أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الفلسطينيون يرثون السنوار: مات بشرف في ميدان القتال

وسائل إعلام عبرية تؤكد أن يحيى السنوار واجه قوات الجيش الإسرائيلي من داخل مبنى محاصر بعبوات ناسفة؛ ما يعني أنه كان مستعدا للمواجهة المباشرة، وهذا يتعارض مع ما روجته أجهزة المخابرات بأنه أحاط نفسه بالأسرى الإسرائيليين.

غزة- وصف فلسطينيون نازحون في غزة بسبب حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار بالمأساة، وأشاروا إلى أنه مات بشرف في ميدان الدفاع عن الحق الفلسطيني.
وقال أحمد حمدونة، الذي نزح من مدينة غزة “لن يؤثر ذلك على مصلحة البلاد. بعد القائد سيأتي ألف قائد، وبعد الرجل سيأتي ألف رجل”.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بـ”محض الصدفة”، نتيجة تمشيط روتيني ودون اعتماد على معلومات استخبارية.
كما أفادت بأن السنوار، المطلوب الأول لإسرائيل، قتل خلال اشتباك بالميدان بزيه العسكري كاملا، وليس كما روج جيشها بأنه يختبئ منذ شهور وسط الأسرى الإسرائيليين بأنفاق قطاع غزة.
ولم يوجد أي أسرى إسرائيليين برفقة السنوار، خلافا لادعاءات أجهزة الأمن الإسرائيلية.
فيما نشرت وسائل إعلام عبرية مقاطع مصورة تظهر السنوار بعد مقتله، وهو بزيه العسكري كاملا.
وادعت هيئة البث العبرية الرسمية أن قتل السنوار جاء بعد تكثيف الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة، ضغطه العسكري على قادة حماس في جنوب قطاع غزة.
وزعمت أن الضغط العسكري أجبر السنوار على التنقل باستمرار بين المناطق في جنوب غزة؛ لذا فقد كان مستعدا لأي مواجهة عسكرية مباشرة مع قوات الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت هيئة البث أن تنقل السنوار المستمر بين عدة مواقع، يفسر جاهزيته للقتال، حيث كان مسلحًا ويرتدي سترة عسكرية.
وقالت إن السنوار واجه قوات الجيش الإسرائيلي من داخل مبنى محاصر بعبوات ناسفة؛ ما يعني أنه كان مستعدا للمواجهة المباشرة، وهذا يتعارض مع ما روجته أجهزة المخابرات بأنه أحاط نفسه بالأسرى الإسرائيليين.
وقال الخبير الإسرائيلي في شؤون حماس غي أفيعاد “رغم أننا قضينا على السنوار، إلا أن هناك في الوقت الحالي خطرا جسيما على الرهائن”.

لن تموت القضية الفلسطينية
وأشار إلى أنّه من المعتقد أن محمد السنوار الشقيق الأصغر لزعيم حركة حماس، عُيِّن مسؤولاً عن مصير الرهائن و”سيحاول ربما الانتقام لمقتل شقيقه”.
من جهته، حذّر المحلّل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ من أنّ قتل السنوار قد يعطي دفعة لنتانياهو ويضر بآفاق الرهائن.
وقال المحلّل في كينغز كولدج لندن “لقد فعل نتانياهو كلّ ما في وسعه لإحباط أي محادثات وساطة، ويمكنه الآن أن يدعي أنه أقرب كثيرا إلى استراتيجيته العسكرية فقط”.
وأضاف كريغ أنّ “استعادة الرهائن لم تكن أولوية بالنسبة لنتانياهو، ولا أعتقد أن هذا سيكون الحال في المستقبل”.
ويقول دافيد خلفا، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ومؤلف كتاب “إسرائيل-فلسطين، سنة الصفر”. “حتى لو أن حماس ضعفت كثيرا، فإنّ الحركة أعادت تشكيل وحداتها، كما رأينا في جباليا، وتأثيرها لا يزال كبيرا على غزة، ولا سيّما من خلال سيطرتها على المساعدات الإنسانية”
ويقول مايكل هورويتز، الخبير في مؤسسة “لو بيك” للاستشارات الأمنية. “لقد تمّ إضعاف حماس إلى حدّ كبير. لكنّ حماس “لن تختفي ببساطة هكذا”.
وبعد ما يزيد قليلا عن شهرين لاختيار يحيى السنوار زعيما للمكتب السياسي لحركة حماس، قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه تمكن من قتله.
ففي السادس من آب الماضي، أعلنت حماس، اختيار السنوار، المكني بـ”أبو إبراهيم” رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بالعاصمة الإيرانية طهران، في الحادي والثلاثين من تموز، بهجوم ألقيت مسؤوليته على تل أبيب، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك.
وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لقوات الاحتلال، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.
وسابقا، نجا السنوار، الملقب بـ”الرجل الحي الميت” من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، منها محاولة في الحادي عشر من نيسان 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خان يونس جنوبي غزة، وأخرى في أيار 2021 خلال الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة.
وخلال الأشهر الماضية، قال جيش الاحتلال، مرات عدة، إنه يقترب منه، لكن المطلوب الأول في إسرائيل نجا في كل مرة.
ورغم اختفاء السنوار منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إلا أنه ظهر في أربع مناسبات عبر بيانات ورسائل رسمية.
ففي الثامن والعشرين من تشرين الأول 2023، أصدر بيانا أعلن فيه جهوزية حركته لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في التاسع عشر من تشرين الأول 1962، في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة.
وتعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عسقلان، حيث هجروا منها قسرا عام 1948.
درس في مدارس خان يونس حتى أنهى المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، ويحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
انضم السنوار، منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية.
وخلال دراسته الجامعية، ترأس “الكتلة الإسلامية”، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.
إننا نؤمن بأن الساحة لن تخلو من القادة المؤثرين
وفي عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي عُرف باسم “المجد” آنذاك.
وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة “الاحتلال الإسرائيلي” في غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
ساعد النشاط الطلابي السنوار، على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حماس، بعد تأسيسها عام 1987.
ويجيد السنوار اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: منها كتاب “حماس التجربة والخطأ”، وكتاب “المجد” الذي يرصد عمل جهاز “الشاباك”.
كما ألف العديد من الأدبيات الأمنية التي أسست للتجربة الأمنية لحماس.
في 1982، اعتقل جيش الاحتلال السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حُكم عليه بالسجن لـ6 أشهر بتهمة “المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل”.
وفي العشرين من كانون الثاني 1988، اعتقلت إسرائيل السنوار وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى 30 سنة، بعد أن وجهت له تهمة “تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)”.
وقضى السنوار 23 سنة متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، منها نحو 4 سنوات منها في العزل الانفرادي.
وخلال فترة سجنه الطويلة، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية دورات عدة.
وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوق الأسرى، والتي كانت أبرز محطاتها في أعوام 1992، و1996، و2000، و2004.
وفي الحادي عشر من تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، عُرفت باسم “صفقة شاليط”.
وبموجب الصفقة أطلقت إسرائيل سراح 1027 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس، سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وعقب خروجه من السجن في 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولي مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري “كتائب القسام”.
وفي 2012، تزوج السنوار، وأنجب ولدين هما إبراهيم وعبد الله وبنتا تدعى رضا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى