السيطرة الكاملة على إدلب وحلب تعزز تحشيد فصائل المعارضة السورية حول مدينة حماة
فصائل المعارضة المسلحة تقترب من مسافة 12 كيلومتراً من مدينة حماة، حيث تواصل اشتباكاتها المتقطعة مع قوات النظام، مستخدمة الطائرات المسيرة الانتحارية لاستهداف قادة قوات النظام.
حلب- الرافدين
تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة اشتباكاتها المتقطعة مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد على محور “معردس – طيبة الإمام” على بعد 12 كيلومتراً من مدينة حماة، وتستمر في تجميع قواتها في منطقة مورك.
وبعد اندلاع الاشتباكات في السابع والعشرين من تشرين الثاني بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري بمناطق في محافظة إدلب، تحول التركيز إلى محافظة حماة، عقب سيطرة الفصائل المعارضة على كامل إدلب، ومدينة حلب.
واستطاعت المجموعات المعارضة من الاقتراب إلى مسافة 12 كيلومتراً من مدينة حماة، حيث تواصل اشتباكاتها المتقطعة مع قوات النظام، مستخدمة الطائرات المسيرة الانتحارية لاستهداف قادة قوات النظام.
في المقابل، أرسل النظام تعزيزات عسكرية كبيرة، شملت مركبات مدرعة وجنوداً، إلى مناطق الاشتباكات.
وقالت مصادر سورية وعراقية إن مئات المقاتلين التابعين لميليشيات عراقية مدعومة من إيران عبروا إلى سوريا الليلة الماضية لدعم الحكومة في مواجهة فصائل معارضة سيطرت على حلب الأسبوع الماضي، فيما تعهدت طهران بدعم حكومة دمشق.
وقال مصدران أمنيان عراقيان إن ما لا يقل عن 300 مسلح، معظمهم من ميليشيا بدر وحركة النجباء، عبروا مساء الأحد من طريق ترابي لتجنب المعبر الحدودي الرسمي.
وقال مصدر عسكري سوري كبير “هذه تعزيزات جديدة لمساعدة إخواننا على خطوط التماس في الشمال”، مضيفا أن عناصر الميليشيات عبروا في مجموعات صغيرة لتجنب الاستهداف الجوي.
في غضون ذلك ذكرت منظمة الخوذ البيضاء، وهي كيان تطوعي للدفاع المدني في سوريا، وسكان مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في الشمال إن طائرات حربية قصفت مناطق سكنية في مدينة حلب ومخيما للنازحين في محافظة إدلب حيث قُتل سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال.
وتحشد المجموعات المناهضة للنظام السوري قواتها في ناحية مورك الواقعة على الطريق السريع “M5″، مع وصول تعزيزات لها من مناطق أخرى.
وأفادت مصادر محلية أن روسيا بدأت في إرسال معدات عسكرية وذخائر من منطقة الطبقة شرق نهر الفرات إلى محافظة حمص الخاضعة لسيطرة النظام.
ووفقا للمصادر المحلية، فإن التعزيزات تضمنت 8 ناقلات جنود مدرعة وطائرتي هليكوبتر.
يشار إلى أن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة حلب، بما في ذلك مواقع استراتيجية مثل مطار حلب الدولي وقلعة حلب وجامعة حلب ومبنى المحافظة ومبنى قسم الشرطة ووحدات المخابرات والأمن.
أما في ريف حلب، فتواصل فصائل المعارضة المسلحة عملياته في مدينة تل رفعت ضمن إطار عملية “فجر الحرية”، حيث أحكم سيطرته على مركز المدينة وبدأ عمليات تمشيط واسعة بسبب وجود أنفاق ومناطق مزروعة بالألغام.
وبسطت سيطرتها على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، وبالإضافة إلى مدينة سراقب الاستراتيجية.
وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، إن من أهداف سيطرة الفصائل على حلب والمناطق الأخرى شمال وشمال غرب البلاد، هو وقف الاعتداءات والقصف، وإعادة المهجرين لقراهم وبلداتهم ومدنهم، وتفعيل العملية السياسية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده البحرة في إسطنبول، تطرق فيه للتطورات الحاصلة شمال سوريا، حيث سيطرت فصائل المعارضة على محافظة حلب ومناطق أخرى من محافظة إدلب وريف حماة.
وأوضح البحرة في حديثه أن “العمليات جاءت تحت ضغط شعبي هائل بدأ منذ سنوات واستمر بتصاعد مضطرد بسبب تصاعد اعتداءات النظام وداعميه والميليشيات الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران وميليشيات عابرة للحدود استهدفت المدنيين عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي والمسيرات والتي بلغت بيوم واحد الشهر الماضي 52 غارة استهدفت المدنيين والبنية التحتية”.
وأضاف “تلك الاعتداءات ترافقت أيضا مع انخفاض مستمر للمساعدات الإنسانية ومع تغير سياسات عدة دول بحق اللاجئين وارتكاب انتهاكات بحقوقهم كما حصل في لبنان، ما زاد من عودة اللاجئين للمناطق المحررة وتجاوز إمكانيات البنية التحتية لهذه المناطق وانعدام فرص العمل وفقدان أمل السوريين في تحقيق الحل السياسي”.
وأكد أن “كل ذلك كان دافعا للسوريين بضرورة العمل العسكري، وكان لهذا العمل أهداف محددة وواضحة منذ بدايتها، ومنها وقف الاعتداءات التي تطال المناطق المحررة وردع العدوان وكل ذلك له طريقة واحدة تعتمد على تحرير المناطق التي تنطلق منها الاعتداءات”.