أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

عراقيون يستهجنون إعادة تأهيل رومانوسكي للمالكي في العودة إلى رئاسة الحكومة

نوري المالكي يبعث برسالة "إنصياع" للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مؤكدا على أهمية العمل معه وتطوير اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن.

بغداد- الرافدين
تساءل مراقبون سياسيون عن الدوافع الحقيقية وراء إضفاء السفيرة الأمريكية في العراق الينا رومانوسكي، المزيد من “الشرعية السياسية” على رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أثر اللقاء الذي جمعهما يوم الأحد السابع عشر من تشرين الثاني.
وقالوا إن رومانوسكي تبعث برسالة “سياسية لا أخلاقية” للعراقيين عندما توحي بلقاء المالكي على أن أنه مقبول أمريكيا لدورة رئاسية جديدة، متناسية عن عمد أن محن العراقيين لم تنته بعد خلال رئاسته للحكومة على مدار دورتين.
وأشاروا إلى أن اعلان المقابلة بأنها لمناقشة الوضع الإقليمي في المنطقة وخصوصا ما يتعلق بحرب غزة ولبنان، يثير الاستهجان السياسي، فالمالكي شخص مرفوض من قبل دول المنطقة إلا من إيران، وليس هناك دولة ترحب بعودته إلى رئاسة الحكومة باستثناء إيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان المالكي قد استقبل سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق الينا رومانوسكي، تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، والمساعي الرامية لإيقاف العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان، وفق بيان صادر عن مكتب المالكي.
وبعث المالكي برسالة يصفها مراقبون بـ “انصياع لإدارة ترامب الجديدة” مؤكدا على “أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطويرها بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي لا سيما بعد أن أفرزت الانتخابات الأمريكية إدارة جديدة”،
من جانبها جددت السفيرة الأمريكية، “دعم بلادها لاستقرار العراق”، مؤكدة “الاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية للعراقيين ضمن اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين”.
ويأتي لقاء رومانوسكي مع المالكي بعد أيام من اعتراف الأخير بفشل وضعف العملية السياسية في العراق محذرا من محاولات اختراقها وتفجير ازمات داخلية تستهدف الحكومة.
وحرض المالكي في خطاب له على شن حملات اعتقال بدعوى ملاحقة خلايا حزب البعث المحظور، عادا إياه بأنه إجراء استباقي لحماية ما سماها الأوضاع الداخلية في العراق من التطورات الاقليمية والتي من الممكن أن تلقي بظلها على الأمن والاستقرار السياسي في البلاد.
ودعا المالكي إلى تركيز والاهتمام بالحشد الشعبي ودعمه، مطالبا بعدم تغييب العراق عن آفاق الصراع وتحدياته.
ويجمع عراقيون على أن السفيرة الأمريكية تبعث برسائل لا أخلاقية للشعب العراقي وهي تمارس التخادم مع أحزاب وميليشيات إيران في العراق، لإبقاء الوضع على ما هو عليه وتقديم المالكي من جديد بعد كل جرائم الفساد والقتل التي ارتكبها تحت أعين القوات الأمريكية.
وعزا مراقبون سياسيون زيارة رومانوسكي إلى المالكي، إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك أن الصراع على أشده بين الأخير مع رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني على رئاسة الحكومة الجديدة بعد انتهاء ولاية السوداني. محذرين من إعادة تأهيل المالكي من جديد لمنحه رئاسة الحكومة.
وقالوا إن تجربة الثماني سنوات في رئاسة الحكومة كشفت للعالم الطبيعة الطائفية للمالكي وأنه فاسد للغاية ويفتقر بشكل فاضح إلى الكفاءة.


كرم نعمة: مشكلة نوري المالكي أنه لا يرى نفسه نفاية طائفية، وتلك معضلة أخلاقية قبل أن تكون سياسية ألا يرى حقيقة نفسه إلا حين يبدأ العراقيون في جمع النفايات عند استعادة وطنهم المخطوف

ولا يختلف غالبية المحللين السياسيين على أن المالكي أحد كبار مسببي المأزق السياسي المستمر في العراق بعد أن قضى أربع سنوات في رئاسة الحكومة تعد من أحلك ما مر على العراق في التاريخ المعاصر من عمليات سرقة الدولة والقتل على الهوية.
ونصح، مراقبون عراقيون السفيرة الأمريكية بالعودة إلى برقية زميلها السفير الأمريكي السابق في العراق رايان كروكر في تحليليه لشخصية المالكي، التي سبق أن كشفت عنها وثائق ويكليكس.
ووصف كروكر في البرقية، المالكي، بالمريض نفسيًا بالارتياب من كلّ شيء، يتوجّس من ردم الفجوة بين سنّة وشيعة وأكراد العراق، فراح يضرب بشكل عشوائي، فأصاب الجميع.
وكتب ما يجري في المنطقة الخضراء بأن الولايات المتحدة تراقب “الدراما عالية الإيقاع” و”الكوميديا الساذجة” التي يديرها المالكي.
وأضاف في برقية كشفتها وثائق ويكليكس “أسوأ من ذلك، أنّ المالكي أنشأ جيشه الخاص، مع محقّقين تابعين له، وسجون سرّية، يزجّ فيها المعتقلين السُّنّة. وكلّ هذه التجاوزات، مع أنّه يرأس ائتلاف دولة القانون في البرلمان، تدلّ على البارانويا التي يعاني منها المالكي”.
وخلص السفير الأمريكي السابق إلى أن المالكي فقَد اتّزانه العقليّ في خريف العمر.
ويرى الكاتب العراقي كرم نعمة أن نوري المالكي سيوصف بأنه أكثر السياسيين الذين قضوا حياتهم في أن يكونوا جامعي وصفات تدمير العراق، وكان يوقّت توزيع تلك الوصفات كلما انتابه شعور بالهامشية، يريد أن يكون في المتن ويمنح نفسه الحق كعقل قبوري في أن يكون حاضرًا في تاريخ عمره أكثر من ألف سنة.
وكتب “يتحدث المالكي مثل أي ذهنية طائفية بوصفه شاهد عيان على ذلك التاريخ ليحدد وفقه مفهوم الوطنية العراقية كما حدث في تصريحه الأخير. المعضلة الأقبح من كلام المالكي عن وطنية العراقيين المقترنة بوجوب تأييد العملية السياسية، هناك من يُعبّر عن دهشته بهذا الكلام ولا يكتفي بمجرد الاستماع إليه كتعبير عن الازدراء.”
وأضاف “مشكلة نوري المالكي أنه لا يرى نفسه نفاية طائفية، وتلك معضلة أخلاقية قبل أن تكون سياسية ألا يرى حقيقة نفسه إلا حين يبدأ العراقيون في جمع النفايات عند استعادة وطنهم المخطوف”.
ويعدّ المالكي واحدًا من أكثر سياسيي المشهد العراقي الذين يعانون من الازدراء الشعبي، بينما ينظر إليه نشطاء ثورة تشرين بوصفه أكبر “تفاهة سياسية” في تاريخ العراق المعاصر.
ولا يكتفي المالكي بكونه أب الطائفية الأول وقائد عمليات القتل على الهوية في العراق إبان رئاسته للوزراء على مدار ثمانية أعوام، بل أنه وبعد التسريبات الصوتية على لسانه صار في نظر العراقيين والعالم مصدر الابتذال اللغوي والسلوكي والطائفي إلى حد غير مسبوق.
ويتهم العراقيون المالكي وحزب الدعوة الذي يرأسه بسرقة أموال العراق. ولا يزال الجزء الأكبر من ماكينة الفساد يُدار من قبلهما.
وقاد المالكي من أجل التمسك بالسلطة حربًا طائفية، ولم يتوان عن الدخول في حرب شيعية – شيعية بمجرد الاختلاف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على توزيع الحصص والمغانم الحكومية، وهي جزء من فلسفة الحكم التي تبناها وحظي بالدعم الأمريكي الإيراني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى