أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان في شمال غزة وسط تهاون عالمي مشين

قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمر بعض المباني المرتفعة بتفخيخها ونسفها في مخيم جباليا والمناطق المحيطة بها، والبعض الآخر يجري تدميرها بقصف من الجو.

غزة- حذرت وزارة الصحة بقطاع غزة، الخميس، من “كارثة إنسانية حقيقية” على حياة الأطفال حديثي الولادة في “مستشفى كمال عدوان” نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على شمال القطاع منذ 13 يوما.
وقالت الوزارة في بيان على منصة تليغرام، إن “كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان”.
وأضافت أن ذلك يأتي مع ما تعانيه المستشفى من أزمة وقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة حصار الاحتلال لشمال قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي.
وأشارت الوزارة إلى أن “قسم الحضانة في مستشفى كمال عدوان هو القسم الوحيد بهذا الاختصاص شمال قطاع غزة، وهي الوحيدة التي تحتوي على حضانات أطفال تخصصية متقدمة ومزودة بالأكسجين”.
ولفتت إلى أن “الطاقم الطبي المختص بالعمل في قسم الحضانة يواصل عمله رغم أصوات الانفجارات والقصف الإسرائيلي بالمنطقة المتواجد فيها المستشفى”.
وشددت الوزارة على أنه “حال لم يتم إدخال وقود إلى المستشفى ومستلزمات طبية لقسم الحضانة فإنه مهدد بالتوقف عن العمل الأمر الذي سيؤدي بكثير من الأطفال حديثي الولادة إلى الوفاة”.
والثلاثاء قال القيادي بحركة “حماس” أسامة حمدان إن ما يحدث حاليا شمال قطاع غزة لا سيما في جباليا ومخيمها هو “عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان” تؤكد بدء إسرائيل خطة فصل شمال القطاع وتهجير سكانه.
وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ 13 يوما شمال قطاع غزة، يتعمد جيش الاحتلال تدمير ما تبقى من مبان سكنية عالية في منطقة جباليا، بهدف حرمان الفلسطينيين من أماكن يلجؤون إليها ولإجبارهم على المغادرة.
وبحسب شهود محاصرين في مخيم جباليا والمناطق المحيطة به، فإن القوات الإسرائيلية تدمر بعض المباني المرتفعة بتفخيخها ونسفها، والبعض الآخر يجري تدميرها بقصف من الجو.
ومنذ تصعيد الإبادة الإسرائيلية شمال القطاع في 6 أكتوبر الجاري، أطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على جباليا، وحاول منع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، فأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع “صلاح الدين” إلى جنوب القطاع.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة على غزة قبل أكثر من عام.
والأربعاء، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن الجيش الإسرائيلي يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمال قطاع غزة.
ورصد مراسل وكالة “الأناضول” من خلال لقاءات مع فلسطينيين محاصرين في جباليا، حرص الجيش الإسرائيلي على استهداف المباني السكنية والمعالم، ضمن عمليات الإبادة التي يشنها هناك.
وقال الشاب عز الدين إياد، المحاصر بمخيم جباليا، إنه تمكن عصر الثلاثاء من الوصول إلى منطقة المركز، وتفاجأ بأن الجيش الإسرائيلي دمر بشكل كامل “برج حبوب”، وهو مبنى يضم عشرات الشقق السكنية والمحلات التجارية.
ويضيف أن “الاستهداف الإسرائيلي سوى البرج بالأرض بشكل كامل، ولم يتبقِ شيء من ذلك المعلم الذي يعرفه أهالي شمال قطاع غزة”.

وحشية الاحتلال تستمر في تشريد النساء
ويؤكد إياد أن الاستهدافات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة طالت أيضا “برج الداعور” و”عمارة الكحلوت” و”عمارة عابد” و”برج شمس”، وغيرها من المباني السكنية التجارية المعروفة في مخيم جباليا، والتي تعرضت سابقا لأضرار خلال الحرب.
ويصف المشهد بعد تدمير كل تلك المباني والمعالم قائلاً: “لم أستطع تحديد الاتجاهات والأماكن، فكل شيء اختلف، وكثير من المعالم غابت ولم تعد موجودة”.
ويوضح أنه “حين يعود الناس بعد انتهاء العملية العسكرية سيكون صعبا عليهم التعرف على الشوارع والطرقات، لأن كل ما يعرفونه أصبح ركاما”.
بدوره، يقول الشاب الفلسطيني علاء أبو سعدة، إنه “منذ بدء العملية العسكرية، قصف الجيش الإسرائيلي سوق مخيم جباليا المدمر أصلاً عدة مرات، لإخراجه عن الخدمة نهائياً”.
ويلفت إلى أن “بعض المحال التجارية في السوق بدأت في الأسابيع الأخيرة استعادة نشاطها بعد تضررها بشكل كبير، لكن الاجتياح جاء ليقضي عليها نهائيا”.
وفي حي الفالوجا غرب مخيم جباليا، لا تزال عائلة سويلم تمكث في منزلها رغم توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة ونسفه لكثير من البيوت وتدمير الشوارع الرئيسية والفرعية.
وتعاني الأسرة من نقص الماء والغذاء مع استمرار الحصار الإسرائيلي، واشتداد وقع الإبادة الذي طال مقومات الحياة كلها.
يقول أحمد – أحد أبناء العائلة المحاصرة – إن “تخريب الشوارع ونسف البيوت هو أحد أبرز سمات العملية العسكرية الحالية في منطقة جباليا”.
ويذكر أنه “منذ اليوم الأول استخدم الجيش الإسرائيلي الروبوتات والبراميل المتفجرة لتفخيخ الأحياء السكنية، حوّلها لأثر بعد عين”.
ويتابع سويلم أن “أهداف الاحتلال الإسرائيلي من وراء ذلك واضحة، وهي تدمير كل معالم الحياة في مخيم جباليا، ودفع الناس نحو النزوح إلى جنوب قطاع غزة”.
ومعبرا عن إصراره على البقاء رغم هول الإبادة، يقول سويلم: “تلك الأفكار الإسرائيلية سوف تكسر فوق صخرة صمود أهالي مخيم جباليا وشمال قطاع غزة”.
وعن تفاؤله بعودة الحياة رغم حجم الدمار الهائل، يضيف “نعم.. أغلب المباني العالية والأبراج تم تدميرها من قبل الاحتلال، لكن الأهالي سيعودون وسيقيمون خياماً فوق الركام، لأن ارتباطنا بالأرض هو عقيدة وانتماء قبل أي شيء”.
وأحرق الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، منازل فلسطينيين غرب مخيم جباليا الذي يشهد عملية تطهير عرقي، التهمت عددا كبيرا من المنازل وممتلكات الفلسطينيين، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، وفق شهود عيان.
وخلال عملية التطهير والإبادة شمال غزة قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 342 فلسطينيا خلال 13 يوما، وما زال هناك عشرات الجثامين والمفقودين تحت الأنقاض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى