أحزاب إيران وميليشياتها تعيش مأزق الترقب وتسحب مبالغ ضخمة من البنوك وخامنئي يحذر من قنبلة في العراق
السوداني في زيارة غير معلنة إلى الأردن ووزير خارجية حكومة الإطار التنسيقي يهاتف المندوب الأممي الخاص إلى سوريا، ومستشار السوداني يتغاضى عن جرائم الميليشيات الولائية ويعلن عن خارطة طريقة للعلاقة مع دمشق بعد سقوط الأسد.
بغداد- الرافدين
كشفت التصريحات المتناقضة والمرتبكة الصادرة من بغداد وطهران مأزق الترقب الذي تعيشه أحزاب وميليشيات إيران في العراق بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بيد فصائل الثورة السورية.
وحذر المرشد الإيراني علي خامنئي يوم الأربعاء، مما وصفه بـ “قنبلة” في العراق وسوريا، مؤكداً على أن “محور المقاومة” سيشمل كافة مناطق الشرق الأوسط.
واعترف خامنئي بأن الثورة السورية تهدف إلى زعزعة أمن إيران.
وأضاف أن إيران لن تسمح بالمساس بأمن المنطقة، مؤكداً أن الميليشيات في العراق وسوريا وجدت لحفظ أمن الأماكن المقدسة ولمنع زعزعة الاستقرار.
وتكشف تصريحات خامنئي الانكسار الذي تعيشه طهران بعد انهيار أهم خطوط استراتيجيتها في المنطقة بسقوط نظام بشار الأسد وهزيمة حزب الله في لبنان.
وقدمت طهران للأسد دعما سياسيا واقتصاديا، وعسكريا عبر مستشارين إيرانيين ومقاتلين من ميليشيات ولائية تدور في فلكها.
ونظرت إيران الى سوريا بقيادة الأسد، كحلقة أساسية في مشروعها التوسعي في المنطقة، الذي يضم ميليشيات أبرزها حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن وميليشيات عراقية ولائية، وكان لسوريا دور أساسي في إمداد حزب الله بالدعم التسليحي واللوجستي من إيران عبر العراق.
إلى ذلك زار رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني العاصمة الأردنية عمان في زيارة غير معلنة.
والتقى السوداني، الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني، حيث جرى بحث التطورات الراهنة في المنطقة، والأحداث على الساحة السورية.
في غضون ذلك بحث وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم الثلاثاء، مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، تداعيات التطورات في سوريا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي استعرض فيه الجانبان التطورات الراهنة في سوريا وتحليل أبعادها، إلى جانب بحث التداعيات المحتملة إذا لم يبذل المجتمع الدولي جهودا جدية تسهم في تحقيق الاستقرار وتخدم مصالح الشعب السوري.
يأتي ذلك في وقت نقل موقع “ميديا لاين” الأمريكي المعني بأخبار الشرق الأوسط عن عبد الامير جعفر مدير فرع لأحد البنوك العراقية، قوله “توجد حركة سحب أموال كبيرة من قبل بعض الميليشيات، ويتم تحويل هذه الأموال الى سبائك ذهب او عقارات بأسماء اخرى”.
وأشار الى أن عمليات السحب هذه ليست طبيعية، وعزا ذلك إلى التخوف لدى الميليشيات من مصادرة أموالهم من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو حتى نهاية النظام الحالي وانتقال تأثير الثورة السورية إلى العراق.
وكشفت “خارطة الطريق” التي أعلنها باسم العوادي المتحدث الرسمي باسم حكومة الإطار التنسيقي بشأن العلاقة المستقبلية مع سوريا، مدى القلق الكامن داخل الحكومة في بغداد، خصوصا بعد المطالبات السورية والدعوات الدولية إلى محاسبة الميليشيات الطائفية المنضوية في الحشد الشعبي التي كانت تقاتل للدفاع عن نظام بشار الأسد.

محمد الجميلي: التصريحات الانتهازية لقادة الأحزاب والسياسيين في العراق بعد انتصار الثورة السورية تكشف انكسار المشروع الإيراني في المنطقة
وطالبت فصائل سورية ومنظمات دولية بعدم استثناء الميليشيات العراقية من محاكمة جرائم القتل التي ارتكبت بحق السوريين.
وقال العوادي بما أسماه “خارطة الطريق للعلاقة المستقبلية مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد” “إن العراق جاهز لبناء أفضل وأوثق العلاقات السياسية والاقتصادية وغيرها، بناء على ثوابت الأخوة والجوار وتمتين العمل العربي المشترك”.
وأضاف في تصريح لصحيفة “الصباح” الناطقة باسم حكومة الإطار التنسيقي، إن “العراق لم يتدخل بالشأن الداخلي السوري، وكان الموقف السيادي الوطني بأن يترك القرار للسوريين بتقرير مصير بلادهم ومستقبلهم، وألا يتدخل العراق عسكريا ولا بأي صورة بالضد من إرادة الشعب السوري”.
ويتغاضى تصريح العوادي المضلل عن الدور الذي قامت به الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي وبدعم حكومي في القتال مع نظام بشار الأسد.
كما أن كبار زعماء أحزاب الإطار التنسيقي الذي شكل حكومة السوداني لم يتوقفوا حتى اللحظة الأخيرة قبل سقوط نظام الأسد عن دعمهم السياسي والعسكري بما فيهم نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري وعمار الحكيم.
ويرى مراقبون أن تصريح العوادي يعبر عن الانتهازية السياسية ويكشف بوضوح الهزيمة التي منيت بها الأحزاب والميليشيات الولائية في سوريا.
وقال الإعلامي العراقي محمد الجميلي، إن هذه التصريحات الانتهازية لقادة الأحزاب والسياسيين بعد انتصار الثورة السورية تكشف انكسار المشروع الإيراني.
وأضاف “بعد أن أرعدوا وأعلنوا عن فتح باب التطوع للقتال مع بشار الأسد ضد من سموهم الإرهابيين والتكفيريين، وبعد أن قال مستشار الأمن القومي لن تسبى زينب مرتين، في تحريض طائفي ضد الشعب السوري ولتأليب الشارع العراقي ليقاتل معهم انتصارا لبشار بحجة زينب، فإذا بهم تنعقد ألسنتهم وتصفر وجوههم بعد فتح دمشق من قبل الثوار”.
ووصف الجميلي التصريح الأكثر سخفا واستفزازا ما صرح به نوري المالكي عن ضرورة احترام إرادة الشعب السوري وهو الذي كان يقول بعد تحرير حلب بقوله “سنقاتل في سوريا كما قاتل أجدادنا، ثم وجه نصائحه للثوار بكل وقاحة ودعاهم لبناء دولة تشترك فيها كل المكونات دون تهميش أو إقصاء”.
ورجح السياسي العراقي الكردي آزاد أكبر، أن يتم القضاء على الميليشيات العراقية بالكامل من خلال الغارات الجوية الإسرائيلية، كما حدث مع حزب الله اللبناني.
وأضاف أكبر أن “الجميع يتوقعون ذلك، حتى إيران أبلغت ميليشياتها في العراق بأنها لا تستطيع تقديم أي نوع من الدعم لهم، لذا فهم يستعدون لهذه الحرب”.
وتابع “الآن الكثير منهم يشترون عقارات في كردستان، والبعض الآخر قد ينتقل إلى الدول المجاورة، وقد نشهد هجرة جماعية لقيادات هذه الميليشيات”.
