“هيومن رايتس ووتش” “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب ضد الإنسانية بسبب النزوح القسري في غزة
المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تؤكد على أن التهجير المنظم والعنيف الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة، تم التخطيط له بأن يكون دائما في المناطق العازلة والممرات الأمنية، وهو إجراء يرقى إلى التطهير العرقي.
القدس– قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير الخميس إن السلطات الإسرائيلية تسببت في نزوح قسري للشعب الفلسطيني في غزة إلى حد يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وهذا التقرير هو الأحدث في سلسلة من التقارير الصادرة عن منظمات الإغاثة والهيئات الدولية التي تحذر من الوضع الإنساني المتردي في القطاع المحاصر.
وجاء في التقرير أن “هيومن رايتس ووتش وجدت أن التهجير القسري واسع النطاق، وأن الأدلة تشير إلى أنه منهجي وجزء من سياسة الدولة.
وتشكل مثل هذه الأفعال أيضا جرائم ضد الإنسانية”.
ويحظر قانون النزاعات المسلحة التهجير القسري للسكان المدنيين من الأراضي المحتلة، ما لم يكن ذلك ضروريا لأمن المدنيين أو لأسباب عسكرية ملحة.
وفي الشهر الماضي، أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من الأشخاص بالنزوح من مناطق في شمال القطاع.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش “من المرجح أن يكون التهجير المنظم والعنيف الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة… مخططا له بأن يكون دائما في المناطق العازلة والممرات الأمنية”، وهو إجراء وصفته المنظمة بأنه يرقى إلى “التطهير العرقي”.
وبحسب الباحثة في المنظمة نادية هاردمان، فإن نتائج التقرير تستند إلى مقابلات مع نازحين من غزة وصور الأقمار الاصطناعية والتقارير العامة التي قدمت حتى آب 2024.
وأضافت “يتعيّن على إسرائيل أن تثبت في كل حالة أن نزوح المدنيين هو الخيار الوحيد” وذلك للامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني.
وقال المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” أحمد بن شمسي “هذا الإجراء يحوّل أجزاء كبيرة من غزة إلى مناطق غير صالحة للسكن بشكل منهجي… وفي بعض الحالات بشكل دائم، وهو ما يرقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
وأشار التقرير إلى محور فيلادلفيا الذي يمتدّ على طول الحدود مع مصر ومحور نتساريم الذي يقطع غزة بين الشرق والغرب والمناطق فيهما التي “دمّرها الجيش الإسرائيلي ووسّعها وأزالها” لإنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية.
وقالت هاردمان إن القوات الإسرائيلية حوّلت محور نتساريم بين مدينة غزة وواديها إلى منطقة عازلة بعرض أربعة كيلومترات خالية في الغالب من المباني.
ولم يأت التقرير على ذكر التطورات التي وقعت في الحرب منذ آب، لا سيما العملية العسكرية الإسرائيلية المكثفة في شمال قطاع غزة والتي بدأت مطلع تشرين الأول.
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لويز ووتريدج لوكالة الصحافة الفرنسية إن العملية العسكرية في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
ورأى تقرير “هيومن رايتس ووتش” أن “تصرفات السلطات الإسرائيلية في غزة هي تصرفات مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإخراج الفلسطينيين أو مجموعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق داخل غزة بوسائل عنيفة”.
وأشار التقرير إلى الطبيعة المنظمة للنزوح ونية القوات الإسرائيلية ضمان “بقاء المناطق المتضررة بشكل دائم… تمّ تفريغ غزة من سكانها وتطهيرها من الفلسطينيين”.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص من أصل 2.4 مليون نسمة منذ تشرين الأول 2024.
وفي أيلول الماضي حذر المفوض العام لوكالة “الأونروا” الأممية فيليب لازاريني من ضياع مستقبل جيل كامل من الأطفال بسبب تعذر تلقيهم حقهم في التعليم.
ولأكثر من مرة حذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأممية من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال سواء الذين قتلوا أو جرحوا أو يتّموا أو تعرضوا لانتهاكات مختلفة من اعتقال وتجويع وتعطيش.
كما قالت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليزا دوتن في التاسع من تشرين الأول الماضي، إن 10 أطفال يفقدون بشكل يومي إحدى الساقين أو كليهما، جراء القصف الإسرائيلي.
وتابعت “أصبحت غزة موطنا لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث”.