أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

حرائق القمامة تلوث الهواء وتخنق أهالي محافظة بابل

تقرير تلفزيوني لوكالة "رويترز" يصور الدخان المتصاعد من موقع نفايات تحترق في محافظة بابل مما يمنع الأهالي من الخروج من منازلهم بسبب تلوث الهواء.

بابل- الرافدين
يعاني السكان، الذين يعيشون بجوار مكب نفايات في محافظة بابل العراقية، من مضاعفات صحية بسبب تلوث الهواء الناجم عن حرق القمامة.
ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من الموقع مما يمنع هؤلاء السكان من الخروج من منازلهم بسبب تلوث الهواء.
ونقل تقرير تلفزيوني لوكالة “رويترز” للأنباء شهادات من أهالي المحافظة يكشفون فيها كيف تحولت مدينتهم التاريخية إلى مجرد مكب للنفايات وحرقها بسبب الإهمال والفساد الحكومي.
وقال طارق ضاري، وهو واحد من السكان “دخان، دخان، غالقين أبوابنا وما نطلع، واللي يطلع يروح يتسوق ويرجع، حاليا الجو صافي، بعد شوية العصرية تحترق النفايات وتسبب أمراض”.
وتعرض السكان لهذا الدخان يسبب لهم مضاعفات صحية.
وقالت إيمان تركي، التي تخضع للعلاج الكيميائي “أنا وين أمشي؟ لا أمشي ولا أطلع، الباب مسدود وحتى الشباك أسده، البارحة اختنقت وأخذوني للطبيب من الظهر ما جيت غير العصر بسبب صدري وأنا آخد علاج وآخد علاج كيماوي، والمنطقة مليئة بالنفايات”.
وأضاف ضاري “كل المنطقة هي مريضة ما تدري بنفسها وشنو الوضع إيه، تمشي العالم (إلى أعمالها) ما تعرف إيش بها وما بها، وزبالة ونفايات ومنطقة هي شبه معدومة، ما حدا يوصلها لمسؤول بالدولة، (ما حدا) يدق بابها، يلتقي بيهم (السكان) يشوف احتياجاتهم”.
ويقول المسؤولون إن الموقع يستهدفه العاملون في إزالة النفايات الذين يبحثون في القمامة عن مواد يمكن بيعها ثم يشعلون فيها النار.
وأضافوا أن هناك خططا لإعادة تطوير المنطقة.
وقال مكي الشمري مدير شعبة البيئة في المحافظة “هذا الموقع أصبح مكرهة بيئية، ليس موقع طمر صحي لأنه امتلئ ويتعرض في أغلب الأحيان إلى الحرق من قبل النباشة أو غيرهم لأنهم يأخذون من عنده مواد ويسقطون (يحرقون) المنطقة إللي يخذوها، ووجهنا إلى بلدية (مدينة) الحلة لمتابعة هذا الموضوع”.
وأضاف “نظام عمل موقع الطمر الصحي إنه تلقى فيه النفايات بعدها يتم دفنها ولازم بمجموعة من الأنابيب تسحب الغازات الموجودة لأن هو إللي يولد غاز الميثان وكثير من الغازات الأخرى في حالة احتراق الموقع وبتدري أكثرها مواد هي بها مواد بلاستيكية، مواد كارتون، كل هاي مؤثرة على صحة الإنسان، ومؤثرة على البيئة بصورة عامة، لذلك إحنا طالبنا بأن يتغير هذا الموقع إلى موقع جديد، موقع نظامي، موقع صحيح يليق بمحافظة بابل”.
وسبق أن أظهرت لقطات وصفت بالصادمة حجم التلوث البيئي الخطير الذي يهدد حياة أكثر من 15 ألف شخص في مدينة القاسم بمحافظة بابل.
وتداول ناشطون ووسائل اعلام مقاطع مصورة لعمليات حرق النفايات في المطامر العشوائية وما ينجم عنه من تصاعد ابخرة سامة، كما أظهرت لقطات تراكم النفايات في النهر الذي يمر عبر ثلاث مناطق مأهولة بالسكان في مدينة القاسم حيث لم تجرِ عليه أعمال التنظيف أو الري منذ سنوات

بابل تتحول إلى مكب نفايات
ويعود هذا التدهور الملحوظ في نوعية المياه، إلى التلوث الصناعي والصرف الصحي غير المعالج، إلى جانب نقص الإمدادات المائية بسبب التغيرات المناخية، حيث يُعد التلوث أحد أبرز التحديات التي تواجه العراق حالياً،
وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتنمية غلام إسحاق، أن 90 بالمائة من مياه نهري دجلة والفرات سطحية ملوثة.
وكشفت وزارة البيئة، عن رفع 10 آلاف طن من النفايات في العاصمة بغداد يوميًا وحدها من دون أن تكشف إحصائية لكمية النفايات في المحافظات الأخرى.
وقالت وزارة البيئة ان عددًا من المواطنين، يقومون بنبش تلك النفايات واتخاذها كوسيلة للعيش، مما يدفع امانة بغداد إلى حرقها بصورة يومية لتقليل المساحة ويعتبر هذا الاجراء خاطئ فضلًا عن أن عمليات الحرق تكون بالنفط الأسود الذي يخلف غازات كبريتية يتحسسها الإنسان.
ولفتت إلى أن المشاكل الأمنية والمالية عرقلت إدارة النفايات الصلبة وتحسين الوضع البيئي ما جعل هذا الموضوع يكبر من خلال انتشار المطامر العشوائية وغير الصحية وامتدادها الى محاور بغداد مثل معسكر الرشيد النهروان.
وحل العراق بالمراتب الأخيرة عربيًا وعالميًا في مؤشر الأداء البيئي عن قائمة “الدول الأكثر والأقل نظافة” لعام 2024 في وقت تتعدد فيه مسببات التلوث البيئي والتي برز من بينها مؤخرًا النفايات الطبية والمخاطر المترتبة على الطرق البدائية لإتلافها.
وجاء العراق بالمرتبة 172 من أصل 180 دولة عالميًا في مؤشر الأداء البيئي، فيما جاء بالمرتبة الأخيرة عربيًا، حيث بلغت عدد نقاطه 30.4 من أصل 100 نقطة وسط تحذيرات من تبعات خطيرة للتلوث الذي باتت النفايات الطبية واحدة من أسبابه.
ويقدم مؤشر الأداء البيئي ملخصًا لحالة الاستدامة في جميع أنحاء العالم، باستخدام 58 مؤشرًا للأداء عبر 11 فئة من القضايا، يصنف مؤشر الأداء البيئي 180 دولة على أساس أداء تغير المناخ والصحة البيئية وحيوية النظام البيئي، ومدى اقتراب البلدان من أهداف السياسة البيئية المعمول بها.
ولم يتفوق العراق سوى على مدغشقر، إرتيريا، بنغلادش، الهند، ميانمار، لاوس، باكستان، وفيتنام التي جاءت بالمرتبة الأخيرة وبلغت نقاطها 24 نقطة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى