بلينكين يحذر السوداني: لن نسمح بتمرير قطعة سلاح واحدة من إيران عبر العراق إلى سوريا وحزب الله
وكالة "بلومبيرغ" تنقل عن مسؤول أمريكي أن بلينكن أبلغ السوداني بأن إيران في أضعف حالاتها ولدى العراق فرصة لتقليص نفوذ طهران في هذا البلد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية التي تنضوي في الحشد الشعبي.
بغداد- الرافدين
أستخدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني سياسة “العصا والجزرة” خلال زيارته المفاجئة للعراق عندما طالب رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بانتهاز فرصة الضعف التي تعيشه إيران لخروج حكومته من محورها.
وفضل وزير الخارجية الذي إبلاغ بغداد بزيارته لحظة وصوله بطائرة خاصة إلى مطار بغداد، كما فضل أن يتنقل ما بين مطار بغداد ومبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء بطائرة هليكوبتر خاصة تابعة للقوات الأمريكية التي تتكفل بحماية السفارة الأمريكية.
وحث بلينكن السوداني على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن مسؤول أمريكي رافق بلينكن في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، تأكيده بأن واشنطن لن تسمح للميليشيات الولائية باستغلال الوضع الهش في سوريا.
وطلب بلينكن من السوداني منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعا لطهران في سوريا أو حزب الله في لبنان.
ورفض المسؤول الأمريكي أن يحدد مضمون رد السوداني، باستثناء قوله إنه يأمل في تجنيب تورط العراق في أي صراع.
واستخدم حزب الله اللبناني سوريا إبان حكم الأسد لجلب أسلحة ومعدات عسكرية أخرى من إيران، عبر العراق. لكن في السادس من كانون الأول، سيطرت فصائل الثورة السورية على الحدود مع العراق وقطعوا ذلك الطريق، وبعد يومين سيطرت المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
والتقى بلينكن بالسوداني في زيارة غير معلنة إلى بغداد الجمعة في إطار جولة إقليمية، بعد ايام من قيام فصائل الثورة السورية بإطاحة نظام الرئيس بشار الأسد الحليف العربي الرئيسي لإيران والذي استمر حكم عائلته نحو نصف قرن.
وقال مسؤول أمريكي إن بلينكن أبلغ السوداني أن إيران في أضعف حالاتها منذ فترة، وأن لدى العراق فرصة لتقليص نفوذ طهران في هذا البلد.
وطلب بلينكن تحديدا من السوداني اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الولائية التي تنضوي في الحشد الشعبي.
طائرة بلينكن فوق المنطقة الخضراء خارج سيطرة حكومة السوداني
واضاف “أعتقد أن هذه لحظة مناسبة أيضًا للعراق لتعزيز سيادته واستقراره وأمنه ونجاحه في المستقبل”، بدون تسمية إيران.
وينتشر جنود أمريكيون في العراق في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل القوات الأمريكية.
والحكومة الحالية محسوبة على “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف يتمتع بغالبية برلمانية ومؤلف من أحزاب موالية لإيران وممثلين للميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. إلا أن رئيسها محمد شياع السوداني يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وسقط الأسد بعد حملة قصف إسرائيلية كبرى طاولت حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في لبنان وكذلك ضد أهداف إيرانية في داخل سوريا.
وقد انشغلت روسيا، الحامية الأساسية للأسد، بغزوها لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تشدد الإدارة الأمريكية المقبلة للرئيس دونالد ترامب من إجراءات الولايات المتحدة ضد إيران، على الرغم من أن الرئيس المنتخب أعرب أيضًا عن استعداده لإبرام صفقات مع هذا البلد.
ومددت إدارة الرئيس جو بايدن الشهر الماضي مرة أخرى إعفاءً من فرض عقوبات أمريكية أحادية الجانب على إيران للسماح للعراق بشراء الكهرباء من جارته.
وانتقد المشرعون الجمهوريون من حزب ترامب هذه الخطوة، قائلين إن بايدن يسمح بتدفق مالي كبير لإيران يشكل نقيضا للجهود الدولية لعزلها.
وأشار مسؤولو إدارة بايدن إلى أن العقوبات كانت تتجدد باستمرار منذ ولاية ترامب الأولى معتبرين أن الإعفاءات التي طلبها العراق تساعد في تجنب أزمة الطاقة التي قد تؤدي إلى عدم استقرار جديد في هذا البلد.
ودخلت إدارة بايدن عند توليها السلطة في مفاوضات غير مباشرة مع إيران بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لكن المفاوضات انهارت جزئيا بسبب خلاف حول مدى تخفيف العقوبات الأمريكية ضد إيران.
في غضون ذلك اعترف الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم إن الجماعة المسلحة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا، وذلك في أول تصريحات له منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح للمعارضة.
وقال قاسم في خطاب بثته محطات تلفزيونية دون أن يذكر الأسد بالاسم “نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا ولكن هذه الخسارة تفصيل في عمل المقاومة”.
وأضاف “يمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”.
بلينكن للسوداني: لن نسمح لميليشيات إيران في العراق باستغلال الوضع الهش في سوريا