الدكتور مثنى الضاري: التضامن مع الثورة السورية موقف إنساني في مواجهة الظلم والانتصار للمظلومين
مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق يؤكد على أن انتصار الثورة السورية سيحقق الأمان من شر عدو مهم وهو النظام السوري، وتحجيم عدو آخر وهو حزب الله، وقطع الطريق على عدو أكبر وهو إيران وتمددها في المنطقة، ثم الحصول على السند والظهير والعمق، حينما تحين ساعة العراق مع التحرير، مع وجود المتغير الدولي والإقليمي المناسب ساعتها.
عمان- الرافدين
قال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري، إن عمليات التحرير والفتح والنصر في سوريا بعثت الأمل في الأمة عندما ظن كثيرون أن الكثير من قضاياها ستزول أو تنتهي بعد أن طال عليها الأمد، لتأتي بشريات النصر من طوفان الأقصى إلى تحرير الشام، وكلاهما يقتضي النصرة والدعم والمساندة، حتى يتحقق التحرير الكامل والناجز لاسترداد الحريات كاملة
وأكد الدكتور الضاري في محاضرة بعنوان (تحرير الشام والعشرية الخامسة) بمجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في مقرها بالعاصمة الأردنية عمان، على أن الفرح بانتصارات الثورة السورية ودعمها واجب شرعي وإنساني
وقال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في مستهل حديثه: إن هذه المحاضرة تأتي مرتبطة بأخرى سبقتها بتأريخ العاشر من حزيران 2018 والتي كان عنوانها (على مشارف العشرية الرابعة؛ الانتخابات.. ثم ماذا؟)، وتناولت في ذلك الحين حقائق ووقائع عن الصراع الدولي في المنطقة وعلاقة ذلك بالعملية السياسية في العراق، فضلاً عن قراءة المشهد تأريخيًا وسياسيًا وفق مجريات الأحداث في العقود الأربعة الماضية بدءًا من 1980-1988؛ حيث دارت رحى حرب عراقية إيرانية، زامنها غزو سوفيتي وحرب في أفغانستان، ومرورًا بـ 1990-2001، حين وقع احتلال الكويت وما تلاه من تداعيات الحرب والحصار، ثم عشرية 2001 -2014 التي شهدت غزو واحتلال العراق واستخدام حادثة الحادي عشر من أيلول ذريعة للحرب على ما يسمى (الإرهاب)، في كل من أفغانستان والعراق، ثم عشرية 2014-2023 التي شهدت حملة التحالف الدولي الثانية لمحاربة على (الإرهاب) بعد الحملة الأولى في احتلال العراق، والتي كان مجالها الرئيس في العراق، فضلًا عن سوريا بطريقة أو أخرى، وذلك بعد متغيرات (الربيع العربي) المستطيل زمنًا وحجمًا من الغرب العربي حتى الشرق في كل من: تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، واليمن، العراق، حيث اختتمت هذه العشرية بمعركة (طوفان الأقصى) التي ما تزال قائمة، لتأتي الأحداث العشرية الخامسة في السياق نفسه ولكن من ناحية المتغيرات الإقليمية المتوقعة في ظل تطورات الأحداث في القضية السورية، ولا سيّما بعد قطع فصائل الثورة مراحل متقدمة في عمليات التحرير.
وأشار الدكتور مثنى الضاري إلى أن تسليط الضوء على العشريات؛ هدفه إيجاد حالة للدرس والتمثيل حتى تكون عبرة في الحاضر وفي المستقبل، لافتًا إلى أنها قراءة اجتهادية تعتمد معطيات سياسية وتأريخية وغيرها، وليست بالضرورة أن تنطبق مع الواقع تمامًا أو مع وجهات نظر أخرى، مشيرًا إلى أن (العشريات) بشكل عام هي مراحل زمنية مدة كل واحدة عشر سنوات أو ما يقرب منها.
ولفت إلى أن تحرير حماة له دلالات كبيرة؛ فهي في ثورة منذ أكثر من أربعين سنة ضد النظام، وحصل فيها من المجازر ما يفوق الوصف من حيث بشاعتها وحجم الألم الذي ألمّ بأهلها، لتظفر هي وغيرها من المدن المهمة في سوريا اليوم بالتحرير الذي سيكون –إن شاء الله- مؤذنًا بتحرير البلاد كلّها.
وكشف الدكتور الضاري عن أن عملية “ردع العدوان” التي انطلقت من مناطق الشمال السوري؛ ليست مفاجِئة، لأن فصائل الثورة السورية كانت تعد العدّة لها منذ سنوات، وقد جاءت الفرصة التنفيذ في هذه المرحلة التي تشهد ارتباكًا دوليَا وإقليميًا ولا سيما بعد توقف الحرب في لبنان، موضحًا أن الإعداد لهذه العملية جاء متقنًا وعلى نحو من التأسيس المنضبط، من جانب القوى الرئيسة للثورة التي أنشات منذ سنوات حكومة الإنقاذ في الشمال المحرر، وأقامت مؤسسات علمية، واجتماعية، وصحية، وكوّنت جيشًا وجهازًا للشرطة، وجامعات، ومؤسسات تلبي الحاجات الأساسية التي يحتجها الناس.
كانت سوريا حاضنة للعراقيين في كل مآسيهم تحت وطأة الاحتلال
ووثق مسؤول القسم السياسي الموقف المبدأي الداعم للثورة السورية من زاوية خاصة في هيئة علماء المسلمين في العراق، مستشهدًا بمواقف الأمين العام الراحل الشيخ حارث الضاري -رحمه الله- المؤيدة للثورة ووعد السوريين بأنها ستنتصر مهما طال عليها الزمن، مشيرًا إلى أنه -رحمه الله- الذي كان يعوّل على الثورة السورية في استرجاع العراق، حيث إن انتصار الثورة في سوريا من شانه إيجاد سند وظهير للعراق، فضلاً عن تنظيف المنطقة من العفن الطائفي، وقطع حبال الوصل بين إيران وحزب الله.
وفي ختام محاضرته؛ استعرض الدكتور مثنى حارث الضاري بعض الآثار الإيجابية المتوقع حصولها في العراق على خلفية انتصار الثورة السورية وتمكُّنِ مجاهديها من تحرير دمشق وإسقاط النظام فيها؛ ومنها: تحقيق الأمان من شر عدو مهم وهو النظام السوري، وتحجيم عدو آخر وهو حزب الله، وقطع الطريق على عدو أكبر وهو إيران وتمددها في المنطقة، ثم الحصول على السند والظهير والعمق، حينما تحين ساعة العراق مع التحرير، مع وجود المتغير الدولي والإقليمي المناسب ساعتها، فضلاً عن توفق الله -سبحانه وتعالى- كما وفق مجاهدي الثورة السورية التي اقتنصوا الفرصة وشرعوا في تنفيذ مشروعهم في تحرير بلدهم وخلاص شعبهم.
تفاعل ضيوف مجلس الخميس الثقافي مع محاضرة (تحرير الشام والعشرية الخامسة)