قوات الاحتلال توغل بوحشية الإبادة في شمال غزة مع الصمت الدولي الشائن
اضطر النازحون الفلسطينيون بشمال غزة لدفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه جيش الاحتلال على المنطقة منذ 19 يوما.
غزة- توفيت مريضة فلسطينية داخل المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، الأربعاء، ليرتفع الإجمالي إلى 3 جراء الحصار الإسرائيلي ونقص الأكسجين تزامنا مع عملية إبادة يرتكبها الجيش الاحتلال منذ 19 يوما بالمحافظة.
في وقت أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ الأربعاء بسبب “القصف الكثيف”.
وقالت المنظمة في بيان إن “الظروف الحالية.. تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمرا مستحيلا”.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان “استشهدت مريضة (55 عاما) بالتليف الكبدي نتيجة نقص الأكسجين ومحاصرة قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى منذ عدة أيام”.
وأضاف “نحن غير قادرين على الخروج لدفنها بسبب الحصار الإسرائيلي، ومضطرون إلى دفنها داخل أحد المباني التي تحتوي على مساحة رملية”.
والسبت الماضي، توفي مريضان بقسم العناية داخل المستشفى الإندونيسي، بحسب مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش.
وتعيش مستشفيات شمال قطاع غزة بلا دواء أو ماء أو غذاء وجيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المنظمات الدولية لإغاثتها
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الجيش الإسرائيلي كثف استهدافه للمنظومة الصحية شمال القطاع، في محاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة.
واستشهد فلسطينيان يعملان لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الأربعاء، جراء قصف طائرة إسرائيلية سيارتهما جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال مصدر طبي في “مستشفى شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح “وصل إلى المستشفى شهيدان يعملان في الأونروا بعد استهداف مركبة كانا يستقلانها في دير البلح”.
ونقل مراسل وكالة “الأناضول” عن شهود عيان أن صاروخا من طائرة استطلاع إسرائيلية استهدف مركبة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في شارع صلاح الدين قرب مفترق أبو هولي جنوب دير البلح، ما أسفر عن مقتل عاملين من الوكالة كانا يستقلانها.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وشن غاراته الجوية والمدفعية ونسف المنازل، في اليوم التاسع عشر من عمليته العسكرية المتواصلة شمال قطاع غزة، وسط حصار مشدد يمنع خلاله إدخال الغذاء والمياه والوقود والدواء.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في بيان “انتشلنا شهيدين وثلاثة مصابين من تحت أنقاض عمارة مسعود بعد قصفها من قبل الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع”.
وأضاف “طواقمنا انسحبت من المهمة ولم تكملها جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليهم”.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد طفلين فلسطينيين وإصابة ستة آخرين في قصف إسرائيلي على منطقة “الزرقا” شمال قطاع غزة.
فيما قال شهود عيان إنه “لليوم الـ 19 تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي ونسف المنازل في شمال قطاع غزة خاصة مخيم جباليا، وبلدة بيت لاهيا وسط حصار إسرائيلي مشدد”.
وأضاف الشهود “الجيش الإسرائيلي أفرغ مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا من النازحين، وجرد بعضهم من ملابسهم، وأمرهم بالتوجه إلى نقطة تفتيش قرب المستشفى الإندونيسي حيث تواجد القوات هناك”.
وفي السياق ذاته، ناشدت وزارة الصحة في غزة في بيان “العالم الذي فشل في توفير الحماية والمأوى لشعبنا، ولم يستطع إدخال الغذاء والدواء، أن يبذل جهده لإرسال الأكفان لستر أجساد الشهداء”.
واضطر النازحون الفلسطينيون بشمال غزة لدفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على المنطقة منذ 19 يوما.
وتفاقمت حالة المجاعة وأزمة العطش بشكل كبير جدا في شمال القطاع، مع رفض الجيش الاسرائيلي إدخال أي شاحنات تحمل مواد غذائية او مساعدات”، حسب مصادر عدة ومواطنين محاصرين.
وتسبب قطع الجيش الإسرائيلي للاتصالات والإنترنت عن المنطقة قبل عدة أيام في شح الفيديوهات والصور التي توثق ما يحدث للنازحين، فضلا عن صعوبة التواصل مع الأهالي.
وفي الخامس من تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل قوات الاحتلال هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.