الجولاني لشبكة “سي ان ان” الأمريكية: هدف الثورة اسقاط النظام السوري الذي بات يصارع الموت
فصائل الثورة السورية، تتوغل في مدينة حمص وسط البلاد، ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى العاصمة دمشق لإسقاط نظام بشار الأسد.
حلب- الرافدين
أكد أبو محمد الجولاني أحد قيادات معركة “ردع العدوان” التي تقود فصائل الثورة السورية في هجومها المباغت، أن الهدف هو الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجولاني الذي بات يتم استخدام أسمه الحقيقي أحمد الشرع في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الأمريكية بثتها الجمعة “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة إسقاط هذا النظام.. من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف”، مضيفا “هذا النظام مات”.
وتعهد إذا نجحت قوات الثورة السورية في الإطاحة بنظام الأسد، فسوف تنتقل البلاد إلى حالة من الحكم والمؤسسات.
وأشار إلى أن الإيرانيين حاولوا إحياء الأسد ومنحه الوقت، ثم حاول الروس أيضًا دعمه. لكن الحقيقة تبقى هذا النظام ميت.
وقال في الحوار الذي بث باللغة الإنجليزية “كانت هناك بعض الانتهاكات ضد الأقليات من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا، فالطوائف والأديان تعيش معًا في هذه المنطقة منذ مئات السنين ولا يحق لأحد القضاء عليها”.
وشدد على أن سوريا لا تستحق حكومة يصدر فيها حاكم واحد قرارات تعسفية.
في غضون ذلك أكدت الولايات المتحدة الأمريكية انها تتابع عن كثب تطورات الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام بسوريا.
وجاء ذلك على لسان متحدث وزارة الدفاع (البنتاغون) باتريك ريدر، جدد فيه تأكيدهم أن واشنطن ليست منخرطة في الاشتباكات الحالية.
وقال “نراقب الوضع عن كثب بالطبع، وأكرر أنه لا دور للولايات المتحدة الأمريكية فيما يحصل شمال غربي سوريا حاليًا”.
وأكد أنهم مدركون “للتأثير المزعزع للاستقرار” جراء التطورات في سوريا، داعيًا جميع الأطراف إلى “خفض التصعيد وحماية الأقليات في المنطقة”.
وبدأت فصائل الثورة السورية، الجمعة، التوغل في مدينة حمص وسط البلاد، ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى العاصمة دمشق.
وتواصل فصائل الثورة السورية تقدمها نحو مدينة حمص بعد سيطرتها على حماة الخميس.
وصباح الجمعة، سيطرت الفصائل المعارضة على مدينتي الرستن وتلبيسة التابعتين لمحافظة حمص، قبل أن تبدأ التوغل في حي الوعر غربي مدينة حمص.
وبعد أسبوع من سيطرة قوات الثورة السورية على ثاني أكبر مدينة في سوريا، في تقدم مفاجئ في عمق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، بدأت مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى حلب ببطء.
وتم رفع حظر التجول الليلي وعاد الخبز إلى أرفف المخابز. وعاد رجال شرطة المرور إلى تنظيم حركة السيارات عند التقاطعات، وتحسنت تغطية الإنترنت مع توسع نطاق شبكة الاتصالات المرتبطة بقيادة الثورة، وفقا لما ذكره ستة من السكان وأظهرته صور التقطتها وكالة رويترز.
ويرى محللون أن هذه الخطوات جزء من مساعي يبذلها تحالف لقوات الثورة ليظهر للسوريين وللغرب أنه بديل عملي للرئيس بشار الأسد.

وقال محمد خليل (52 عاما) وهو صاحب شركة سياحة “توقعنا أن يكون الوضع سيئا للغاية لكن الشباب تعاملوا مع المدينة بشكل جيد للغاية” في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. وأضاف أن إمدادات المياه تشهد انقطاعا رغم عودة بعض الخدمات.
وتتمتع المعارضة ببعض الخبرة في إدارة الشؤون المدنية. وتسيطر بالفعل على مساحات شاسعة من محافظة إدلب المجاورة حيث أسست إدارة مدنية تابعة لها تسمى حكومة الإنقاذ تدير شؤون ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص خلال معظم فترة السنوات الخمس الماضية.
وهناك، انتخبت حكومات وجعلت الليرة التركية عملة يمكن تداولها بل وأنشأت شبكة للهاتف المحمول تسمى “سيريافون”، التي امتدت خدماتها الآن إلى حلب.
وفي مسعى لطمأنة سكان حلب ومنهم الأقليات والصحفيون والموظفون الحكوميون، نشرت فصائل الثورة بيانات عبر رسائل نصية تقول فيها إن سيطرتها على المدينة لن تهدد أمنهم. كما تعهدت بمواصلة تشغيل الخدمات الأساسية.
وحتى الآن، بقي المسيحيون إلى حد كبير في المدينة وأقاموا قداسا يوم الأحد الماضي بحضور عناصر من الثورة السورية.
إلا أن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق. فقد تراكمت القمامة في شوارع حلب. وانخفضت قيمة الليرة السورية الأسبوع الماضي من 15 ألفا مقابل الدولار إلى نحو 22 ألفا. ومع تزايد برودة الطقس، قال سكان إنهم يخشون عدم وجود ما يكفي من المياه أو الوقود لتدفئة منازلهم.
ورغم مخاوفهم من انهيار الأمن في المدينة بعد سيطرة المقاتلين عليها، قال سكان إنهم سعداء لرؤية الحياة تستمر بشكل طبيعي على نطاق واسع مع فتح الأسواق والمخابز ومحطات الوقود، وإن كان الأمر لا يخلو من الطوابير الطويلة وارتفاع الأسعار.
وقال سعيد حنايا (42 عاما)، وهو من حلب ويملك متجرا صغيرا، إن المياه تمثل مشكلة لكن “المخابز كانت أفضل قليلا، ربما بسبب التوزيع (الأفضل) والمساعدات التي تأتي”.
وأظهر مقطع فيديو لوكالة “رويترز” العشرات من أفراد القوات النظام يصطفون في طوابير بعد أن فتحت هيئة تحرير الشام مراكز يديرها مسلحون ملثمون يرتدون زيا أسود ويشجعون أفراد الأمن على الانشقاق والحصول على بطاقة مؤقتة تحميهم من أي ردود فعل انتقامية محتملة.
وتضمنت لافتة مطبوعة بشكل احترافي شروط الحصول على مثل هذه البطاقة.
ويرى محللون أن هذا أسلوب جديد تتبعه فصائل الثورة السورية لتوضح مدى استعدادها لإظهار السعي إلى انتقال سلس إلى حكمها، دون إراقة الدماء التي كانت سمة لم تغب عن المراحل السابقة من الحرب السورية.
ومن بين المؤشرات الأخرى التي تعكس نواياها طباعة قوائم الأسعار في محطات البنزين بالليرة السورية، جنبا إلى جنب مع الليرة التركية والدولار. وحظرت هيئة تحرير الشام منذ فترة طويلة استخدام الليرة السورية في إدلب، لكنها سمحت باستخدامها هي والدولار في حلب.
وقالت دارين خليفة الباحثة لدى مجموعة حل الأزمات الدولية والتي على اتصال بالجولاني
“إنهم يفكرون في كل ذلك”، لكنها لفتت إلى أن كثيرا من السوريين ما زالوا يشعرون بالقلق إزاء تداعيات التطورات على حرياتهم الشخصية والدينية.
وأخبر الجولاني دارين يوم الثلاثاء بأن الهيئة تعتزم تشكيل “جهة انتقالية” لإدارة حلب – لا أن يتم تكليف حكومة الإنقاذ بتلك المهمة – وسيوجه مقاتليها لمغادرة المناطق المدنية “في الأسابيع المقبلة”، بحسب ما كتبت دارين على موقع إكس.
وقال عبد الرحمن محمد مسؤول العلاقات العامة في حكومة الإنقاذ إن المقاتلين بدأوا بالفعل الانسحاب من المدينة. وأضاف أن الجماعة لم “تتطرق بعد لشكل الحكومة السياسية المقبلة”.