أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الشرطة الألمانية تداهم شبكة لتهريب العراقيين إلى أوروبا

متحدثة باسم الشرطة الاتحادية الألمانية: المشتبه بهم وأغلبهم من الأكراد العراقيين، قاموا بتهريب مهاجرين من الشرق الأوسط وشرق أفريقيا من فرنسا إلى بريطانيا في قوارب مطاطية سيئة.

إسطنبول- الرافدين
شنت السلطات الألمانية حملة مداهمات، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، ضد شبكة
عراقية لتهريب البشر في ولايتي شمال الراين-ويستفاليا وبادن-فورتمبرج.
وقالت متحدثة باسم الشرطة الاتحادية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في مدينة دوسلدورف إن المشتبه بهم وأغلبهم من الأكراد العراقيين، المطلوبين للعدالة، قاموا بتهريب مهاجرين من الشرق الأوسط وشرق أفريقيا من فرنسا إلى بريطانيا “في قوارب مطاطية سيئة”.
وبحسب المتحدثة، تقود فرنسا التحقيقات.
وأوضحت المتحدثة أنه طلب من الشرطة الاتحادية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا تنفيذ أكثر من عشرة أوامر اعتقال أوروبية هنا – “بقدر ما نستطيع العثور على أشخاص”، مضيفة أن بين هؤلاء عقولا مدبرة وأعضاء
بسطاء في الشبكة.
وتركز الحملة التي يشارك فيها أكثر من 500 فرد من الشرطة الاتحادية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا وحدها على منطقة الرور. وهناك أيضا إجراءات في ولاية بادن-فورتمبرج في إطار الحملة، بحسب بيانات المتحدثة.
واستبعد عراقيون أن توقف هذه الحملة التي تشنها الشرطة الألمانية مسعى آلاف العراقيين للمجازفة وعبور البحار من أجل البحث عن حياة كريمة وأمنة خارج العراق.
وأجمعوا على أن المعضلة ليست بالمهربين فهم نتيجة وليس سببا مما يعاني منه جيل كامل فقد الآمل في وطن يدار بواسطة طبقة سياسية فاسدة وسطوة ميليشيات ولصوص دولة منذ 21 عاما.
ووفقا للبيانات، تم تنسيق العملية واسعة النطاق من قبل السلطات الأوروبية “يوروبول” و”يوروجست”.
ووفقا للشرطة الاتحادية في مدينة زانكت أوجوستين الألمانية، شارك في الحملة بولاية شمال الراين-ويستفاليا أيضا أكثر من 20 محققا فرنسيا وثلاثة خبراء من اليوروبول.
ولم تقدم الشرطة الاتحادية أي معلومات حول مواقع محددة شملتها الحملة.
وقالت المتحدثة إن من المقرر الإدلاء بمزيد من التفاصيل الخميس.
ويعبر المهاجرون عبر القناة الإنجليزية من شمال فرنسا للوصول إلى بريطانيا منذ سنوات. ويقوم المهربون بتكديس المهاجرين في قوارب مطاطية، والتي غالبا ما تغرق أثناء العبور.
ووفقا لبيانات الشرطة، لقي 72 مهاجرا حتفهم خلال تلك المحاولات خلال هذا العام، حسبما ذكرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية الشهر الماضي.
وتحاول بريطانيا منذ فترة طويلة الحد من الهجرة غير الشرعية عبر القناة الإنجليزية بمساعدة فرنسية، وتدفع الملايين لباريس من أجل ذلك.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان الحكومة البريطانية أنها أبرمت اتفاقا مع العراق للحدّ من الهجرة غير النظامية والتعاون بشكل أكبر لمكافحة شبكات التهريب.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر في بيان إنّ “هذه الالتزامات التاريخية… تبعث بإشارة واضحة إلى شبكات التهريب الإجرامية بشأن تصميمنا على التحرّك في جميع أنحاء العالم لملاحقتها”.
ولم توضح كوبر لماذا يهاجر العراقيون ويسلكون طرق الموت، بينما مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني تتحدث عن استقرار سياسي وأمني في البلاد.
ووضعت الحكومات المتعاقبة حال الشباب العراقي بين خيارين إما الهروب من جحيم الواقع المزري، أو البقاء في البلاد حيث الفقر والبطالة وتردي مستوى التعليم، وبالتالي الوقوع في شرك المخدرات واللجوء للانتحار، أو الانخراط في صفوف الميليشيات بحثًا عن لقمة العيش بينما يرون ثروات بلادهم تنهب من قبل الساسة والمرتبطين بهم مما تنشئ جيلًا غير سوي ومشبع بالصدمات النفسية.


هل يكفي الاتفاق للحد من هجرة العراقيين؟
واتّفق البَلدان على “العمل” لتسريع إجراءات إعادة المهاجرين العراقيين إلى بلادهم عندما لا يكون لديهم تصريح إقامة صالح في المملكة المتحدة.
ويأتي “الاتفاق” الذي ينصّ أيضا على تقديم لندن دعما ماليا للسلطات العراقية، بعد زيارة كوبر التي استقبلها وزير الداخلية في حكومة الإطار التنسيقي عبد الأمير الشمري الثلاثاء في بغداد.
واستمرارا لنهج حكومات المحافظين التي سبقتها في حكم البلاد، جعلت حكومة العمّالي كير ستارمر الحدّ من الهجرة بشقّيها الشرعية وغير الشرعية إحدى أولوياتها.
ووعدت الحكومة بالتصدّي لشبكات المهرّبين الذين ينظمون رحلات غير شرعية لعبور المانش على متن قوارب صغيرة.
ومنذ بداية العام، وصل أكثر من 33500 شخص إلى المملكة المتحدة عبر المانش في رحلات غير شرعية محفوفة بالمخاطر، وهو عدد أكبر مما كان عليه عام 2023 رغم التعاون الفرنسي-البريطاني لمكافحة هذه الظاهرة.
ويأتي المهاجرون بشكل رئيسي من العراق وأفغانستان وإيران وفيتنام، لكنّ الغالبية منهم يأتون من العراق بهذه القوارب أو بوسائل أخرى.
ووقّعت لندن اتفاقات تعاون مع دول أخرى لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ولا سيما مع ألبانيا عام 2022، ومؤخرا مع دول العبور في أوروبا الشرقية مثل صربيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية.
كما وقّعت دول أوروبية أخرى اتفاقات مع الدول التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين.
ودخل 1.2 مليون شخص إلى بريطانيا بين حزيران 2023 وحزيران 2024، وغادر 479 ألفا خلال الفترة نفسها، ليصل صافي رقم الهجرة إلى 728 ألفا.
وفُقد أكثر من 60 شخصًا بعد غرق قارب قبالة سواحل كالابريا في منتصف حزيران الماضي فيما أُنقذ 11 آخرون. وكان القارب الذي انطلق من تركيا، يقلّ غالبية من الأكراد أتوا من العراق وإيران بالإضافة إلى عائلات أفغانية.
وقضى ما لا يقلّ عن 36 شخصًا في حادث الغرق هذا، بحسب الحصيلة الأخيرة الصادرة عن السلطات الإيطالية فيما تتواصل عمليات البحث للعثور على المفقودين الذين كانوا على متن القارب.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن 3155 مهاجرًا توفوا أو فُقدوا في البحر الأبيض المتوسط العام الماضي.
ولقي أكثر من ألف حتفهم أو سُجّلوا في عداد المفقودين هذا العام بحسب المصدر نفسه.
وفقد غالبية الشباب العراقيين الأمل بأي اصلاح سياسي في البلاد الأمر الذي دفعهم إلى ركوب المجهول عبر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
وفي منتصف أيار أعلنت سلطات كردستان العراق اعتقال مهرّب المهاجرين الملقّب بـ”العقرب” والملاحَق في دول أوروبية عدة، بعد تحقيق استقصائي لشبكة “بي بي سي” كشف أنه متواجد في مدينة السليمانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى