علماء المسلمين ونخبهم ومؤسساتهم يطالبون الأمة الإسلامية بالوقوف بوجه حملات الإعدام الظالمة في العراق
عشرات المؤسسات العلمائية والشخصيات الإسلامية يشددون على أن من صور نصرة المسلمين بعضهم بعضًا في الواقع المعاصر الأخذ على أيدي الأنظمة الظالمة وإلزامها -ولو قسرًا- بالكف عن إيقاع الظلم بالناس من اعتقالات، وإزهاق أرواح، وقطع أرزاق، ونيل من الأعراض، وإساءة إلى المعتقدات والأعراف وأنماط الحياة الأخرى.
عمان- الرافدين
حث جمع من علماء المسلمين ونخبهم ومؤسساتهم؛ عموم علماء الأمّة الإسلامية – بنخبها ومؤسساتها وأفرادها – على القيام بفعل وجهد (رسمي، وشعبي) لإبراز قضية المعتقلين العراقيين وحملات الإعدام الظالمة التي تستأصلهم، والسعي نحو إيقافها للحفاظ على ما تبقى من أرواح مأسورة خلف القضبان منذ سنوات طويلة دون ذنب أو جريرة.
وقال العلماء الموقعون على بيان لمناهضة حملات الإعدام الجائرة في العراق ونصرة المعتقلين والمظلومين وإطلاق سراحهم: إن العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين قرّروا أنه إذا استعان مسلم بأخيه في دفع ظالم ونحوه؛ لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي، وأن مقاصد الشريعة الإسلامية في نصرة المؤمنين بعضهم بعضًا واضحة في ضوء النصوص الشرعية الكثيرة.
وشدد العلماء الموقعون على البيان على أن من صور نصرة المسلمين بعضهم بعضًا في الواقع المعاصر الأخذ على أيدي الأنظمة الظالمة وإلزماها -ولو قسرًا – بالكف عن إيقاع الظلم بالناس من: اعتقالات، وإزهاق أرواح، وقطع أرزاق، ونيل من الأعراض، وإساءة إلى المعتقدات والأعراف وأنماط الحياة الأخرى، وبكل وسيلة متاحة ومعتبرة، مؤكدين أن من مظاهر هذا الظلم الذي يقع على أهلنا في العراق على نحو متطرف موغل بالكراهية والحقد والانتهاكات مما تقدم وغيره الشيء الكثير، الذي يوجب على أهل العلم وسائر المسلمين اتخاذ موقف جازم وحازم في سبيل نجدة عشرات الآلاف من إخوانهم العراقيين، الذين يقبعون مغيبين في سجون علنية وسرية، تديرها أجهزة حكومية (رسمية) وميليشيات طائفية ذات مشاريع إقليمية.
وكشف بيان العلماء عن أن المعتقلين في العراق تُرتكب بحقهم أبشع أنواع المظالم من: تعذيب جسدي ونفسي، وتجويع وتمريض، وإهمال واكتظاظ، وحرمان وابتزاز؛ وتنتهي جميعها بإصدار أحكام إعدام ظالمة وجائرة، ثم تنفيذها بشكل تعسفي يفتقر إلى الحدود الدنيا من ضوابط المحاكمات المشروعة ونزاهة القضاء، حيث يُدان الضحايا نتيجة إرغامهم على الاعتراف بأشياء ليس لهم بها علم، تُنتزع منهم إما بالتعذيب والإكراه، أو بالتهديد الذي يمس أعراضهم وكرامتهم الإنسانية، ويُجبرون كذلك على التوقيع على صفحات خالية تُملأ لاحقًا بجرائم تخترعها السلطات الحكومية بغية تمرير مكاسب سياسية ومشاريع إقليمية لا تنفك عن مشروع الاحتلال الجاثم على أهلنا في العراق منذ أكثر من إحدى وعشرين سنة.
ودعا البيان إلى إصدار الفتاوى والمواقف التي تحرم دماء أهلنا في العراق، التي تراق بدوافع طائفية ولا سيما المعتقلين منهم الذي يُساقون إلى المشانق بالجملة، وتجريم السلطات الظالمة التي تمارس طغيانها على مرآى ومسمع الرأي العام، مشددًا على أن المنظمات والهيئات الحقوقية في العالم وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقع مسؤولية بذل المزيد من العمل والجهد في سبيل توثيق هذه الجرائم، وكشف ملابساتها، وفضح ممارساتها، ومتابعة إجراءاتها، ونشر نتائجها للرأيين المحلي والدولي، ليتسنى محاسبة المتورطين بها والقصاص منهم على الوجه الذي يحقق العدل وينصف ذوي الضحايا، ويضمن نجدة من تبقى منهم على قيد الحياة.