غزّية ناجية من مجزرة بيت لاهيا: جثامين 130 من أهلي مازالوا تحت الأنقاض
مقاتلات قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزلا لعائلة “أبو نصر” في منطقة “مشروع بيت لاهيا” مكون من 5 طوابق ويقطنه عشرات النازحين وأودت بحياة 247 مدنيا.
غزة- بعد نجاتها من مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف بناية سكنية بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قالت سيدة فلسطينية إن عائلتها تعرضت لإبادة بهذه المذبحة التي وقعت الثلاثاء الماضي واستشهد فيها 247 شخصا.
وأثناء نزوحها إلى “مستشفى المعمداني” بمدينة غزة، أضافت السيدة في حديثها لمراسل وكالة “الأناضول” “الجيش الإسرائيلي قصف منزلنا (عائلة أبو نصر) المكون من 5 طوابق، نجوت أنا وأولادي الثلاثة وبعض الأقارب”.
وأضافت “الطواقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى مكان الاستهداف بسبب الحصار الإسرائيلي، وتمكنا من إخراج 117 جثمانا مقطعا ودفنهم، بينما لا يزال نحو 130 شهيدا تحت الأنقاض”.
وأوضحت السيدة مفضلة عدم نشر اسمها، أن عدم تمكن الطواقم الطبية من الوصول بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية، أدى إلى فقدان الجرحى أرواحهم نظرا لغياب التدخل الطبي.
ولفتت إلى أن “المصابين في مستشفى كمال عدوان يناشدون الدول العربية لإنقاذ حياتهم ونقلهم إلى مستشفيات أخرى لتلقي العلاج”.
في التاسع والعشرين من تشرين الأول المنصرم، استهدفت مقاتلات إسرائيلية منزلا لعائلة “أبو نصر” في منطقة “مشروع بيت لاهيا” مكون من 5 طوابق ويقطنه عشرات النازحين.
وآنذاك، قال مدير المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، إن “الطواقم الطبية لا تستطيع إسعاف عشرات المصابين في مجزرة بيت لاهيا بسبب نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية”.
وأضاف أن “معظم المصابين في مجزرة مشروع بيت لاهيا قد يستشهدون في أي لحظة بسبب نقص الإمكانات”.
ومساء الخميس، أعلن مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 فلسطيني بمحافظة شمال غزة خلال 27 يوما.
وأضاف “الجيش الإسرائيلي يواصل ارتكاب المجازر واستهداف مراكز الإيواء والمدنيين في بيت لاهيا مخلفا ضحايا وإصابات في ظل منظومة صحية منهكة”.
ولفت البرش إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يمارس القتل والتدمير لغياب من يراقبه أو يحاسبه ويوقف جرائمه”.
وتابع: “الجيش الإسرائيلي يمنع إدخال المستلزمات الطبية إلى شمال غزة ويفرض حصارا على مستشفيات كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي”.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” الجمعة أن 47 فلسطينيا قُتلوا وأصيب عشرات آخرون الليلة الماضية، معظمهم من الأطفال والنساء، في غارات إسرائيلية على دير البلح ومخيم النصيرات وبلدة الزوايدة بوسط قطاع غزة.
وذكر مسؤولون صحيون في القطاع أن 47 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في ضربات عسكرية إسرائيلية الخميس، معظمهم في الشمال حيث أصاب أحد الهجمات مستشفى، مما أدى إلى احتراق الإمدادات الطبية وتعطيل العمليات.
ودعت وزارة الصحة في غزة جميع الهيئات الدولية إلى “حماية المستشفيات والطواقم الطبية من بطش الاحتلال (الإسرائيلي) وجرائمه”.
وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) الخميس إن القوات الإسرائيلية اعتقلت محمد عبيد، وهو أحد أطبائها في المستشفى يوم السبت. وطالبت بحمايته وحماية كل العاملين في المجال الطبي الذين “يواجهون أعمال عنف مروعة وهم يحاولون تقديم الرعاية”.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في الخامس من تشرين الأول الماضي قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وتسبب الهجوم المتزامن مع حصار مشدد في خروج مستشفيات محافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى إلى توقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 ترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل قوات الاحتلال مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.