.
ولفتت هيئة علماء المسلمين إلى أنّ الفرق بين الاتجاهين أن المقاومة تثخن في العدو الجراح وتزيده نكاية وألـمًا، بينما ينتقم الاحتلال من المدنيين والأبرياء على نحو من الطغيان الذي خلّف حتى اليوم أكثر من (139) ألف ضحية بين شهيد ومصاب، إلى جانب آلاف المفقودين بين أنقاض الدمار الشامل الذي حلّ بالقطاع، ومئات الأسرى الذين يتعرّضون لأبشع أنواع التعذيب وأساليبه، فضلًا عن حرب التجويع والحصار التي يمارسها بغيًا وعدوانًا على النازحين والمستضعفين من أبناء القطاع.

فلسطين تتصدر القضايا العالمية

وشدد البيان على أنّ طوفان الأقصى الذي جعله الله سبحانه وتعالى سببًا في تمايز الصفوف، وسبيلًا لكشف سوآت العدو الداخلي للأمة وخذلانه وتوهان بوصلته، وفضح هشاشة العدو الخارجي وسقوط أسطورته في القوة والردع والقبضة الأمنية التي كان يتفاخر بها مهدّدًا فلسطين ومحيطها الإقليمي والمنطقة برمّتها؛ هو النقطة التي ينبغي أن تكون منطلق الأمة في رسم خارطة مرحلتها المقبلة ومعالم مستقبلها، منوهًا إلى أنه في حال مرت سنة من عمر الطوفان دون أن يكون ثمة تقدم في هذا المسار، فإن في تدارك الأمر اليوم فرصة للكل لم يعد فيها مجال للتأخير أو التفريط، كونها لا تخرج عن إطار واجب الوقت المنوط بالجميع، لا سيّما مع ما جرى خلال السنة الماضية أمام أنظار ما تسمى الدول الكبرى الداعمة والمتواطئة مع جرائم الكيان الصهيوني؛ حيث تكررت فضائحها بمواقفها التي تساوي بين الجلاد والضحية، متجاهلة الحق الفلسطيني المشروع في الدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال. حتى أصبح المجتمع الدولي عاجزًا أو غير راغب في اتخاذ خطوات جادة لوقف هذا العدوان، ويكتفي بالتصريحات الباهتة والدعوات إلى “ضبط النفس”.
وانتقدت الهيئة في بيانها المواقف العربية والإسلامية الرسمية، التي اتسمت -في غالبها الأعم- بالسلبية وضعف الاستجابة، حيث اقتصرت على الشجب والإدانة دون اتخاذ خطوات فعلية، سواء بالضغط السياسي أو الدعم المادي والعسكري للمقاومة.
وجددت هيئة علماء المسلمين في العراق تأكيدها على موقفها الثابت من دعم المقاومة والذب عنها، والوقوف إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال حتى تحقيق النصر والتحرير بإذن الله تعالى وأكدت أيضًا على ما قالته في ساعة الطوفان الأولى “إننا نحيّي جهاد أهلنا في فلسطين عامة وغزة على وجه الخصوص، ونشد على أيديهم في صبرهم وتضحياتهم؛ ونرى وجوب المشاركة في هذه المعركة بكل وسيلة متاحة أو موقف مساند أو رأي معزز أو جهد ميداني”، لافتة إلى أن هذا الواجب يرمي كرة أخرى في ساحة الأمّة بسواديها الإسلامي والعربي في أن تنتقل شعوبُها تحت مظلة نخبها -من علماء ومفكرين وسياسيين وإعلاميين وغيرهم من المؤثرين والمصلحين- من حالة التعاطف الإنساني والدعم المادي والمعنوي، إلى مرحلة الزخم الميداني ذي الخطوات المستعجلة والمتقنة التي من شأنها اختصار الطريق على المقاومة لبلوغ غاياتها وتحقيق مقاصدها، وتقريب العدو من شفير نهايته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى