مسلمون أمريكيون: دعم الحزب الديمقراطي لحرب الإبادة في غزة كلفهم خسارة الانتخابات
ممثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ولاية مينيسوتا حسين جيلاني مخاطبا الديمقراطيين: خسرتم الانتخابات بالفعل، وليس لديكم ما تخسرونه الآن. افعلوا شيئا ملموسا لوقف إطلاق النار في غزة. لا يمكن أن تنتصر الإبادة الجماعية في صناديق الاقتراع.
واشنطن- قال قادة المجتمع المدني المسلم بالولايات المتحدة إن دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ “إسرائيل” في الإبادة الجماعية الوحشية التي تشنها على غزة منذ أكثر من عام كلَّف الديمقراطيين خسارة الانتخابات الرئاسية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده القادة، الخميس، في مبنى الصحافة الوطنية في العاصمة واشنطن لتقييم نتائج الانتخابات التي فاز فيها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وفي كلمته، أوضح ممثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ولاية مينيسوتا حسين جيلاني، أنه على الرغم من دعمهم الحزب الديمقراطي لسنوات عديدة، إلا أن إدارة بايدن-هاريس ظلت صامتة في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة.
وشدد جيلاني على أن إدارة الديمقراطيين دعمت الإبادة الجماعية من خلال إرسال الأسلحة لإسرائيل، وأنها ستُذكر بهذه “الوصمة التاريخية”.
وأضاف مخاطبا الديمقراطيين “خسرتم الانتخابات بالفعل، وليس لديكم ما تخسرونه الآن. افعلوا شيئا ملموسا لوقف إطلاق النار في غزة. لا يمكن أن تنتصر الإبادة الجماعية في صناديق الاقتراع”.
في وقت دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى منح أولوية للوفاء بوعده خلال حملته الانتخابية بالسعي لتحقيق السلام في الخارج، بما في ذلك إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وطلب مدير المجلس نهاد عوض في بيان، من مسؤولي الحزب الديمقراطي استخلاص درس من فقدان نائبة الرئيس، المرشحة كامالا هاريس الدعم بين المسلمين وغيرهم من الناخبين الذين يعارضون الإبادة الجماعية في غزة.
وقال “ننتظر من جميع المسؤولين المنتخبين أن يتعاملوا بصدق مع المخاوف الملحة للناخبين المسلمين، وهذا يشمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب”.
وأشار إلى أن ترامب وعد بإيقاف نزيف الدماء في غزة، مضيفًا “على ترامب أن يفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بالسعي لتحقيق السلام في الخارج، بما في ذلك إنهاء الحرب في غزة، ولكن هذا السلام يجب أن يكون حقيقياً قائم على العدالة والحرية ودولة للشعب الفلسطيني”.
وكان ترامب قال في كلمة بولاية ميشيغان التي تقطنها جالية مسلمة وعربية كبيرة إن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس “قادت حملتها رفقة ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني (ليز تشيني) الذي دمر الشرق الأوسط تقريبًا”.
وأضاف “إذا فازت كامالا سيكون الموت والدمار فقط. أنا مرشح السلام”.
وتحتضن ديربورن بولاية ميشيغان المتحف العربي الأمريكي الوطني وأكبر مسجد في أمريكا الشمالية، وينحدر نحو 54.5 بالمئة من سكانها من منطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، وفقًا لإحصاءات التعداد السكاني لعام 2020.
كما تعتبر ديربورن أول مدينة أمريكية تعلن أول أيام عيد الفطر الرسمي عطلة رسمية بقرار اتخذته رئاسة البلدية في نيسان 2023.
واضطر الناخبون إلى اتخاذ قرارات صعبة أو الامتناع عن التصويت نظرًا للكارثة الإنسانية في غزة والانتقادات الشديدة للسياسات الأمريكية.
وينظر الفلسطينيون في قطاع غزة بحذر شديد إلى فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تتفاوت آراؤهم بين الأمل الحذر في أن تشهد ولايته تغييرات إيجابية، والإحباط من احتمال استمرار السياسات الأمريكية الداعمة للإبادة الإسرائيلية في القطاع المستمرة منذ أكثر من عام.
بينما تتزايد مطالب سكان غزة بضرورة إنهاء الإبادة الإسرائيلية على القطاع وتحسين أوضاعهم المعيشية، يشعرون أنهم قد يكونون خارج حسابات السياسة الأمريكية، ما لم تتخذ الإدارة الجديدة خطوات حقيقية لإنهائها وتحقيق تحسن ملموس بالظروف الإنسانية.
كما أكد متحدثون آخرون أن أصوات المسلمين الأمريكيين ليست “مقيدة” بأي حزب، وأن هذه الأصوات كان لها تأثير كبير على نتائج انتخابات الخامس من تشرين الثاني.
وأكد ريكس نازاركو أحد ممثلي الجالية الإسلامية في ميشيغان، أن الناخبين المسلمين الأمريكيين أثروا بصورة مباشرة في نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقال نازاركو “لقد شكك الناس فينا، لكننا ظهرنا. وكانت الأضواء مسلطة علينا فيما يتعلق بتأثير المسلمين الأمريكيين في هذه الانتخابات، وقد فعلنا ما قلناه”.
وذكر أنهم سيتابعون عن كثب الخطوات التي ستتخذها إدارة ترامب لتحديد ما إذا كانت ستوقف الإبادة الجماعية في غزة.
وأوضح أن الكثير من المسلمين الأمريكيين أبدوا موقفهم بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات، وظهر موقفهم بوضوح لا سيما في ولايات مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا.
وأكد أنهم لا يقبلون تحويل الولايات المتحدة مليارات الدولارات إلى إسرائيل، في ظل مشاكل كثيرة في داخلها.
كما ذكر الإمام توم فاشين، ممثل معهد يقين للبحوث الإسلامية العامل في منطقة بنسلفانيا، أنهم بصفتهم مسلمين أمريكيين حذروا إدارة بايدن منذ زمن طويل، لكن كلامهم لم يؤخذ بعين الاعتبار.
وأردف فاشين “قلنا لهم (الديمقراطيين) إذا واصلتم دعم إسرائيل دون قيد أو شرط بهذه الطريقة، فسوف نعاقبكم في صناديق الاقتراع في نوفمبر، وقلنا لهم سوف تخسرون، وفعلنا بالضبط ما قلناه”.
وبعد تجاوزه 270 صوتا اللازمة للفوز، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن ترامب أصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة بفوزه بواقع 277 صوتا في المجمع الانتخابي، مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ومن المقرر أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية في العشرين من كانون الثاني 2025، ليبدأ رسميا مهامه الرئاسية.