فصائل الثورة السورية تدخل مدينة حماة بعد أيام من تطويقها
طوّقت فصائل الثورة السورية المسلحة مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت تتواجد على مسافة تراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، وذلك إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات النظام التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوبا.
حلب- الرافدين
نقلت وكالة “رويترز” عن مقاتلين في فصائل الثورة السورية المسلحة تأكيدهم الشروع في الدخول إلى مدينة حماة بعد أيام من تطويقها إثر السيطرة على مدينة حلب.
وفي الوقت نفسه تقول وسائل إعلام النظام في دمشق إن كل محاولات دخول المدينة باءت بالفشل.
وسيطرت فصائل الثورة على عشرات البلدات والقرى في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة.
في وقت أفادت مصادر ميدانية سورية أن العميد سهيل الحسن المتورط بمجازر بسوريا وقائد الفرقة 25 في جيش نظام بشار الأسد، أصيب في هجمات قرب مركز مدينة حماة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة “الأناضول” من مصادر ميدانية، الأربعاء، فإن الحسن أصيب بجروح في هجوم المعارضة المسلحة على مدرسة المجنزرات المقر الرئيسي للفرقة 25.
وسيطرت المعارضة المناهضة للنظام بعد الاشتباكات على مركز القيادة الواقع شرق حماة.
وتمكّنت فصائل المعارضة من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، من ثلاث جهات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد هجوم خاطف من الشمال فيما يحاول جيش النظام صدّهم.
وبعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة الثلاثاء إلى “أبواب” مدينة حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد.
هزيمة نظام الأسد تهدد سطوة أذرع إيران في المنطقة
وذكر المرصد أنّ الفصائل “طوّقت مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت تتواجد على مسافة تراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، وذلك إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات النظام التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوبا”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وسيم (36 عاما)، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، “الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح”.
وبدأت فصائل المعارضة السورية في السابع والعشرين من تشرين الثاني هجوما مباغتا ضد القوات الحكومية في شمال سوريا، تمكنت بموجبه من التقدم سريعا في مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد وريفها الغربي، وصولا الى شمال محافظة حماة (وسط) المجاورة.
وأفاد المرصد عن “معارك طاحنة ليلا بين الفصائل وقوات النظام، تركّزت في منطقة جبل زين العابدين الاستراتيجية، على بعد نحو خمسة كيلومترات شمال مدينة حماة، وتزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة وقصف بصواريخ بعيدة المدى”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن “قوات النظام تتصدى بشراسة لهجمات الفصائل، وتستميت في الدفاع عن مدينة حماة، وتمكنت ليلا من شلّ هجمات الفصائل التي كانت طوقت المدينة من ثلاث جهات وتقدمت الى أطرافها الشمالية”.
وتحاول فصائل المعارضة منذ مطلع الأسبوع التقدم الى مدينة حماة، التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق. ومن شأن السيطرة عليها، وفق عبد الرحمن، أن “تشكل تهديدا للحاضنة الشعبية للنظام”، مع تمركز الأقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد في ريفها الغربي.
وأبدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأربعاء مخاوفها من تعرّض المدنيين في شمال سوريا لانتهاكات جسيمة من قبل القوات الحكومية التي تخوض مواجهات تعد الأعنف منذ سنوات مع فصائل المعارضة.
ونزح أكثر من 115 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة في محافظتي إدلب وحلب، وفق الأمم المتحدة، فيما قتل أكثر من 700 شخص، بينهم 110 مدنيين على الاقل.