أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيالثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدينعربية

الاتحاد الأوروبي يحذر فصائل الثورة السورية: إياكم وتكرار سيناريو الفشل السياسي العراقي المرعب

وكالة "رويترز" تنقل عن مسؤول أمريكي تأكيده على أن القوات الأمريكية في سوريا ستواصل منع الميليشيات المدعومة من إيران من تحقيق أي مكاسب على الأرض بعد الثورة السورية.

دمشق- الرافدين
تحول احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية عام 2003 وانشاء عملية سياسية فاشلة مبنية على المحاصصة الطائفية التقسيمية، درسا تاريخيا في الفشل السياسي يجب تجنبه في تحذير وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي كايا كالاس لفصائل الثورة السورية.
وناشدت كالاس فصائل الثورة السورية لمواجهة “التحدّيات الهائلة” التي تواجهها العملية الانتقالية الجارية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وطالبت السوريين عدم تكرار “السيناريوهات المرعبة” التي حدثت في كل من العراق وليبيا وأفغانستان.
في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي تأكيده على أن القوات الأمريكية في سوريا ستواصل منع الميليشيات المدعومة من إيران من تحقيق مكاسب في سوريا.
في وقت رأى أحمد الشرع القيادي في فصائل الثورة السورية، أنّ الشعب السوري “منهك” جراء النزاع وأنّ البلاد لن تشهد “حربا أخرى”.
وقالت كالاس خلال جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل “نحن أمام حدث تاريخي وعلينا أن نهنّئ الشعب السوري على تحرّره”.
وأضافت “لكنّ هذا التحوّل يمثّل أيضا تحدّيات هائلة لسوريا والمنطقة”.
وأوضحت أنّ “هناك مخاوف مشروعة بشأن أعمال العنف بين جماعات دينية، وعودة التطرف، والفراغ السياسي”.
وتابعت “علينا أن نتجنّب تكرار السيناريوهات المرعبة في العراق وليبيا وأفغانستان”.
ودعت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية إلى حماية حقوق “جميع السوريين، بما في ذلك حقوق الأقليات”، مشدّدة على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واحترام “استقلالها وسيادتها”.
وقدّمت كالاس دعمها الكامل لغير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
وكان بيدرسن قال الثلاثاء إنّ هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم العسكري الخاطف الذي أطاح بالأسد، ينبغي أن تقرن بالأفعال “الرسائل الإيجابية” التي أرسلتها حتى الآن إلى الشعب السوري.
وأكّد بيدرسون الذي عيّن مبعوثا خاصا لسوريا في 2018 أن “الاختبار الأهمّ سيبقى كيفية تنظيم الترتيبات الانتقالية في دمشق وتنفيذها”.
وأقرّ المبعوث الأممي بـ”احتمال بداية جديدة… في حال شملوا فعلا كلّ المجموعات والفئات الأخرى”، إذ عندها “يمكن للأسرة الدولية أن تعيد النظر في إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة المنظمات الإرهابية”.
وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل نحو 500 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السكان على النزوح أو اللجوء إلى الخارج.
في غضون ذلك قال مسؤولان أمريكيان ومساعد بالكونغرس اطلعا على الاتصالات الأمريكية الأولى مع فصائل الثورة السورية التي قادت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إن إدارة الرئيس جو بايدن حثت على عدم تولي قيادة البلاد بالتبعية بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.
وتجري الاتصالات مع هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا.
وقال أحد المسؤولين إن إدارة بايدن تتواصل أيضا بفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن هذه المسألة.
وتعد المناقشات، التي جرت على مدى الأيام القليلة الماضية، جزءا من جهد أكبر تبذله واشنطن للتنسيق مع جماعات مختلفة داخل سوريا في مساعيها لتجاوز الفوضى التي أعقبت الانهيار المفاجئ لنظام الأسد يوم الأحد.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة بعثت رسائل إلى الجماعة للمساعدة في توجيه الجهود المبكرة لإنشاء هيكل حكم رسمي للبلاد.
ورفضت المصادر ذكر ما إذا كانت الرسائل تُوجه بشكل مباشر أو عبر وسيط.


وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي كايا كالاس تطالب السوريين عدم تكرار السيناريوهات المرعبة التي حدثت في كل من العراق وليبيا وأفغانستان
وقال المسؤولون إن واشنطن تعتقد أن الحكومة الانتقالية يجب أن تمثل رغبات الشعب السوري ولن تدعم سيطرة هيئة تحرير الشام دون عملية رسمية لاختيار قادة جدد.
ورفض مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق.
وحدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن معايير الانتقال السياسي في سوريا، قائلا إن واشنطن ستعترف بحكومة سورية مستقبلية ترقى إلى مستوى هيئة حاكمة موثوقة وشاملة وغير طائفية.
وقال مساعد الكونغرس لوكالة “رويترز” إن بعض المشرعين في الكونغرس يضغطون على الإدارة للنظر في رفع العقوبات الأمريكية على سوريا، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بهيئة تحرير الشام على وجه التحديد، في مقابل تلبية الجماعة لمطالب أمريكية معينة.
وأضاف أن هناك شعورا متزايدا بين بعض أعضاء الكونغرس بأن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مساعدة الحكومة الانتقالية في سوريا على الاتصال بالاقتصاد العالمي وإعادة بناء البلاد. وأوضح المساعد أن العقوبات تحول دون ذلك.
وقال أحد المسؤولين إن واشنطن تتواصل أيضا مع هيئة تحرير الشام والجهات الفاعلة الأخرى على الأرض بشأن العمليات في ساحة المعركة.
وكان رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير قد أكد إثر تكليفه بهذا المنصب الثلاثاء أنّ الوقت حان لينعم مواطنوه بـ”الاستقرار والهدوء” بعد يومين على إسقاط فصائل المعارضة المسلّحة نظام الأسد الذي فرّ إلى موسكو بعدما حكم البلاد طوال ربع قرن.
وكلّفت فصائل الثورة التي قادت الهجوم الذي أطاح بحكم الأسد، البشير الذي كان يرأس “حكومة الإنقاذ” في إدلب معقل فصائل المعارضة بشمال غرب البلاد، برئاسة حكومة تصريف الأعمال.
وقال البشير لقناة الجزيرة القطرية “حان الوقت لأن يشعر هذا الشعب بالاستقرار والهدوء”، وذلك بعيد ساعات من تكليفه بتولّي رئاسة الحكومة حتى الأول من آذار 2025.
وأتت هذه الخطوة في مسار المرحلة الانتقالية بعد أكثر من خمسة عقود على حكم آل الأسد في سوريا، في وقت واصلت فيه إسرائيل تدمير منشآت عسكرية سورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى