أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

محرقة نازية جديدة ينفذها جيش الاحتلال بغزة بسلاح أمريكي ودعم وغطاء من العجز الدولي

مراسلو وكالات الأنباء العالمية يجمعون على انتشار جثامين الشهداء في شوارع وطرقات وتحت ركام المنازل المدمرة في مخيم وبلدة جباليا، بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليها وانتشالها.

غزة- لليوم العاشر على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، اجتياحه البري لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وسط حصار مطبق يُمنع خلاله إدخال الطعام أو الشراب أو الوقود.
ويواصل “الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على مخيم وبلدة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون”، حسب شهود عيان.
وقال الشهود إن “أصوات التفجيرات وعمليات نسف البيوت التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لا تتوقف ولو لساعة”.
وأضافوا أن “عمليات النسف تركزت في مخيم جباليا وبيت لاهيا، حيث نسف الجيش الإسرائيلي عشرات المنازل وتصاعدت سحب الدخان بشكل كثيف من المنطقة”.
وأطلقت طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” نيران أسلحتها الرشاشة في شارع الجلاء ومنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، وفق مصدر محلي لمراسل الأناضول.
وأجمع مراسلو وكالات الانباء العالمية على أنه “منذ 10 أيام يواصل الجيش الإسرائيلي حصار شمال القطاع وقصفه، ويمنع دخول الغذاء والمياه والوقود، ما أدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية”.
وقالوا إن “الحصار الإسرائيلي المطبق الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة وشمال القطاع من جميع الجهات، أعاد المجاعة إلى الواجهة، وخلق أوضاعا صعبة للغاية، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية والوقود والمياه”.
ونقلا عن شهود عيان، قال مراسل وكالة أنباء الاناضول إن “الجيش الإسرائيلي شيد سواتر ترابية لمنع الفلسطينيين من التوجه لمدينة غزة القريبة، ولدفعهم للنزوح عبر طريق واحد، وهو صلاح الدين، إلى جنوب القطاع، بهدف تفريغ شمال قطاع غزة من السكان”.
وأفاد بـ”انتشار جثامين الشهداء في الشوارع والطرقات وتحت ركام المنازل المدمرة، بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليها وانتشالها”.

أي قلب يمتلك هذا العالم المتوحش وهو يشيح بوجهه عن أوجاع هذا الطفل في غزة!
وحملت حركة “حماس” الإدارة الأمريكية مسؤولية استمرار المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار حرب الإبادة التي تشنها منذ السابع من تشرين أول 2023.
جاء ذلك في بيان نشرته الحركة، الاثنين، على موقعها، تعليقاً على مجزرة الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، في مدرسة “المفتي” التي تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال البيان “إن العدو الصهيوني لم يكن ليجرؤ على مواصلة مجازره البشعة في قطاع غزة، أو توسيعها في الإقليم، لولا الغطاء الذي توفره له الإدارة الأمريكية، والصمت الدولي عن هذه الجرائم”.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم المتكررة، والمسارعة إلى تحرك فوري لوقف العدوان المستمر”.
وأكد القيادي في حركة حماس عزت الشرق، الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي يرتكب “مجزرة نازية جديدة” باستهداف خيام النازحين الفلسطينيين في مستشفى “شهداء الأقصى” بدير البلح وسط قطاع غزة.
وفجر الاثنين، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب نحو 40 آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في ساحة مستشفى “شهداء الأقصى”؛ ما أدى إلى اندلاع حريق كبير طال نحو 30 خيمة.
وقال الرشق، عبر بيان “محرقة نازية جديدة، ينفذها الجيش الصهيوني بسلاح أمريكي ودعم وغطاء من العجز الدولي، ويستهدف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح”.
وشدد على أن “دولة الاحتلال تحرق الأطفال والنساء والشيوخ في الخيام ومراكز الإيواء”.
ومستنكرا، تساءل: “هل هناك جريمة أدعى لتحرك دولي من هذه الإبادة المستمرة منذ عام؟!”.
وتحت وطأة نيران غير مسبوقة وتجويع متعمد، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية شمال قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، مما يثير مخاوف السكان من إجبارهم على النزوح قسرا إلى مناطق جنوب القطاع.
وفي ظل التطهير العرقي والإبادة، يصر الأهالي على البقاء بمنازلهم، وفي أسوأ الحالات، يلجؤون إلى النزوح إلى مناطق قريبة هربا من النيران الإسرائيلية التي تتوسع بالمنطقة.
وازدادت الأوضاع سوءا مع توجيه جيش الاحتلال إنذارات جديدة لسكان مناطق جباليا النزلة والصفطاوي وأبو إسكندر بحي الشيخ رضوان، وهي مناطق قريبة جغرافيا من “العمليات العسكرية” التي أعلنها الجيش يوم السادس من تشرين الأول الماضي، حيث أُمر السكان بالإخلاء نحو الجنوب.
ويقطن هذه المناطق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إضافة إلى أن الآلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون مع بداية اجتياح الجيش الإسرائيلي لها قبل أسبوع، حسب مراسل الأناضول.
وتفرض القوات الإسرائيلية حصارا شديدا على تلك المنطقة، يتركز في بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغها من السكان، تمنع بموجبه دخول المساعدات الإغاثية وشاحنات المياه الصالحة للشرب للسكان.
والسبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الجيش الإسرائيلي يعزز ممارسة الإبادة الجماعية في محافظة شمال قطاع غزة بما فيها مخيم جباليا، من خلال ارتكاب المجازر والقتل العمد، مع تواصل هجومه البري على المنطقة منذ السادس من تشرين الأول الجاري.
والأربعاء، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن الجيش الإسرائيلي يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمال قطاع غزة.
ليس لنا غير الله
في هذا السياق، أعرب رمزي المدهون، من سكان حي “الشيخ رضوان”، عن قلقه من نوايا إسرائيل تهجيرهم لجنوب القطاع، مؤكدا أنهم لا يستجيبون لأوامر الإخلاء رغم توسيع عملياته.
وأضاف المدهون الذي يعيل أسرة من 6 أفراد، أن “سبب عدم استجابة الأهالي لأوامر الإخلاء هو مشاهدتهم لمعاناة النازحين جنوب غزة، حيث يستمر القصف الإسرائيلي على المناطق الآمنة والخيام هناك”.
وتابع “نزحنا من شمال القطاع إلى غرب مدينة غزة الأقرب لنا، لكننا لن ننزح إلى جنوب القطاع حتى لو كلفه ذلك حياتنا”.
وقال إن “أصوات التفجيرات ونسف البيوت من داخل منطقة العمليات العسكرية لا تكاد تخمد لساعة واحدة، مما يعد دليلا على نوايا الاحتلال التدميرية والتطهيرية، في ظل عجز المجتمع الدولي عن ردعه”.
أما سعاد الجبالي، الأم لثلاثة أطفال، فقد صدمت عند تلقي “منشورات إخلاء” من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بالنزوح.
ورغم حالة الهلع التي سادت، قررت العائلة عدم المغادرة، مشيرة إلى عدم وجود مناطق آمنة بغزة، حيث يستهدف الجيش الإسرائيلي كل مكان دون أي اعتبارات، بحسب قولها.
وقالت الجبالي “بعض الأهالي تركت المنطقة فور إنذار الإخلاء إلى أماكن بعيدة عن نطاق الخطر وليس لجنوب القطاع”.
وتخشى الجبالي، استهداف الجيش الإسرائيلي منزلها، موضحة أن أصوات التفجيرات لا تتوقف، وأن الهدف من هذه العمليات هو تهجيرهم من شمال القطاع.
وأضافت “صمودنا في منزلنا هو أبلغ رد على محاولات التهجير والتطهير العرقي، ولن نسمح بنكبة جديدة رغم توسيع عملياته البرية وشح الطعام والماء”.
وتابعت “حركة الآليات الإسرائيلية التي تجري أعمال تجريف يسمعونها بوضوح، خصوصا ساعات الليل، ويشعرون أنها تقترب منهم شيئا فشيئا”.
وطالبت الجبالي المجتمع الدولي بـ”التدخل الفوري لوقف ما يحدث شمال قطاع غزة، وتحمل مسؤوليته تجاه نحو نصف مليون إنسان صمدوا هناك ويرفضون مغادرة أرضهم حتى لا يتم سرقتها”.
من جهة أخرى، إبراهيم أبو وردة، المحاصر بمنزله بالقرب من “دوار أبو شرخ” غربي مخيم جباليا، قال إن “القوات الإسرائيلية تقوم بتشييد سواتر ترابية لقطع الطرق على النازحين لمدينة غزة القريبة.
وأضاف “الجيش الإسرائيلي يحاصر منطقته وما حولها بكثافة نارية غير معهودة، وينسف البيوت بشكل كبير جدا باستخدام آليات غير مأهولة على مدار الساعة”.
وأشار إلى أن “معظم منازل غرب المخيم تعرضت للتدمير، وقتل العديد من السكان داخلها، بينما يعاني آخرون من إصابات، بما في ذلك ابنه محمد الذي أصيب بشظية، ولم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إليه بسبب رفض الاحتلال للتنسيق”.
ولفت إلى أنه “حاول السيطرة على النزيف في يد نجله بطرق بدائية، آملا أن يتمكن من نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج”.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من تشرين الأول 2023.
ويعيش القطاع الصحي في شمال قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية حالة صعبة للغاية.
وتعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار صوب طواقم الإسعاف والطواقم الطبية، لا سيما في مستشفى “كمال عدوان” الواقع في بلدة بيت لاهيا.
وهدّد الجيش الإسرائيلي، المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال قطاع غزة (كمال عدوان والعودة والإندونيسي)، منذ أيام بالإخلاء الفوري للمرضى والطواقم الطبية، وإلا سيكون مصيرهم التدمير، بحسب ما قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية.
ومنذ بدء عمليته العسكرية الحالية على شمال القطاع حاول الجيش الإسرائيلي إطباق الحصار على منطقة جباليا ومنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع “صلاح الدين” الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.
وبالتزامن مع مرور عام على اندلاع حرب الإبادة بغزة، بدأ الجيش الإسرائيلي تهجير سكان بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا إلى جنوبه، ما عدّته وسائل إعلام تطبيق غير معلن لـ”خطة الجنرالات”.
و”خطة الجنرالات” كشف عنها موقع “واي نت” العبري، في الرابع من أيلول الماضي، وتهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة”.
وأعد الخطة عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ”إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وخلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة بدعم أمريكي منذ أكثر من عام، ما يزيد عن 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
محرقة وحشية لقوات الاحتلال
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى