فصائل المعارضة السورية على مشارف مدينة حلب
المرصد السوري لحقوق الإنسان: القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية الخاضعة لسلطة النظام، إذا تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب النظام في المنطقة منذ خمس سنوات.
بيروت– أسفرت المعارك في شمال سوريا حيث تشن فصائل المعارضة السورية هجوما واسع النطاق ضد قوات النظام، عن مقتل 242 شخصا على الأقل منذ الأربعاء، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الهجوم هو الأكبر منذ آذار 2020 حين وافقت روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي شرد ملايين السوريين المعارضين لحكم نظام بشار الأسد.
وكان المرصد أفاد في حصيلة سابقة بمقتل حوالي 200 شخص.
وتعدّ هذه المعارك “الأعنف” في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف حلب، كبرى مدن شمال سوريا.
ووصل مقاتلو المعارضة السورية الجمعة إلى مشارف حلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن “القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية” الخاضعة لسلطة النظام مضيفا أنه “إذا تمكن المتمردون من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب النظام في المنطقة منذ خمس سنوات”.
وأوضح أن فصائل المعارضة “سيطروا الآن على نحو 50 بلدة وقرية” في محافظتي إدلب وحلب، لافتا إلى أنه “من الغريب أن نرى قوات النظام تتلقى ضربات قوية كهذه رغم الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة على شن هذه العملية”.
وقالت مصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا الخميس لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراض لأول مرة منذ سنوات.
وقال مصدر عسكري تابه للنظام إن فصائل المعارضة تقدموا وأصبحوا على مسافة عشرة كيلومترات تقريبا من مشارف مدينة حلب وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء اللتين بهما حضور قوي لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
كما هاجموا مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركز ميليشيات موالية لإيران.
وقال مصدران من جيش النظام إن طائرات روسية قصفت مناطق تم الاستيلاء عليها حديثا وبلدات مأهولة بالسكان في آخر جيب تسيطر عليه المعارضة.
وقالت منظمة الدفاع المدني السورية التي تديرها المعارضة والمعروفة باسم الخوذ البيضاء إن 16 مدنيا على الأقل قتلوا في بلدة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة حين قصفت طائرة روسية منطقة سكنية.
وقال سكان وشهود إن الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق أغلق نتيجة الاشتباكات.
وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء ردا على تصعيد ضربات القوات الجوية الروسية والسورية في الأسابيع الماضية على المدنيين في مناطق جنوب إدلب، واستباقا لأي هجمات من جانب جيش النظام الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.
وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصا، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.
وفي الوقت نفسه ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.
وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك.
وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري الذين يعملون رسميا كمستشارين، فالعدد الأكبر منهم من عناصر ميليشيات ولائية من أنحاء المنطقة.
وللميليشيات المسلحة الموالية لإيران وجود مكثف في ريف حلب.
وقالت مصادر أمنية تركية الخميس إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنت عملية محدودة في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسعت عمليتها بعد أن تخلت القوات الحكومية عن مواقعها.
وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019 بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.