أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الاتحاد الدولي للصحافيين: سنة دموية للصحافيين في غزة بعد العراق

اليونسكو: يعاني الصحفيون في العراق من إفلات قتلتهم شبه التام من العقاب، ويواجهون تهديدات واقعية وإلكترونية متزايدة، إلى جانب ارتفاع الدعاوى القضائية التي تهدف إلى تخويف الصحفيين وتكميم أصواتهم.

بروكسل- قال “الاتحاد الدولي للصحافيين” في تقرير نشر الثلاثاء أنّ 2024 كانت “سنة دموية بشكل خاص” إذ قُتل خلالها 104 صحافيين حول العالم، أكثر من نصفهم في قطاع غزة.
وقال الاتحاد في تقريره إنّه “منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول 2023، وصل عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا إلى ما لا يقل عن 138 صحافيا”، مما يجعل هذه المنطقة “واحدة من أخطر المناطق في تاريخ الصحافة الحديثة، بعد العراق والفيليبين والمكسيك”.
وبعدما أحصى الاتحاد الدولي للصحافيين مقتل 129 صحافيا في 2023، قال أنتوني بيلانجيه، الأمين العام للاتحاد ومقرّه بروكسل، إنّ “سنة 2024 تُعتبر إحدى أسوأ السنوات” بالنسبة للإعلاميين”.
وندّد بيلانجيه بـ “المجزرة التي تجري في فلسطين أمام أعين العالم أجمع”.
وبحسب الاتحاد فقد قُتل 55 إعلاميا فلسطينيا في 2024.
وتعليقا على هذه الأرقام، قال بيلانجيه لوكالة الصحافة الفرنسية إنّه في قطاع غزة “يتم استهداف العديد من الصحافيين” عمدا، بينما يُقتل آخرون بسبب “أعمال حربية، وهناك أيضا أشخاص يكونون في المكان الخطأ في الوقت الخطأ”.
وسبق أن طالبت ستون منظمة صحفية وحقوقية دولية، الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات ضد “عمليات القتل غير المسبوقة” وانتهاكات حرية الإعلام التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الصحفيين في غزة، مؤكدة أنها تحققت من قوات الاحتلال “عمدًا” عددا منهم.
وجاء في رسالة مشتركة وجهتها المنظمات، لأبرز القادة الأوروبيين وعلى رأسهم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
وبين الموقعين على الرسالة المشتركة “مراسلون بلا حدود” و”هيومن رايتس ووتش” و”لجنة حماية الصحفيين” وغيرها.
وقالت المنظمات في بيان مشترك “ردًا على العدد غير المسبوق من الصحفيين الذين قُتلوا، وانتهاكات أخرى متكررة لحرية الصحافة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة، تدعو مراسلون بلا حدود و59 منظمة أخرى، الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل، وفرض عقوبات ضد المسؤولين”.
ويرتبط الاتحاد الأوروبي مع “إسرائيل” (كونها غير عضو) باتفاقات شراكة هي كناية عن معاهدات تحكم العلاقات الثنائية، بما في ذلك التجارة.
وسبق أن أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي إلى 170 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي.
وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من استهداف جيش الاحتلال للطواقم الصحفية في قطاع غزة، إلا أن تل أبيب واصلت استهدافهم رغم ارتدائهم سترات الصحافة والخوذ الإعلامية، متحدية بذلك تحذيرات دولية. إلا أن غطرسة نتنياهو واصلت استهدافهم رغم ارتدائهم سترات الصحافة والخوذ الإعلامية، متحدية بذلك تحذيرات دولية.
ودان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قتل الصحافيين وقال إنه يتعيّن فتح “تحقيق كامل وشفاف” في حوادث قتل الصحفيين و”محاسبة” المسؤولين عنها.
وفي العراق حثت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) السلطات الحكومية ولاسيما وزارة الداخلية في حكومة الإطار التنسيقي على إعادة تفعيل دور الوحدة التحقيقية المتخصصة بجرائم الصحفيين، التي توقفت مؤخرًا لأسباب غير معروفة.
ويتصدر العراق وفق “اليونسكو” قائمة الدول التي يعاني فيها الصحفيون من إفلات قتلتهم شبه التام من العقاب، ويواجهون تهديدات واقعية وإلكترونية متزايدة، إلى جانب ارتفاع الدعاوى القضائية التي تهدف إلى تخويف الصحفيين وتكميم أصواتهم.
ووفق بينات حديثة للمنظمة فإن عام 2023 شهد رفع أكثر من 600 دعوى قضائية ضد الصحفيين، لا تزال العديد منها غير محسومة حتى الآن.
ووفقًا لبيانات “اليونسكو” فإن النسبة العالية للإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين في العراق تعد من القضايا البالغة الخطورة التي تتطلب اهتمامًا دوليًا ومحليًا، حيث تتجاوز 98 بالمائة مع بقاء أكثر من 500 صحفي قُتلوا منذ عام 2003 دون محاسبة القتلة، ولم يتم حل سوى 9 قضايا فقط.

مراسلون بلا حدود: صحفيو العراق يواجهون تهديدات من جميع الجهات في ظل ضعف الدولة التي تفشل في واجب حمايتهم
بدورها دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، السلطات الحكومية إلى تطبيق القوانين المخصصة لحماية الصحفيين من الانتهاكات والخروقات المرتكبة تجاههم، وإجراء التحقيقات الشفافة والقصاص من مرتكبي الجرائم بحقهم.
وقالت المفوضية في بيان بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إنها “تجدد دعوتها إلى الجهات كافة لبذل المزيد من العمل وبذل الجهود لتطبيق القوانين المختصة لحماية الصحفيين من الانتهاكات والخروقات المرتكبة تجاههم، ومنع ممارسة أعمالها والاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال”.
وأكدت المفوضية بحسب البيان، حرصها على “إيلاء هذا الأمر أهمية بالغة باتخاذ التدابير اللازمة وإجراء التحقيقات الشفافة والقصاص من مرتكبي مثل هذه الجرائم ليشكل ذلك رادعا حقيقيا ويضمن سلامة الصحفيين”.
أما ثاني أخطر منطقة بالنسبة للصحافيين بعد الشرق الأوسط فهي منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث بلغ عدد القتلى فيها خلال هذا العام 20 صحافيا، بينهم 6 قتلوا في باكستان، و5 في بنغلادش، و3 في الهند.
وفي أوروبا، “تسبّبت الحرب في أوكرانيا مرة أخرى بسقوط ضحايا في صفوف الصحافيين في القارة العجوز إذ قُتل أربعة صحافيين في 2024 مقارنة بـ13 قتلوا في 2022 وأربعة في 2023”.
وأحصى الاتحاد الدولي للصحافيين في 2024 كذلك 520 صحافيا مسجونا حول العالم، في زيادة حادة مقارنة بعامي 2023 (427 صحافيا) و2022 (375 صحافيا).

وتتصدّر الصين قائمة الدول التي يقبع في سجونها أكبر عدد من الصحافيين.
وقال الاتحاد إنّه “في ظلّ وجود 135 صحافيا خلف القضبان، تظل الصين – بما في ذلك هونغ كونغ – أكبر سجن للإعلاميين في العالم”.
وينشر الاتحاد الدولي للصحافيين كلّ عام حصيلة تكون دوما أكبر من تلك التي تنشرها منظمة مراسلون بلا حدود، وذلك بسبب اختلاف طريقة احتساب كلّ من الهيئتين للأرقام.
وفي 2023، أحصت “مراسلون بلا حدود” مقتل 54 صحافيا ومتعاملين اثنين مع إعلاميين أثناء مزاولتهم عملهم.
ومن المقرر أن تنشر المنظمة غير الحكومية أرقامها لعام 2024 الخميس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى