ميليشيا كتائب حزب الله تبدد مزاعم الفياض ويحيى رسول في مشاركتها بالدفاع عن نظام الأسد
مع نشر المزيد من عناصر الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي في سوريا. قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران "ستقدم أي دعم مطلوب" وإن "مجموعات المقاومة" ستهب لمساعدة الأسد.
بغداد – الرافدين
بددت ميليشيا كتائب حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي، أحد أكبر الفصائل الموالية لطهران، مزاعم رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، والناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، بعدم دخول ميليشيات عراقية للدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعت ميليشيا كتائب حزب الله رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني إلى إرسال قوات عسكرية إلى سوريا لدعم قوات نظام الرئيس بشار الأسد في مواجهة هجوم الفصائل المعارضة.
وتناقلت قنوات على تلغرام لمجموعات موالية لإيران بيانا قبيل منتصف ليل الاثنين الثلاثاء لمتحدث باسم كتائب حزب الله نشر الفصيل كذلك مقاطع منه على موقعه.
وقال المتحدث باسم الفصيل المنضوي مع فصائل مسلحة أخرى ضمن ما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، “لم نقرر بعد إرسال مجاهدينا للمساهمة في ردع هذه الجماعات المجرمة”. في محاولة لتضليل الرأي العام لأن عناصر هذه الميليشيات موجودة بالأساس مع ميليشيا بدر في سوريا.
في وقت قال المتحدث باسم ميليشيا كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، إن ما يجري في سوريا يؤثر كثيرا على الساحة العراقية والأمن الداخلي.
وأضاف الفرطوسي، أن ما سماه بمحور المقاومة هي ساحة واحدة، والمساس بمفصل مهم مثل دمشق، يعتبر خطرا كبيرا على باقي المحور.
وفي محاولة لإضفاء صبغة طائفية واللعب على المشاعر، قال الفرطوسي إن الحراك في سوريا تقوده فصائل تهدف للقضاء على فئة معينة والذهاب إلى كربلاء، وان هناك مباحثات بشأن إمكانية المشاركة في المعارك هناك، رغم عدم ورود طلب حتى الان بشأن ذلك، معترفا بان عناصر الميليشيات في العراق سبق وشارك في الحرب بسوريا.
وأثار الهجوم الذي تشنه فصائل المعارضة السورية المسلحة والذي أدّى إلى خروج مدينة حلب عن سيطرة النظام بالكامل لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011، قلقا واستنفارا في أوساط المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق وإيران والأذرع الموالية لها في المنطقة.
وانخرطت ميليشيا كتائب حزب الله في النزاع الذي اندلع في سوريا في العام 2011 إلى جانب قوات نظام الأسد.
وتشارك مجموعة من الميليشيات في القتال الدائر بسوريا منذ عام 2011، وبقي بعضها حتى بعد أن هدأت الأوضاع بشكل نسبي هناك.
وتعد ميليشيا النجباء بزعامة أكرم الكعبي أبرز هذه الفصائل، بالإضافة إلى ميليشيا حزب الله بزعامة أبو حسين الحميداوي، فضلا عن ميليشيا “عصائب أهل الحق” زعامة قيس الخزعلي، وهي ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي ومدرجة على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
وذكّر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بأن “الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق ويأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة” رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
لكن نفي الفياض يتناقض مع الإعلانات المنشورة لزعماء من الميليشيات يتواجدون بالأساس في سوريا.
وتحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول نحو 200 مقاتل من فصيل عراقي مسلّح موال لإيران لم يسمّه، من العراق إلى سوريا “لنقلهم لاحقا إلى خطوط القتال في مدينة حلب لدعم قوات النظام”.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي إرسال مدرّعات لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا الممتدة على طول أكثر من 600 كيلومتر.
وقالت مصادر إن مئات المقاتلين التابعين ميليشيات عراقية مدعومة من إيران عبروا إلى سوريا الاثنين لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة من العناصر الرئيسية المساهمة في نجاح نظام الأسد في تحجيم مقاتلي المعارضة بعد الثورة ضد الرئيس بشار الأسد في 2011.
لكن هذا التحالف يواجه اختبارا جديدا بعد تقدم سريع للمعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا الأسبوع الماضي، وسط تركيز روسيا على الحرب في أوكرانيا وتدمير قيادة حزب الله في الحرب مع إسرائيل التي انتهت بوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
والهجوم على حلب هو أكبر نجاح للمعارضين المناهضين للأسد منذ سنوات. وسيطرت قوات النظام على حلب بالكامل منذ الاستيلاء على ما كانت آنذاك أكبر مدينة في سوريا في حصار عام 2016، وهي واحدة من نقاط التحول الرئيسية في الحرب التي قُتل فيها مئات الآلاف.
وقال هادي البحرة، القيادي بالمعارضة السورية في الخارج، لرويترز إن المعارضة المسلحة تمكنت من الاستيلاء على المدينة بسرعة كبيرة لأن حزب الله والجماعات الأخرى المدعومة من إيران كانت مشتتة بسبب صراعها مع إسرائيل.
وأضاف أن الاستعدادات كانت تجري منذ العام الماضي للهجوم على حلب، لكن الحرب في غزة أخرتها.
ومن شأن أي تصعيد طويل الأمد في سوريا أن يزيد الاضطرابات في المنطقة التي تعاني بالفعل بسبب حربين في غزة ولبنان، وتشهد نزوح ملايين السوريين بالفعل ودعما من قوى إقليمية وعالمية للأطراف المتحاربة في سوريا.
وأكدت مصادر عراقية وسورية نشر المزيد من المسلحين العراقيين المدعومين من إيران في سوريا. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران “ستقدم أي دعم مطلوب” وإن “مجموعات المقاومة” ستهب لمساعدة الأسد.
وقال مصدران أمنيان عراقيان إن ما لا يقل عن 300 مسلح، معظمهم من منظمة بدر وحركة النجباء، عبروا مساء الأحد من طريق ترابي لتجنب المعبر الحدودي الرسمي، وأضافا أنهم تحركوا للدفاع عن ضريح شيعي.
وقال مصدر عسكري سوري كبير “هذه تعزيزات جديدة لمساعدة إخواننا على خطوط التماس في الشمال”، مضيفا أن المسلحين عبروا في مجموعات صغيرة لتجنب الاستهداف الجوي.
وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على تفكير حزب الله اللبناني لرويترز الاثنين أن الجماعة لم يُطلب منها بعد التدخل، كما أنها ليست مستعدة لإرسال مقاتلين لسوريا بعد صراعها العنيف مع إسرائيل.
وأوضح أحد المصادر أن الجماعة سحبت قيادات كبيرة من المسؤولين عن حلب من شمال سوريا للمساعدة في خوض حرب برية ضد إسرائيل استمرت حتى توقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال مصدران آخران، أحدهما لبناني والآخر سوري، إن حزب الله سحب قوات تابعة له من سوريا في منتصف تشرين الأول، عندما احتدمت المعارك مع إسرائيل.