أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

فصائل المعارضة السورية تدخل مدينة حلب بعد هجوم مباغت

المرصد السوري لحقوق الإنسان: سيطرت فصائل المعارضة السورية على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد، وأنّ قوات نظام بشار الأسد لم تبدِ مقاومة كبيرة.

حلب – دخلت فصائل المعارضة السورية مدينة حلب في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفصائل “دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية” لأكبر مدن الشمال السوري.
وأضاف أنّها سيطرت على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد، مشيرا إلى أنّ قوات النظام “لم تبدِ مقاومة كبيرة”.
وهي المرة الأولى تدخل فيها فصائل مسلحة الى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة في العام 2016.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في حلب عن وقوع اشتباكات بين الفصائل، وقوات النظام ومجموعات ميليشياوية مساندة لها.
كذلك، قال شاهدا عيان من المدينة إنهما شاهدا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة من الهلع.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفقا للمرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة تمر بها منطقة الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
ومع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفقا للمرصد السوري، في أكبر تقدّم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام.
وكان المرصد أفاد الخميس بأنّ مقاتلي المعارضة تمكّنوا من قطع الطريق الذي يصل بين حلب ودمشق.
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن مدينة حلب، قال سرمد البالغ من العمر 51 عاما “على مدار الساعة، نسمع أصوات صواريخ ورميات مدفعية وأحيانا أصوات طائرات”، مضيفا “نخشى أن تتكرر سيناريوهات الحرب وننزح مرة جديدة من منازلنا”.
وقال ناصر حمدو البالغ 36 عاما من غرب حلب في اتصال هاتفي “نتابع الأخبار على مدار الساعة، وقطع الطريق يثير قلقنا اقتصاديا لأننا نخشى ارتفاع اسعار المحروقات وفقدان بعض المواد”.
ووصلت تعزيزات من جيش النظام إلى حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتزامنا مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد السوري، أدّت إلى مقتل شخص.
بدوره، أعلن الجيش الروسي الجمعة أن قواته الجوية تقصف فصائل “متطرفة”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن “القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية، موضحا أنها “قضت” على 200 مسلح خلال الـ24 ساعة الماضية.
ودعت تركيا الجمعة إلى “وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلّحة في شمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة إكس إنّ الاشتباكات الأخيرة “أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية”.
ويعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
وفي العام 2015، تدخلت روسيا وميليشيات إيرانية وعراقية ولائية إلى جانب قوات النظام السوري، وتمكنت من قلب المشهد لصالح حليفها، بعدما خسر معظم مساحة البلاد.


قصف وحشي من قبل الطيران الروسي لمدينة حلب
وقدمت هذه الفصائل، وأبرزها حزب الله، دعما مباشرا للقوات السورية خلال الأعوام الماضية، ما أتاح لها استعادة السيطرة على معظم مناطق البلاد.
والجمعة، اعتبر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف أن الوضع في حلب “انتهاك لسيادة سوريا”. وأعرب عن دعم بلاده “للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري”.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان “على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب”، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.
في إدلب ، اعتبر رئيس “حكومة الإنقاذ” محمد البشير الخميس أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام “في الفترة السابقة على خطوط التماس وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين”.
وتسيطر فصائل معارضة على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة مقاتلين من فصائل عدة في مدينة الأتارب يتقدمون إلى مشارف مدينة حلب، في ظل انسحاب جيش النظام ودخول دبابات وآليات تابعة للفصائل المعارضة.
وقال مقاتل ملثّم لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية “أنا مهجر منذ خمس سنوات، والآن أشارك في المعارك، وإن شاء الله سنعيد أرضنا وبلدنا التي أخذها النظام المجرم، وندعو إخوتنا الشباب الجالسين في منازلهم للانضمام إلينا كي نعيد البلد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى