إيران تزج بميليشيات “زينبيون وفاطميون” عبر معبر البوكمال في العراق لدعم النظام في سوريا
تدخل الميليشيات التي تم تسميتها بـ “مجموعات الدعم” إلى سوريا من منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، بمعدل خمسين مركبة يوميا، وتتضمن بعض القوافل مركبات مجهزة بمدافع مضادة للطائرات عيار 23 ملم وراجمات صواريخ.
بغداد- الرافدين
تتوجه ميليشيات طائفية تم اعدادها وتدريبها في إيران والعراق لدعم قوات النظام السوري عبر العراق.
وتضم المجموعات القادمة لواءي زينبيون وفاطميون، إضافة إلى عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وتواصل هذه الميليشيات التي تضم عناصر من أفغانستان وباكستان منذ ثلاثة أيام التوجه لدعم قوات النظام في سوريا عبر العراق.
وتدخل الميليشيات التي تم تسميتها بـ “مجموعات الدعم” إلى سوريا من منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، بمعدل نحو 50 سيارة يوميا، وتتوجه إلى جبهات القتال في حماة.
وتتضمن بعض القوافل مركبات مجهزة بمدافع مضادة للطائرات عيار 23 ملم وراجمات صواريخ.
ولا يقل عدد المقاتلين في وحدات الدعم عن 400 مقاتل.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد أكد على أن إيران تعتزم إبقاء “مستشارين عسكريين” في سوريا، من دون توضيح ما إذا ستعزز بلاده عديد عناصرها المنتشرين في البلاد.
وإيران منخرطة عسكريا في سوريا منذ بدء الحرب في البلاد في العام 2011، من خلال عناصر تقول طهران إنهم “مستشارون عسكريون” يؤازرون القوات السورية بطلب من دمشق. بينما تنشط في سوريا فصائل طائفية ولاؤها لإيران.
يشار أن فصائل المعارضة أسرت بعض المقاتلين الإيرانيين والمدعومين من طهران خلال الاشتباكات الأخيرة في حلب.
ويبرز لواءا فاطميون وزينبيون من بين المجموعات المدعومة إيرانيا التي تعمل جنبا إلى جنب مع النظام السوري.
وشكل الجيش الإيراني لواء فاطميون، المكون بالكامل من شيعة أفغان، لدعم النظام منذ عام 2011.
ويتكون عناصر لواء زينبيون، من شيعة باكستانيين الذين غادروا البلاد لأسباب طائفية أو سياسية وتوجهوا إلى إيران، وتلقوا التعليم الديني في مدن مثل: قم ومشهد.
وتحظى المجموعات المدعومة من إيران بحضور كثيف في محافظة دير الزور شرقي سوريا وعلى الخط الحدودي مع العراق.
ويتم توجيه المجموعات المعنية من قادة ميدانيين في الحرس الثوري الإيراني.
وكانت إيران وأحزابها في العراق قد رفعت من منسوب التهييج الطائفي في محاولة لتضليل الرأي العام وتفسير معركة المعارضة السورية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمسحة طائفية، بعد التقدم السريع الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة بدخول حلب ومحاصرة حماة.
وتصف إيران وأذرعها في المنطقة المعركة التي تخوضها المعارضة السورية ضد نظام الأسد، بدوافع طائفية وتحذر اتباعها بأن سقوط الأسد يعني بداية نهاية “حكم المذهب” في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده ستدرس إمكان إرسال قوات الى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. قبل اعتزامه زيارة العراق، الجمعة المقبل، للمشاورة حول تطورات الوضع السوري.
ويأتي تصريح عراقجي بعد يومين من تأكيده بأن نظام الأسد يعيش في وقت عصيب وأن إيران لن تتخلى عنه.
وأعلن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني أن العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، وما أسماه “عمليات التطهير العرقي للمكونات والمذاهب هناك”. من دون أن يكشف عن أي تطهير يتحدث فيما الميليشيات الإيرانية والعراقية والافغانية الطائفية مستمرة في الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد، وعملت على مدار سنوات على تغيير البنية الديموغرافية لمدن سورية بأكملها.
وسبق أن تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول نحو 200 مقاتل من فصيل عراقي مسلّح موال لإيران لم يسمّه، من العراق إلى سوريا “لنقلهم لاحقا إلى خطوط القتال في مدينة حلب لدعم قوات النظام”.
وقالت مصادر إن مئات العناصر التابعين لميليشيات ولائية عبروا إلى سوريا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. بينما ذكّر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بأن “الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق ويأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة”.
وزاد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، من عملية الشحن الطائفي للإيحاء بأن معركة المعارضة السورية ضد مشروع إيران الطائفي في المنطقة وليس لإسقاط نظام بشار الأسد، محذرا من الانهيار الأمني في سوريا وخطورة تداعياتها على حكومة الإطار التنسيقي.
وشدد الحكيم أحد زعامات الإطار التنسيقي على أن العراق معني بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والتعاون مع الحكومة السورية للتعاون ودرء ما أسماه “مخاطر الإرهاب”، محذرا من أن الانهيار الأمني في سوريا ستكون له انعكاسات خطيرة على العراق، ولكن في المقابل هناك جهوزية كاملة لحماية ارضنا سياسيا وأمنيا وعسكريا.
إلى ذلك عزز الحشد الشعبي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية ويقاتل عناصر منها بالأساس داخل الأراضي السورية، انتشار قواته لتأمين الشريط الحدودي مع سوريا، فيما وصل رئيس هيئة الحشد فالح الفياض إلى نينوى المحاذية للحدود السورية لتفقد قواطع العمليات فيها.
وتأخذ أغلب ميليشيات الحشد أوامرها من الحرس الثوري الإيراني وتعلن ذلك جهارا مع أن حكومة محمد شياع السوداني تؤكد أن الحشد الشعبي يعمل تحت إمرة رئيس الوزراء.