هيئة علماء المسلمين في العراق: بأس الشعوب كفيل معتبر لرسم مستقبل المنطقة والعالم الإسلامي
هيئة علماء المسلمين في العراق: واقع الحال في قطاع غزة وفي سائر مدن المقاومة في فلسطين، هو المثابة المثلى لضبط بوصلة صُنّاع القرار في الأمة ونخبها والمؤثرين فيها على الوجه الذي يحفظ هويتها ويصون عقيدتها.
عمان- الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن ليلة الاثنين الرابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2024 شهدت تصعيدًا فظيعًا في آلة الإجرام الصهيونية التي طالت العديد من مناطق قطاع غزة؛ نجمت عنها محرقة كبرى في خيام النازحين ومجازر خلّفت عشرات الضحايا ما بين شهيد ومصاب، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وذلك في ظل حرب الحصار والتجويع التي تتعرض لها مناطق شمال قطاع غزة التي جعلها جيش الاحتلال الصهيوني معزولة عسكريًا، في سياق الإبادة التي يرتكبها على مدى سنة كاملة.
وكشفت الهيئة في بيان أصدرته بهذا الخصوص؛ أن طيران الاحتلال استهدف للمرة السابعة على التوالي –منذ مطلع العام الحالي- خيام وأماكن إيواء النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى في (دير البلح)، بعد وقت وجيز من قصفه مدرسة (المفتي) التي تضم عشرات العائلات النازحة في مخيم (النصيرات) وسط قطاع غزة، بالتزامن مع القصف المدفعي على مركز توزيع المساعدات في (مخيم جباليا) شمالي القطاع، وعلى مخيم (الشابورة) في مدينة (رفح) ومجمع (ناصر الطبي) في مدينة (خانيونس) في الجنوب.
وقال البيان إن تصعيد الاحتلال لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، يأتي متوازيًا مع حملته المستمرة في الضفة الغربية المحتلة ولا سيّما في مخيم (جنين) الذي تعرّض منذ ساعات الفجر الأولى لاقتحام الجيش والقوات الخاصة الصهيونية التي أطلقت القذائف تجاه المباني السكنية، في وقت ما تزال قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية نحو المخيم.
ورأت الهيئة إن لجوء الاحتلال الصهيوني إلى الإيغال في جرائمه التي يواصل بها استهداف أهالي قطاع غزة المحاصرين والنازحين منهم على وجه الخصوص، على الرغم من مضي سنة كاملة من الحرب التي يشنها وهو يتلقى الدعم بأنواعه كافة عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا من جانب الدول الغربية، المصحوب بعجز المجتمع الدولي ونكوص النظامين العربي والإسلامي الرسميين عن وضع حد لطغيانه وسعاره الإجرامي؛ لهو دليل بيّن على عجزه عن كسر إرادة أهلنا في قطاع غزة الذين استطاعوا بثبات مقاومتهم وصمود حاضنتها -رغم شدة الحصار وقلة سبل الدعم- تغيير معادلة الصراع من أسلوبها التقليدي المتصور لدى عامة الناس إلى نمط جديد تعبّر عنه العمليات النوعية التي أرهقت العدو وزادته إيلامًا وهو يقرّ عمليًا بفشله في تحقيق أهدافه.
وأكّدت هيئة علماء المسلمين أن واقع الحال في قطاع غزة وفي سائر مدن المقاومة في فلسطين، هو المثابة المثلى لضبط بوصلة صُنّاع القرار في الأمة ونخبها والمؤثرين فيها على الوجه الذي يحفظ هويتها ويصون عقيدتها، بما يضمن لها عدم الانزلاق أمام مخططات ومقاصد عدوّيها الداخلي والخارجي؛ وإن إدراك الحقيقة وفق هذا المنظور هو الذي يحدد مصيرها الذي بات –فيما يبدو- مرهونًا بنتائج هذه الحرب؛ لأن مخرجات الصراع مهيأة لترسم معالم مستقبل المنطقة والعالم الإسلامي عامة، فإن لم يكن ثمة بأس حقيقي لدى أصحاب القرار للقيام بفعل معتبر؛ فإن بأس الشعوب كفيل بتحقيق ذلك.