إيران وأحزابها في العراق ترفع منسوب الشحن الطائفي في محاولة لإنقاذ نظام الأسد
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يؤكد استعداد بلاده بإرسال قوات لإنقاذ نظام الرئيس السوري قبل زيارة بغداد ورئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني يتوعد بمنع ما أسماه "التطهير الطائفي".
بغداد- الرافدين
رفعت إيران وأحزابها وميليشياتها في العراق من منسوب التهييج الطائفي في محاولة لتضليل الرأي العام وتفسير معركة المعارضة السورية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمسحة طائفية، بعد التقدم السريع الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة بدخول حلب ومحاصرة حماة.
وتصف إيران وأذرعها في المنطقة المعركة التي تخوضها المعارضة السورية ضد نظام الأسد، بدوافع طائفية وتحذر اتباعها بأن سقوط الأسد يعني بداية نهاية “حكم المذهب” في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده ستدرس إمكان إرسال قوات الى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. قبل اعتزامه زيارة العراق، الجمعة المقبل، للمشاورة حول تطورات الوضع السوري.
ويأتي تصريح عراقجي بعد يومين من تأكيده بأن نظام الأسد يعيش في وقت عصيب وأن إيران لن تتخلى عنه.
وأعلن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني أن العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، وما أسماه “عمليات التطهير العرقي للمكونات والمذاهب هناك”. من دون أن يكشف عن أي تطهير يتحدث فيما الميليشيات الإيرانية والعراقية والافغانية الطائفية مستمرة في الدفاع نظام الرئيس بشار الأسد، وعملت على مدار سنوات على تغيير البنية الديموغرافية لمدن سورية بأكملها.
وسبق أن تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول نحو 200 مقاتل من فصيل عراقي مسلّح موال لإيران لم يسمّه، من العراق إلى سوريا “لنقلهم لاحقا إلى خطوط القتال في مدينة حلب لدعم قوات النظام”.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي إرسال مدرّعات لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا الممتدة على طول أكثر من 600 كيلومتر.
وقالت مصادر إن مئات العناصر التابعين لميليشيات ولائية عبروا إلى سوريا الاثنين لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. بينما ذكّر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بأن “الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق ويأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة”.
وأعرب الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية، عن قلقه جراء الاوضاع في سوريا
وذكر بيان أن “الإطار التنسيقي عبر عن قلقه لما يجري في سوريا من احتلال الإرهابيين لمناطق هامة”، معتبراً أمن سوريا امتدادا للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين والامتدادات المختلفة لذلك الجوار.
وزاد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، من عملية الشحن الطائفي للإيحاء بأن معركة المعارضة السورية ضد مشروع إيران الطائفي في المنطقة وليس لإسقاط نظام بشار الأسد، محذرا من الانهيار الأمني في سوريا وخطورة تداعياتها على حكومة الإطار التنسيقي.
وشدد الحكيم أحد زعامات الإطار التنسيقي على أن العراق معني بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والتعاون مع الحكومة السورية للتعاون ودرء ما أسماه “مخاطر الإرهاب”، محذرا من أن الانهيار الأمني في سوريا ستكون له انعكاسات خطيرة على العراق، ولكن في المقابل هناك جهوزية كاملة لحماية ارضنا سياسيا وأمنيا وعسكريا.
إلى ذلك عزز الحشد الشعبي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية ويقاتل عناصر منها بالأساس داخل الأراضي السورية، انتشار قواته لتأمين الشريط الحدودي مع سوريا، فيما وصل رئيس هيئة الحشد فالح الفياض إلى نينوى المحاذية للحدود السورية لتفقد قواطع العمليات فيها.
وتأخذ أغلب ميليشيات الحشد أوامرها من الحرس الثوري الإيراني وتعلن ذلك جهارا مع أن حكومة محمد شياع السوداني تؤكد أن الحشد الشعبي يعمل تحت أمرة رئيس الوزراء.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد أكد على أن إيران تعتزم إبقاء “مستشارين عسكريين” في سوريا، من دون توضيح ما إذا ستعزز بلاده عديد عناصرها المنتشرين في البلاد.
وإيران منخرطة عسكريا في سوريا منذ بدء الحرب في البلاد في العام 2011، من خلال عناصر تقول طهران إنهم “مستشارون عسكريون” يؤازرون القوات السورية بطلب من دمشق. بينما تنشط في سوريا فصائل طائفية ولائها لإيران.
وقُتل عدد من المسؤولين الإيرانيين في سوريا في معارك أو بضربات إسرائيلية ضد أهداف يفترض أنها تابعة لإيران.
وتشارك مجموعة من الميليشيات في القتال الدائر بسوريا منذ عام 2011، وبقي بعضها حتى بعد أن هدأت الأوضاع بشكل نسبي هناك.
وتعد ميليشيا النجباء بزعامة أكرم الكعبي أبرز هذه الفصائل، بالإضافة إلى ميليشيا حزب الله بزعامة أبو حسين الحميداوي، فضلا عن ميليشيا “عصائب أهل الحق” زعامة قيس الخزعلي، وهي ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي ومدرجة على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
ويجمع مراقبون على أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد الانهيار الذي حصل لحزب الله في لبنان، يعني تقطيع أوصال المشروع الإيراني في المنطقة.
وقال الكاتب السياسي العراقي مصطفى سالم “لن تستطيع حكومة الميليشيات أن تتصرف باعتبارها حكومة العراق لأن ولاءها لإيران والإرهاب جزء أساسي من عقيدتها، وأي لقاء في بغداد ضد ثورة الشعب السوري هو غطاء للتدخل العسكري لدعم بشار، ولن يجرؤ أي طرف على فعل ذلك دون موافقة واشنطن.”