مجزرة بيت لاهيا لا توقظ ضمير العالم المتفرج على إبادة غزة
الحصار الوحشي المفروض على بيت لاهيا شمال قطاع غزة جعل المدينة بلا طعام ومياه ومستشفيات وإسعافات ودفاع مدني وأطباء وبلا خدمات صرف صحي واتصالات.
غزة- أعلنت السلطات المحلية، الأربعاء، بيت لاهيا شمال قطاع غزة “مدينة منكوبة” جراء حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، وأطلقت “نداء استغاثة عاجلا” يتضمن 5 مطالب لـ”إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وقالت بلدية بيت لاهيا إن سكان المدينة يعانون “كارثة إنسانية”، نتيجة “حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على المدينة”.
وأوضحت أن المدينة أصبحت “بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات (صرف صحي ونفايات) وبلا اتصالات”.
والثلاثاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استشهاد 93 فلسطينيا، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 40 آخرين، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية عمارة سكنية مكونة من خمسة طوابق.
وتابعت “وعليه فإننا نعلن بيت لاهيا مدينة منكوبة، ونطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية”.
ووجهت البلدية 5 مطالب إلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية، هي “الضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في مدينة بيت لاهيا”.
وتابعت “وفتح ممر آمن لإدخال كافة المستلزمات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ المنظومة الصحية والخدماتية”.
وأضافت “وإدخال معدات الدفاع المدني والإسعافات للعمل على انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض، لا سيما بعد ارتكاب الاحتلال لعدد من المجازر بحق المواطنين”.
كما طالبت البلدية بـ”إدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي”، وكذلك “إدخال الآليات الثقيلة لفتح الطرق وإزالة الركام، لتسهيل حركة المواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني”.
ولليوم السادس والعشرين، يستمر الجيش الإسرائيلي الأربعاء في الاجتياح وحرب الإبادة بمحافظة شمال قطاع غزة، وتحديدا في جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، حيث يعدم كل مظاهر الحياة في المنطقة.
ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تعمل على احتلال شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة وتهجير المواطنين، تحت حصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية وقصف مكثف قتل ما لا يقل عن ألف فلسطيني.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال بدعم أمريكي مطلق حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إلى ذلك أدان الأردن بشدة، المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، الثلاثاء، وأسفرت عن استشهاد 93 فلسطينيا وأكثر من 40 مفقودا وعشرات الإصابات، واعتبرها استهدافا ممنهجا واستهتارا بحياة الفلسطينيين في ظل غياب كامل للمساءلة والمحاسبة الدولية”.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، الأربعاء، أدانت فيه بشدة المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مبنى سكنيا في بيت لاهيا، ما أسفر عن مئات الشهداء والمصابين وفقد العشرات تحت الأنقاض”.
واعتبرت ذلك “خرقا فاضحا للقانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج والاستهتار بحياة الفلسطينيين في ظل غياب كامل للمساءلة والمحاسبة الدولية على جرائم الحرب التي ترتكب ضدهم”.
وشددت على أن “مواصلة إسرائيل ارتكاب الانتهاكات بحق الفلسطينيين والمخالفات الجسيمة للقانون الدولي يعكس عجزاً دولياً في تطبيق معاير القانون، ويعمق الكارثة الإنسانية بغزة جراء العدوان”.
وأشارت إلى أن “الإفلات المستمر من العقاب وغياب المحاسبة الفاعلة يشجع إسرائيل على مواصلة الانتهاكات ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأكدت على أن “استمرار هذه السياسة المنهجية يأتي تحت غطاء الصمت الدولي وتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات جادة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.
ودعت الوزارة، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى “التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وجرائم الحرب والإبادة بحق الشعب الفلسطيني”.
وأدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الهجوم الإسرائيلي على مبنى مؤلف من 5 طوابق في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال بوريل في منشور عبر منصة “إكس” الأربعاء، إن المشاهد القادمة من بيت لاهيا “مروعة”، لافتا إلى “مقتل ما لا يقل عن 100 شخص في الهجوم”.
وفي معرض إدانته للهجوم، أفاد بوريل “لا يزال التجاهل قائما لمبادئ التناسب (في الرد) وحماية المدنيين”.
وأضاف “لن نتوقف عن إدانة ذلك والمطالبة والمحاسبة”.