هيئة علماء المسلمين في العراق: السنوار ارتقى شهيدًا في مواجهة قوّات الاحتلال
هيئة علماء المسلمين في العراق: استشهاد يحيى السنوار في معركة على الأرض ينتزع من الاحتلال اعترافًا عمليًا وصريحًا بأن المجازر التي يرتكبها يوميًا بحق المدنيين وفي أمكان إيواء النازحين واللاجئين مقصودة بذاتها، وهي غطاء مفضوح لفشله وإخفاقه في إنهاء المقاومة وكسر إرادة حاضنتها.
عمان- الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن القائد يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ارتقى شهيدًا، بعد مواجهة مع قوّات الاحتلال في مدينة (رفح) جنوبي قطاع غزة مساء يوم الأربعاء السادس عشر من تشرين الأول 2024 ليلقى ربّه مع ثلة من أصحابه صابرين محتسبين، مُقبلين غير مُدبرين، ثابتين على طريق الجهاد ومسار المقاومة والصمود.
وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته مساء الخميس؛ إن السنوار قضى حياة حافلة بالتضحيات ما بين سجون الاحتلال والمصابرة فيها على البأساء والضرّاء، وميادين الرباط وساحات المواجهة، التي ترك فيها أثرًا بالغًا ودالًّا على كل ما يُلحِق بالعدوّ النكاية والأذى، ويذيقه الخوف والهلع، مشيرة إلى أن عامًا من طوفان الأقصى المبارك كفيل بالتصديق على ذلك.
وأكّدت الهيئة أن في استشهاد القائد يحيى السنوار، دلالاتٍ كثيرةً من شأنها رفع رصيد الإيمان لدى أهلنا في قطاع غزة خاصة وأبناء الأمّة الإسلامية عامة؛ فقد اعترف العدو الصهيوني أنه قتل السنوار في معركة على الأرض في سياق المواجهات اليومية التي تجري في (رفح) وغيرها من محاور القطاع، ولم تكن ثمة عملية خاصة في هذا الشأن؛ حتى أن العدو استغرق وقتًا ليتأكد من نتائجها، مما يعني أنه قدّم -دون أن يقصد- دليلًا مهمًا على تزكية قادة المقاومة، وأنهم يجوبون الميدان شأنهم شأن بقية المجاهدين، وليس كما كان يدّعي أنهم متحصنون في مخابئ بين المدنيين أو النازحين.
وشددت الهيئة على أن هذا الأمر ينتزع من الاحتلال اعترافًا عمليًا وصريحًا بأن المجازر التي يرتكبها يوميًا بحق المدنيين وفي أمكان إيواء النازحين واللاجئين مقصودة بذاتها، وهي غطاء مفضوح لفشله وإخفاقه في إنهاء المقاومة وكسر إرادة حاضنتها، وهو عين ما حصل اليوم في مجزرة مدرسة (أبو حسين) في (مخيم جباليا) شمالي القطاع، وغيرها من المذابح التي تشهدها مناطق الشمال الواقعة ضحية الحصار الخانق والجوع القاتل.
وأضافت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيانها أن واقعة استشهاد القائد السنوار تؤكد أن العدو ما زال يبحث عن تحقيق أهدافه التي أعلنها قبل سنة من اليوم، وأنه ما زال عاجزًا عن تحقيق الهدف الذي يريده، في مواجهة المقاومة التي نؤمن كما هي تؤمن بأن طريق الجهاد لا انقطاع فيه فهو ماضٍ إلى يوم القيامة، ولا تتعثر فيه قوافل المجاهدين باستشهاد قائد أو رمز؛ لأن القضية إنّما تحيا بالعقيدة، والإيمان، والصبر، والمصابرة، والرباط، والثبات، حتى يأتي وعد الله الذي لا يخلفه –سبحانه.
وتابعت في هيئة علماء المسلمين في العراق بالقول إذ نعزّي أنفسنا وأهل غزة ومقاومتها وأبناء الأمّة جميعًا بما ظاهره مصاب جلل، باستشهاد الأخ السنوار حيث يترك الميدانَ قائدٌ مؤثرٌ في الساحتين العسكرية والسياسية، تلقى العدو منه الإيلام والأذى على مدى عقود؛ فإننا نؤمن بأن الساحة لن تخلو من القادة المؤثرين، وأن من سيخلفه هم على قدر المسؤولية، وعلى وفق ما تتوقعه الأمة منهم من جهاد ومصابرة، وفي مقدمتهم الأخ القائد (أبو الوليد) –رعاه الله وأيده وإخوانه بعونه ونصره-، ونؤمن كذلك بأن حقيقة هذا المصاب؛ هي بشائر عز قادم، وحسن عاقبة في الدنيا والآخرة.