أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

فؤاد حسين: السوداني “أقنعَ” وليس “أمرَ” الميليشيات بعدم دخول حرب لا نستطيع تحمل تكلفتها

وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في حكومة الإطار التنسيقي فؤاد حسين: نحن على اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية والأصدقاء في إيران من أجل دفع النار عن العراق.

بغداد- الرافدين
اعترف وزير الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي فؤاد حسين، بأن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “أقنع” وليس “أمر” زعماء الميليشيات المسلحة بعدم تهديد وضع الحكومة في دخول حرب لا تستطيع تحمل تكلفتها.
واستخدم وزير الخارجية مفردة “أقنع” في دلالة واضحة على افتقار السوداني “القائد العام للقوات المسلحة” السلطة الأمرة على الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي الذي يقع تحت سلطته.
وقال وزير الخارجية في مقابلة مع محطة تلفزيون “زاكروس الكردية “أن زعماء الميليشيات ملتزمون بالاتفاق مع رئيس الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على العراق وأن زعماء الفصائل أعطوا وعدا لرئيس الحكومة بأن لا يتحركوا في مجال يؤدي إلى رد فعل قوي على العراق”.
ولم يكشف فؤاد حسين أن كان السوداني أم مصدر قرار الميليشيات الصادر من الحرس الثوري الإيراني هو من أقنع هؤلاء الزعماء أم جاء الأمر بتأثير إيراني.
وكان مايكل نايتس، الزميل في معهد واشنطن والمتخصص في شؤون العراق وإيران قد أكد على أن “كلما واجه العراق قضية خارجية أو داخلية كبرى، يسافر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى طهران لتلقي التوجيهات ــ أو يستضيف زيارة من زعيم إيراني كبير. ولا تحاول إيران التدخل في كل قرارات الدولة العراقية، ولكنها في القضايا الكبرى تحصل على ما تريده إلى حد كبير”.
ويعلن زعماء ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي علانية بأن ولائهم ومصدر قرارهم الحرس الثوري الإيراني.
وقال وزير الخارجية “أن الجانب الأمريكي أبلغنا بضرورة السيطرة على الداخل العراقي وإبعاد البلاد عن الحرب، كما أن الجانب الأمريكي لعب دورا في عدم تعرض العراق لضربات إسرائيلية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد بحث الأوضاع في العراق مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية الثلاثاء.
وأكد البيان أن بلينكن دعا الحكومة العراقية إلى “حماية الطواقم الأمريكية” في العراق.
ونقل البيان عن بلينكن قوله “من المهم ألا ينجر العراق إلى صراع إقليمي”.
وأضاف “يجب على العراق أن يمارس سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مأذون بها من أراضيه”.
وذكر فؤاد حسين “نحن بحاجة إلى هدوء أمني وعسكري بالداخل العراقي لأن أي تحركات وهجوم من الداخل العراقي على إسرائيل ستؤدي إلى مشاكل، ونحن على اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية والأصدقاء من أجل دفع النار عن العراق”.
وأوضح “علاقاتنا جيدة مع كل من واشنطن وطهران ونعمل على التهدئة ونقل الأفكار والعمل على عدم حصول هجوم ضد إيران ونحن قلقون جدا من توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط”.
يأتي ذلك في وقت ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن الولايات المتحدة حذرت حكومة السوداني من السماح لإيران باستخدام الأراضي العراقية في شن هجمات، أو تكليف عناصرها من الميليشيات الولائية بتنفيذ تلك الهجمات.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع هجوما إيرانيا من أراضيها، فقد تواجه هجوما إسرائيليا على أراضيها”.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنطوني بلينكن ضغطا على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لوقف هجمات الميليشيات الولائية ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا وهجماتها ضد إسرائيل، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة”.
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن خلاصة رسالة إدارة بايدن إلى رئيس الوزراء العراقي كانت “إذا لم تفعل، فلن نتمكن من منع إسرائيل من ضرب العراق”.
وسبق أن أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق، ديفيد شينكر، أن “إسرائيل” ستستهدف الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وأن ذلك مسألة وقت فقط، على حد قوله.
في غضون ذلك قال المجلس الوزاري للأمن الوطني بأن “ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلّا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه”.
وأكدت على أن أراضيها لن تُستخدم “لتنفيذ هجمات أو ردود” في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة حيث تهدد إيران بالرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفتها.
وتسعى حكومة الإطار التنسيقي التي وصلت إلى السلطة بدعم أحزاب موالية لإيران، إلى تحقيق توازن دقيق ما بين إيران والولايات المتحدة في سياسة التخادم داخل العراق.
وينتشر جنود أميركيون في العراق في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” لا يمكن انهاء النفوذ الإيراني في المنطقة من دون اقتلاع ميليشياتها في العراق أولا.
وذكرت الصحيفة في تقرير كتبه ماكس بوت الزميل في مجلس العلاقات الخارجية “يتزايد الأمل، على الأقل في بعض الأوساط، في أن تتمكن إسرائيل في نهاية المطاف من هزيمة إيران، وكما قال رئيس سابق للموساد مؤخرا، إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.
وأضاف الكاتب تمارس إيران نفوذها على لبنان عبر حزب الله وعلى اليمن عبر الحوثيين، فإن طهران تفرض هيمنتها على العراق من خلال دعم مجموعة من الميليشيات المتطرفة. وأبرزها ميليشيا بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. ورغم التنافس بينهما، فإنهما يعملان معًا أيضًا تحت مظلة قوات الحشد الشعبي ــ وهي جهاز أمني تموله الدولة ويخضع فعليًا لقادة إيرانيين وليس عراقيين. وفي عام 2023، كان لدى قوات الحشد الشعبي ما يقدر بنحو 200 ألف مقاتل وميزانية قدرها 2.6 مليار دولار.
واكد تقرير صحيفة “واشنطن بوست” على إن قوات الحشد الشعبي قوية بحيث لا تستطيع أجهزة الأمن العراقية تحديها، ويمكنها الاستفادة بشكل مباشر من عائدات النفط الحكومية. لدرجة أنها أنشأت تكتلاً، على غرار الشركة القابضة للحرس الثوري الإيراني لتمويل عملياتها بأنشطة تجارية مثل الزراعة، واستيراد المركبات، وتصنيع المنسوجات، ومسالخ الحيوانات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى