واشنطن ولندن وباريس تطالب السوداني بتسمية الميليشيات الولائية لمنع توجيه ضربة للعراق
أطراف غربية لم تعد تقتنع برد العراق بشأن انطلاق الهجمات بالطيران المسيّر من داخل سوريا، وتعتبر أن ذلك غير مهم على اعتبار أن الميليشيات عراقية ومقراتها داخل العراق، وتدعو حكومة السوداني إلى لعب دور أكبر في الضغط على الفصائل لمنع الهجمات التي تنفذها سواء من سوريا أو داخل العراق.
بغداد- الرافدين
طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بممارسة سلطته وتسمية الميليشيات الولائية التي تتخذ من إيران مرجعا لسلوكها العسكري.
وأكدت هذه الدول على رفضها توجيه ضربة للعراق من قبل “إسرائيل” لكنها أيضا طالب السوداني بممارسة سلطته بـ”شجاعة” وتسمية الميليشيات الخارجة عن سلطته وعدم الاكتفاء بمهادنتها.
وجاء ردود الدول الثلاثة إثر مطالبات من وزارة الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بممارسة ضغوطا على إسرائيل تحول دون توجيه ضربة للعراق.
يأتي ذلك في وقت ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن الولايات المتحدة حذرت حكومة السوداني من السماح لإيران باستخدام الأراضي العراقية في شن هجمات، أو تكليف عناصرها من الميليشيات الولائية بتنفيذ تلك الهجمات.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع هجوما إيرانيا من أراضيها، فقد تواجه هجوما إسرائيليا على أراضيها”.
ولفت مصدر في وزارة الخارجية العراقية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، من بين الدول التي تعارض أي عدوان إسرائيلي على العراق، لكنها في الوقت ذاته تضغط لوقف هجمات الفصائل المرتبطة بإيران على إسرائيل بالطيران المسيّر، وهو ما ينفيه العراق، ويؤكد أنها تتم من داخل الأراضي السورية، وليس من أي مكان بالجغرافية العراقية.
وتشن ميليشيات ولائية مسلحة في العراق هجمات، لا سيما بطائرات مسيّرة، على أهداف في إسرائيل، وفق تعليمات إيرانية تهدف إلى مشاغلة إسرائيل وتجنيب إيران أي ضربة.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية بالعراق إن أطرافا غربية لم تعد تقتنع برد العراق بشأن انطلاق الهجمات بالطيران المسيّر من داخل سوريا، وتعتبر أن ذلك غير مهم على اعتبار أن الفصائل عراقية ومقراتها داخل العراق، وتدعوه إلى لعب دور أكبر في الضغط على الفصائل لمنع الهجمات التي تنفذها سواء من سوريا أو داخل العراق.
وكشف المسؤول في تصريحات نقلتها صحيفة “العربي الجديد” عن تحرك عراقي تجاه دولة عربية تمتلك علاقات وثيقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لمنع أي عدوان، والتحذير أيضا من انفلات الأمور وعدم السيطرة عليها، ما قد يجر إلى توسيع حرب أكبر بالمنطقة في حال أقدم الكيان على هذه الخطوة.
ويأتي ذلك بعد اعترف وزير الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي فؤاد حسين، بأن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “أقنع” وليس “أمر” زعماء الميليشيات المسلحة بعدم تهديد وضع الحكومة في دخول حرب لا تستطيع تحمل تكلفتها.
واستخدم وزير الخارجية مفردة “أقنع” في دلالة واضحة على افتقار السوداني “القائد العام للقوات المسلحة” السلطة الأمرة على الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي الذي يقع تحت سلطته.
وقال وزير الخارجية في مقابلة مع محطة تلفزيون “زاكروس الكردية “أن زعماء الميليشيات ملتزمون بالاتفاق مع رئيس الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على العراق وأن زعماء الفصائل أعطوا وعدا لرئيس الحكومة بأن لا يتحركوا في مجال يؤدي إلى رد فعل قوي على العراق”.
ودخل السوداني في مأزق أن يتلقى العراق ضربة إسرائيلية تستهدف الميليشيات الولائية الخارجة عن سيطرته بالأساس والتي ترفض أخذ أوامرها إلا من فيلق القدس الإيراني، وبين أن يزعم أن حكومته مصدر القرار العسكري والسياسي في البلاد وأن الميليشيات تخضع لسلطته.
ويكشف المأزق خشية السوداني على بقاء حكومته بمجرد اختلال الأوضاع في العراق، خصوصا إذا كانت الضربة الإسرائيلية المرجحة تستهدف عدة مقرات ومعسكرات لميليشيات منضوية في الحشد الشعبي.
وحذر السوداني من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل “ذريعة وحجة” للاعتداء على بلاده.
ولم يكشف فؤاد حسين أن كان السوداني أم مصدر قرار الميليشيات الصادر من الحرس الثوري الإيراني هو من أقنع هؤلاء الزعماء أم جاء الأمر بتأثير إيراني.
ويعلن زعماء ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي علانية بأن ولائهم ومصدر قرارهم الحرس الثوري الإيراني.
وقال وزير الخارجية “أن الجانب الأمريكي أبلغنا بضرورة السيطرة على الداخل العراقي وإبعاد البلاد عن الحرب، كما أن الجانب الأمريكي لعب دورا في عدم تعرض العراق لضربات إسرائيلية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد بحث الأوضاع في العراق مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.
وأكد البيان أن بلينكن دعا الحكومة العراقية إلى “حماية الطواقم الأمريكية” في العراق.
ونقل البيان عن بلينكن قوله “من المهم ألا ينجر العراق إلى صراع إقليمي”.
وأضاف “يجب على العراق أن يمارس سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مأذون بها من أراضيه”.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بعد هجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مرتبطة بإيران “يبدو واضحًا أن إيران لا تحترم السيادة العراقية”.