هيجسيث الذي اختاره ترامب لوزارة الدفاع متورط بالدفاع عن جنود قتلوا معتقلين عراقيين في سامراء
جنود أمريكيون ضمن فرقة بيت هيجسيث الذي عين وزيرا للدفاع في إدارة دونالد ترامب يقرون بأنهم أطلقوا سراح عراقيين معتقلين وقتلوهم ظهرا بمدينة سامراء عام 2006.
بغداد- الرافدين
كشف تحقيق لصحيفة “واشنطن بوست” أن بيت هيجسيث الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، متورط بالدفاع عن جرائم قتل في مدينة سامراء أثناء احتلال العراق عام 2003 من قبل القوات الأمريكية.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسع أن هيجسيث كان ضمن فرقة عمليات مطاردة مشتبه بهم، وأبلغ الجنود الأمريكيون المشاركون في تلك المطاردة قادتهم بأنهم قتلوا للتو ثلاثة معتقلين زعموا “إنهم تحرروا من قيودهم وهاجموهم”.
وكان الجنود يواجهون في مدينة سامراء، التي تقع شمال غرب العاصمة بغداد، حركة مقاومة عراقية لقوات الاحتلال.
وأدى مقتل المعتقلين العراقيين في التاسع من أيار 2006 إلى إجراء تحقيق عسكري أمريكي موسع ومحاكمة عسكرية، وإدانة اثنين من الجنود بارتكاب جرائم قتل، وتوبيخ العقيد مايكل ستيل، قائد القوات، وهو ما أنهى مسيرته المهنية. بينما أصر هيجسيث بالدفاع عن القتلة من رفاقه الجنود.
وفي النهاية، أقر أولئك الذين ثبتت إدانتهم تحت القسم بأنهم كذبوا بشأن هروب المعتقلين، وبدلاً من ذلك أطلقوا سراحهم وأطلقوا النار عليهم في الظهر أثناء فرارهم.
وقال العقيد ستيل في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” “لقد ترك كل شخص شارك في هذه الجريمة بصمة لا تمحى في حياته”. ونسب جرائم القتل إلى “رجال قرروا أن يصبحوا مارقين”.
واكتسبت القضية أهمية جديدة مع اختيار ترامب لبيت هيجسيث لمنصب وزير الدفاع.
وكان هيجسيث ملازمًا يبلغ من العمر 26 عامًا في الحرس الوطني للجيش عندما انضم إلى تلك الوحدة، فريق اللواء القتالي الثالث للفرقة المحمولة جواً 101، في صيف عام 2005 قبل نشرها مباشرة.
وعلى الرغم من أنه لم يكن حاضرًا أثناء جرائم القتل ولم يكن له دور فيها، إلا أنه كان شرسا في الدفاع عن الجنود المتورطين في عملية القتل.
وخلال التحقيقات، اعترف أولئك الذين ثبتت إدانتهم تحت القسم بأنهم كذبوا بشأن هروب المعتقلين، وبدلاً من ذلك أطلقوا سراحهم وفتحوا النار عليهم في الظهر أثناء فرارهم.
وعادت هذه القضية إلى الضوء بعد اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بيت هيجسيث وزير الدفاع في إدارته المقبلة.
ومع الإعلان عن ترشحه لقيادة وزارة الدفاع “البنتاغون” أثار هيجسيث الجدل بسبب خضوعه للتحقيق من قبل الشرطة في عام 2017 بتهمة الاعتداء الجنسي، لكن محاميه تيموثي بارلاتور قال إن اللقاء كان بالتراضي، وأن موكله لم يُتهم بالجريمة، رغم أنه دفع لاحقًا لتسوية الأمر مع المتهمة.
وبمرور الوقت، تبنى هيجسيث أيضًا نبرة شعبوية متزايدة في الدفاع عن القوات الأمريكية المتهمة بارتكاب جرائم حرب، بحجة أن الجيش فرض قيودًا غير معقولة على قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية قتال الجنود الأمريكيين.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة قولها إن ظهور هيجسيث في برنامج الأخبار “Fox & Friends Weekend” لفت انتباه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، مما أدى إلى مكالمات هاتفية بينهما.
وكان هيجسيث مهتما في تلك الفترة بشكل خاص بثلاث محاكمات لضباط وجنود بتهم ارتكاب جرائم حرب وهي محاكمة الضابطين كلينت لورانس وماتيو جولستين بتهمة القتل في أفغانستان، وضابط البحرية إدوارد غالاغر، الذي نجا من تهمة القتل لكنه خضع لعقوبة بسبب التقاطه صورة مع جثة مقاتل من تنظيم داعش في العراق.
وفي تشرين الثاني 2019، أصدر ترامب عفوا عن لورانس وجولستين، وأعاد رتبة غالاغر إلى وضعها السابق، رغم معارضة كبار المسؤولين في البنتاغون وهي القرارات التي دافع عنها هيجسيث بكل قوته.
وقال هيجسيث لمشاهدي “فوكس نيوز” إن الرئيس ترامب أظهر دعمه “للأشخاص الذين يتخذون قرارات مستحيلة في لحظات مستحيلة”.
ورفض هيجسيث الأدلة والشهادات التي تشير إلى انتهاكات للقانون العسكري قائلا “هذه ليست حالات ذهب فيها الناس إلى القرى بقصد قتل الأبرياء.. هذه قرارات اتخذت في جزء من الثانية” كما أعرب عن تعاطفه مع جولستين بشأن التحقيق الذي خاضه فريق اللواء القتالي الثالث.



