أخبار الرافدين
الثورة السورية: استعادة وطن من مختطفيهتقارير الرافدينعربية

بيدرسون في دمشق على أمل أن يرى نهاية سريعة للعقوبات على سوريا

انفتاح دولي للتحاور مع قادة فصائل الثورة السورية وإعادة تشغيل مطار دمشق الدولي واستئناف ميناء طرطوس لنشاطه وعودة المدارس لفتح أبوابها أمام التلاميذ.

دمشق– الرافدين

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل مسلحة أسقط الرئيس بشار الأسد وتولى السلطة في دمشق.
من جهتها أعادت تركيا، وهي فاعل رئيسي في النزاع في سوريا، فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاما على إغلاقها.
وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر إنه ينبغي منح الإدارة الجديدة في سوريا فرصة للحكم بعد أن أطلقت رسائل بناءة مضيفا أن تركيا مستعدة لتوفير التدريب العسكري إذا طلبت الإدارة السورية الجديدة ذلك.
فيما عبر المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون عن أمله أن يرى نهاية سريعة للعقوبات.
وأكد بيدرسون في أول زيارة له إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد على ضرورة “ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية سريعا”.
في وقت أعلن مدير مطار دمشق الدولي في
سوريا أنيس فلوح عودة العمل بالمطار يوم الأربعاء القادم.
وكان فلوح ذكر في وقت سابق أن كافة الكوادر تعمل بشكل متكامل وتعاون كبير لإعادة الوضع على ما هو عليه في المطار، مشيرا إلى أن المراحل الأخيرة لتشغيل المطار اقتربت على النهاية.
بدوره، أفاد مدير ميناء طرطوس المهندس ثائر ونوس بأن مرفأ طرطوس سيستأنف عمله ونشاطه الاثنين.
وانتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق. وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة، حسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وشدّد التاجر أمجد صندوق على ضرورة إنعاش النشاط في السوق، قائلا إن “النظام سقط لكن الدولة لم تسقط”.
قادت فصائل الثورة السورية تحالفا، في هجوم بدأ في السابع والعشرين من تشرين الثاني وأدى الأحد إلى انهيار حكم نظام بشار الأسد.
وصرح بلينكن لصحافيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية أقصى جنوب الأردن “نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف آخرين”.
ولم يذكر الوزير الأمريكي تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، لكن عندما سئل إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم مباشرة، أجاب “اتصال مباشر – نعم”.
وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحافي الأمريكي الذي خطِف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وشارك بلينكن في العقبة بمحادثات جمعت دبلوماسيين من دول عربية وأوروبية ومن تركيا.
وشدد الوزير الأمريكي على “وجوب احترام حقوق جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات والنساء. ويجب تمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجونها”.
بدورهم، دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر السبت إلى “عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية … وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وأهدافه وآلياته”.


وجه سوريا الناصع بوحدتها بعد طرد ميليشيات إيران
وتعهد رئيس الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير بعد تعيينه الثلاثاء إقامة دولة قانون، مع تأكيد “ضمان حقوق جميع الناس وكل الطوائف”.
في العقبة، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أيضا إلى عملية سياسية “جامعة” لتشكيل الحكومة المقبلة.
وأعادت بلاده فتح سفارتها السبت، بحضور رئيس البعثة الدبلوماسية الجديد برهان كور أوغلو.
وأُغلقت السفارة التركية في آذار 2012، بعد عام على بدء الحرب الأهلية في سوريا التي اندلعت بسبب قمع تظاهرات منادية بالديموقراطية، وبعد دعوات الحكومة التركية إلى استقالة الأسد.
وصار شعار “واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد” هو السائد لدى السوريين منذ فرار الأسد إلى روسيا.
لكن الابتهاج الشعبي يرافقه بحث مؤلم لآلاف السوريين عن أقارب لهم اختفوا خلال حكم الأسد المتهم بارتكاب أسوأ الانتهاكات.
وفي شمال شرق سوريا، تنشر الولايات المتحدة حوالى 900 جندي وتدعم قوات كردية أنشأت إدارة ذاتية في منطقة سيطرتها.
واستهدفت أكثر من 60 ضربة إسرائيلية مواقع عسكرية في أنحاء سوريا في غضون ساعات، بعد نحو أسبوع على إطاحة الأسد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.
وذكر المرصد مساء السبت أن “61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات، ولا تزال الضربات مستمرة”.
وقال “يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تصعيده العنيف على الأراضي السورية” مستهدفا خصوصا بـ”صواريخ فراغية أنفاقا تحتوي على مستودعات صواريخ بالستية داخل جبال”.
وأضاف “تحتوي المستودعات على صواريخ كبيرة وذخيرة وقذائف هاون وغيره من العتاد العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدميره”.
وتهدف هذه الغارات إلى “تدمير ما تبقى من القدرات العسكرية للجيش السوري”، حسب المرصد.
وأشار المرصد إلى ارتفاع “عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية منذ سقوط النظام السابق في الثامن كانون الأول/ديسمبر”.
وندد قائد هيئة تحرير الشام السبت بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.
وقال أحمد الشرع في تصريحات نقلتها قنوات فصائل الثورة السورية بقيادة إن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة”.
غير أنه أضاف أن “الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”، مؤكدا أن “الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى