حسين سلامي يزعم أن إيران لم تضعف بعد هروب ميليشياتها في سوريا
قلص سقوط نظام بشار الأسد في سوريا قدرة إيران على إظهار قوتها والحفاظ على شبكتها من الميليشيات المسلحة في أنحاء المنطقة، وخاصة حليفها حزب الله في لبنان والميليشيات الطائفية في العراق.
دمشق- الرافدين
لم يجد حسين سلامي القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني تبريرا لهزيمة بلاده وهروب وميليشياتها العابرة للحدود بعد انتصار الثورة السورية غير قول إن “إيران لم تضعف بعد سقوط حليفها بشار الأسد في سوريا”.
وقال سلامي في جلسة مغلقة لأعضاء البرلمان “لم نضعف ولم تتقلص قوة إيران”. من دون أن يوضح مصير الاستراتيجية الإيرانية المتمثلة بإطلالة على البحر المتوسط عبر العراق ومشروع “الهلال الشيعي” الذي تعمل عليه الميليشيات الولائية في العراق وسوريا ولبنان.
وأضاف أن بلاده ليس لها أي تواجد عسكري بسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح سلامي أن مستشارين عسكريين وقوات إيرانية كانت موجودة في سوريا لغاية سقوط نظام الأسد.

توماس فريدمان: سقوط بشار الأسد في سوريا سيؤدي في الأمد البعيد إلى انتفاضة مؤيدة للديمقراطية في إيران. ومن المؤكد في الأمد القريب، أنه سيؤدي إلى صراع على السلطة بين المطالبين بالتغيير والحرس الثوري الإيراني
وفجر الأحد، دخلت فصائل الثورة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام دموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي واحدة من أكبر نقاط التحول في الشرق الأوسط منذ أجيال، أدى سقوط نظام الأسد يوم الأحد إلى القضاء على معقل كانت إيران وروسيا تمارسان من خلاله نفوذهما في مختلف أنحاء العالم العربي.
وساندت إيران وروسيا حكم الأسد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 بالدعم العسكري والرجال والقوة الجوية.
ونشرت طهران الحرس الثوري في سوريا وميليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية طائفية لإبقاء حليفها في السلطة والحفاظ على مشروعها في التمدد بالمنطقة.
وقلص خروج الأسد من سوريا قدرة طهران على إظهار قوتها والحفاظ على شبكتها من الميليشيات المسلحة في أنحاء المنطقة، وخاصة حليفتها جماعة حزب الله في لبنان التي وافقت على وقف إطلاق نار مع إسرائيل الشهر الماضي.
ومنح الأسد إيران ممرا حيويا لشحنات الأسلحة لإعادة بناء قدرات حزب الله.
وقال جوناثان بانيكوف، نائب رئيس وكالة المخابرات الوطنية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط، إن الإطاحة بالأسد قد تجعل من الصعب على حزب الله معاودة تسليح نفسه، الأمر الذي يزيد من احتمالات نجاح وقف إطلاق النار مع “إسرائيل” الذي تسنى الاتفاق عليه الشهر الماضي.
وتعيش أحزاب وميليشيات إيران في العراق على نار قلقة ومترقبة، وستحسب ألف حساب قبل الأقدام على أي مجازفة فصار انهيار نظام الأسد في سوريا صورة للهزيمة والهروب ماثلة أمامهم وطهران لم تعد الوجهة الآمنة لهم.
وبالنسبة لطهران، كان تحالفها مع الأسد، حجر الزاوية لنفوذها في منطقة غالبيتها ترفض سطوة ميليشياتها الطائفية وتنظر بعين الحذر لاستراتيجية إيران في التمدد.
ويرى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن سقوط بشار الأسد في سوريا سيؤدي في الأمد البعيد إلى انتفاضة مؤيدة للديمقراطية في إيران. ومن المؤكد في الأمد القريب، أنه سيؤدي إلى صراع على السلطة بين المطالبين بالتغيير والحرس الثوري الإيراني.
بينما يرى الكاتب البريطاني تيم كولينز أن أحداث سوريا وهروب بشار الأسد تحمل في طياتها الكثير من الأمور: بداية نهاية ثلاث أو ربما أربع حروب، أو تفكك محور إيران العراق.

تيم كولينز: أحداث سوريا وهروب بشار الأسد تحمل في طياتها الكثير من الأمور: بداية نهاية ثلاث أو ربما أربع حروب، أو تفكك محور إيران العراق
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المهندس الإيراني بهروز الذي أكتفى بذكر أسمه الأول قوله “كل ما أفكر فيه بعد سقوط بشار الأسد هو سقوط النظام الدكتاتوري في إيران. هل ستأتي هذه اللحظة الجميلة أخيراً”؟
وبعد سقوط الأسد، دعت وزارة الخارجية الإيرانية في مواربة دبلوماسية مكشوفة، إلى حوار وطني لتشكيل حكومة تمثل جميع شرائح المجتمع السوري.
ودعت فاطمة مهاجراني المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية الثلاثاء إلى “احترام وحدة الأراضي السورية”، قائلة إن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه. ولم توضح أين كانت وحدة الأراضي السورية عندما كانت إيران تدفع بميليشياتها في سوريا لقمع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد.
وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة “رويترز” إن طهران، حليفة الأسد الرئيسية في المنطقة، فتحت خط اتصال مباشر مع المعارضة في القيادة السورية الجديدة، مشيرا إلى ضرورة “تجنب أي مسار عدائي” بين البلدين. ولم يتضح مع من أجرت إيران اتصالات في فصائل الثورة السورية.

ماتبقى من إيران وميليشياتها في سوريا