الدكتور مثنى الضاري: السلطات القضائية متواطئة مع السلطة الحكومية وضبّاط التحقيق في عمليات تعذيب المعتقلين في العراق
مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق يؤكد على أن النظام السياسي بأحزابه الطائفية جعل العراق البلد الأول عالميًا في ملف الإعدامات وفق ما هو معلن ومُصرّح به، من غير الحديث عن المغيبين مجهولي المصير، وما يجري في السجون السرية التي تديرها الميليشيات.
إسطنبول- الرافدين
قال الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق، إن السلطات القضائية في العراق متواطئة مع السلطة الحكومية وضبّاط التحقيق في عمليات تعذيب المعتقلين.
وأكد الدكتور الضاري في حوار مع القناة “التاسعة” على أن النظام السياسي بأحزابه الطائفية جعل العراق البلد الأول عالميًا في ملف الإعدامات وفق ما هو معلن ومُصرّح به، من غير الحديث عن المغيبين مجهولي المصير، وما يجري في السجون السرية التي تديرها الميليشيات.
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت القضاء في العراق بإصدار أحكام إعدام ظالمة نتيجة انتزاع الاعترافات من المعتقلين بالقوة على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب.
وأشارت المنظمة إلى عيوب في منظومة القضاء في العراق، وإلى أن العدالة في هذا البلد أدخلت الآلاف من الرجال والصبية في طابور الإعدام، بعد اعترافات انتُزعت تحت التعذيب والإكراه وأنواع أخرى من سوء المعاملة.
وشددت على أنه يتعين على العراق إصلاح المنظومة القضائية وإصدار قانون بشأن الجرائم الدولية، مؤكدة أن الإرادة السياسية قد تكون غائبة لدى الائتلاف الحاكم الذي يضم ميليشيات مسلحة.
وشدد مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق في حواره على أن هيئة علماء المسلمين رصدت المشكلة الأولى في العراق التي عبّرت عنها منذ سنوات طويلة، والتي تكمن في “التوافق السياسي” المُدّعى والذي جعل القوى والأحزاب السياسية تهمين على البلد وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية.
وقال إن النظام السياسي في العراق قام وتشكّل على افتراض مغلوط بوجود “أقلية عربية سنية”، وبناءً على ذلك بدأ التعامل مع السنّة ومناطقهم ومحافظاتهم سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
ووصف اختراق طائرات الكيان الصهيوني الأجواء العراقية لقصف إيران، ولزوم السلطات الحكومية في بغداد الصمت باستثناء إجراء شكلي اتخذته على نمط “شكوى” لا تقدم ولا تؤخر، وتبريرها بسيطرة الاحتلال الأمريكي على الأجواء العراقية؛ كل ذلك يؤكد أن العراق بلد محتل، بما يكشف تناقضات النظام السياسي بشأن السيادة واستقلال القرار السياسي وغير ذلك.
وأكد الدكتور الضاري على أن علاقة هيئة علماء المسلمين بالمقاومة الفلسطينية متينة ومستمرة، وتقديم الهيئة الدعم للقضية الفلسطينية نابع من مبدأ وثوابت لا تتغير ولا تتبدل.
وأشار إلى جهود هيئة علماء المسلمين في العراق معروفة ومعلنة، ولديها أنشطة في مجالات متعددة، ولاسيما في الدعوة والعلم، والسياسة، والثقافة، وحقوق الإنسان، والإغاثة، والشأن العام، فضلاً عن العلاقات مع منظمات ومؤسسات العلماء الأخرى.